وان
عقدت بينك وبين عدوك عقدة، او البسته منك ذمة، فحط عهدك بالوفاء، وارع ذمتك بالامانة، واجعل نفسك جنة دون ما اعطيت،
فانه ليس من فرائض الله شئ الناس اشد عليه اجتماعا، مع تفرق اهوائهم، وتشتت ارائهم، من تعظيم
الوفاء بالعهود،
وقد لزم ذلك المشركون فيما بينهم دون المسلمين لما استوبلوا من عواقب الغدر، فلا تغدرن بذمتك، ولا تخيسن
بعهدك، ولا تختلن عدوك، فانه لا يجترئ على الله الا جاهل شقي،
وقد جعل الله عهده وذمته امنا افضاه بين العباد برحمته، وحريما يسكنون الى منعته، ويستفيضون الى جواره،
فلا ادغال ولا مدالسة ولا خداع فيه.