-
اولا: ان نمتلك رؤية، فلقد اوصى امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) ولده محمد بن الحنفية لما اعطاه الراية يوم الجمل، بقوله {ارم ببصرك أقصى القوم}.
-
ثانيا: ان نمتلك خططا استراتيجية، فلا يكفي ان نمتلك مليون خطة تكتيكية (آنية) من دون خطة استراتيجة واحدة في كل مجال على الاقل، فالانجاز لا يتم بالخطط الانية، وانما
بالخطط الاستراتيجية بعيدة المدى، فهي التي تشكل الرؤية، وهي التي تركز النظر على الهدف.
-
ثالثا: ان تكون عندنا مراجعات حولية لخططنا واساليبنا ووسائلنا وانجازاتنا، لنصحح الخطا في اقرب فرصة قبل ان يستفحل، وان نعيد صف الاولويات قبل فوات الاوان، فالرقابة
الدائمة تساعد على النجاح، لانها تساعد على الاستدراك كلما اقتضت الضرورة.
-
رابعا: ان نتصف بالاستقامة والاستمرارية في التنفيذ، والثبات على الالتزام بالخطة، فلا تهتز قناعاتنا عند كل شائعة، او نتردد في الالتزام بها عند اول عرقلة لسبب من
الاسباب، ففي وصية امير المؤمنين الآنفة الذكر يقول عليه السلام {تزول الجبال ولا تزل، عض على ناجذك} ويضيف عليه السلام {تد في الارض قدمك} وفي قول آخر له عليه السلام {لا تجعلوا علمكم
جهلا، ويقينكم شكا، اذا علمتم فاعملوا، واذا تيقنتم فاقدموا} فاذا اجتمع العلم بالشئ واليقين في التنفيذ فلا بد من الاقدام، والا، فكم من خطة فشلت لان اصحابها تركوها في منتصف الطريق، او
انهم ترددوا في الاستمرار بالالتزام بها، ولذلك جاءت الكثير من الروايات عن الرسول الكريم (ص) وائمة اهل البيت عليهم السلام تتحدث وتلح في التركيز على هذا المفهوم الحضاري، فعن رسول الله
(ص) {ان احب الاعمال الى الله ما ديم عليه وان قل} لماذا؟ لان الاعمال بخواتيمها، على حد قول امير المؤمنين علي السلام الذي يقول {العمل العمل، ثم النهاية النهاية، والاستقامة الاستقامة،
ثم الصبر الصبر، والورع الورع، ان لكم نهاية فانتهوا الى نهايتكم} اما الامام محمد بن علي بن الحسين السبط الباقر عليه السلام، فيقول بهذا الصدد {احب الاعمال الى الله تعالى ما دام عليه
العبد، وان قل}.
-
خامسا: التخطيط السليم، وهو الذي يعتمد العلمية ولغة الارقام والدراسات والابحاث بعيدا عن الارتجال والانفعال ولغة الانشاء والتخمين والتصورات الوهمية.
-
سادسا: ان نمتلك ادوات التنفيذ، ومهاراته.
-
سابعا: ان نتعلم كيف نتخذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح، او كما يسمونه علماء الاستراتيجية بمبدا (قبل فوات الاوان). يتساءل كثيرون عن سر فشلهم بالرغم من صحة القرار الذي
يتخذوه، ناسين او متناسين، بان القرار، اي قرار، صنو الزمن، فلا يكفي ان يكون القرار صحيحا اذا لم يكن التوقيت صحيحا، والى هذا المعنى اشار امير المؤمنين عليه السلام في قوله {من الخرق
المعاجلة قبل الامكان، والاناة بعد الفرصة}.
-
ثامنا: ان نمتلك القابلية على ان نكتشف ونقرر ونخطط.
-
تاسعا: ان نحسب دائما مقدار التضحية مع قيمة المنجز.
-
عاشرا: ان نذهب الى التضحية لكل منجز، فلا ندعها تقتحمنا، فالناجح يحدد وقت التضحية وحجمها وطبيعتها، ليسيطر على الموقف دائما، اما الفاشل فان التضحية تفاجئه وتقتحم
خلواته، ولذلك فهي، عادة، لا تنسجم مع حجم الانجاز.
ربما بهذه الاستراتيجية يمكننا ان نتحول الى شعب منتج، فنتغير ونغير، ومن الله السداد.