الأمم الحية تدرس السلوكيات الشاذة؛ فمجرم يقتل أمه مثلاً ليس كأي مجرم يقتل العشرات
ثم هذه النفسيات الممسوخة كيف قادت الأمة في وقت مبكر؟
أيضاً قراءة الإيمان الرفيع في موقف الحسين واخته زينب وأصحابه؛ لا يقل غرابة، فبقدر ما كان خصومه في أسفل
سافلين كان إيمانه وثباته في أعلى عليين
فكلمة الحسين الإيمانية -أثناء رؤيته موت الأطفال من العطش وإحراق خيام النساء─ مازالت ترن في أذن
التاريخ وتعبر عن إيمان غير معهود أبداً، فماهي؟
قال الإمام الحسين عندئذ (اللهم إنه مما يهوّن ما بنا أننا بعينك يارب العالمين) !
كأنه يعرف أنه لا ناصر له وقد تتشوه سيرته وأهدافه وما جرى لهم
فكان ثقته بالله فقط وأنهم تحت عينه وبصره
كأنه يوصي الله نفسه بتمكين الأمة من معرفة حقيقة ما جرى وقد استجاب الله فأخرج قصته على لسان أعدائه
هذا المستوى الرفيع من الإيمان يحتاج إلى دراسة وبحث، فالرجل - الحسين- استسهل كل شيء؛ لماذا؟! لأن الله يرى وكفى! فهذا يهون كل شيء! الله
أكبر
كذلك أخته زينب بنت علي والزهراء؛ عندما تجمع رؤوس بنيها وإخوانها والدماء تثعب من الرؤرس، ثم تقول كلمة مازالت تهز القلوب فماذا قالت؟
كانت تجمع ملء كفوفها من دماء رؤوس أبنائها وإخوانها وتنثره في السماء وتقول:
(اللهم تقبل منا هذا القربان)! أي إيمان هذا؟!
وهكذا؛ فمدرسة كربلاء؛ فيها مادة لدراسة الأخلاق والإيمانيات من أعلاها وأرفعها مقاماً وشفافية؛ إلى أسفل
ما تتوقعه من دناءة ولؤم وخسة ونفاق.
مدرسة كربلاء استفاد منها حتى غير المسلمين؛ ووجد فيها أصحاب القلوب الشفافة والبصائر النافذة مادة خصبة لفهم أعلى الإيمان وأسفل النفاق معاً
مدرسة الحسين من مدرسة النبوة ومدرسة النبوة من مدرسة القرآن وكلها ليست لقساة القلوب ولا المتكبرين الهدايات الكبرى هي هدى وشفاء للمؤمنين
فقط
القرآن أعظم من الحسين والنبي أعظم من الحسين وقد وُجد المستهزءون والساخرون من القرآن ومن النبي فلا يقلق المؤمنين سخرية الساخرين بل هذا
ابتلاء
لكن في الوقت نفسه؛ نريد عاطفة بعلم وبرهان وعبرة ودرس وفهم؛ مثلما نطلب الإيمان بالقرآن والنبوة بعلم وبرهان وفهم وعبرة الإيمان ليس سهلاً
لا يقبل الله الإيمان المجاني إن لم تجد صعوبة وتمحيصاً لإيمانك فإيمانك غير مقبول عند الله فلا تحزن واقرأ الآيات:
هل تظن أنه يكفيك صلاة وصوم وحج بلا ابتلاء وتمحيص للغايات من هذه الشعائر؟؟
كلا كلا أنت واهم راجع الغايات والابتلاء فيها
لا يريدك عابداً لمذهب ولا سلطة ولا فصفص يريدك جاداً، تشهد لله تبحث لله، لا تأثراً بأحمق ولا خوفاً من شتام ولا مراعاة للمشاعر والصداقات
اصحٓ
أصحاب الفصفص الذين لا يبحثون ولا يحيون قلوبهم بمثل هذه الفاجعة؛ لا يأبه بهم الله؛ إنما خلقهم مادة ابتلائك أنت فتوازن واثبت ولا تضعف
أصحاب الفصفص ليسوا مع القرآن والنبي حتى يكونوا مع الحسين أصحاب فصفص فقط ولا يهمهم بحث ولا دراسة ولا عبرة ولا عقل ولا ضمير لا تلتفت إليهم
لا تعتذر لنفسك بسوء فعل الآخرين ─مع التحفظ على التعتيم─
وإذا لم تستطع البحث، فلا أقل من أن تحزن لرسول الله فيما جرى لذريته من قتل وإذلال وخذلان حتى لو اعتبرت النبي عظيماً من العظماء فقط
كل منا يحب من الآخرين مشاركته في حزنه وكلنا نعزي بعضاً عند وفاة أي قريب، إذاً فهذا رسول الله، وهؤلاء أهل بيته، لهم عليك حق المسلم على
الأقل
كل ما يحصل للمسلمين مما ترون لن يكون إلا بأحد أمرين:
إما نقص في العلم أو نقص في الوجدان
فاحرص عليهما، وقصة الحسين فرصة لتوفر الأمرين
اقرأ الحدث بمقدماته وخواتمه وما حصل أثناءه، من الإيمان الرفيع المهجور، وامتساخ القتلة، وضياع المروءة، وخذلان الأمة، وتسلط الظالمين، وضياع
الدين .
اهداء لمن يريد أن يعي ويرتقي ،
البعض يعتبر كل المناسبات بدعة حتى الاحتفال بالمولد النبوي
لكنه عندما يصل للعاشر من المحرم و هو مقتل ابن بنت النبي محمد
لماذا الاحتفال بميلاد عيسى بن مريم بدعة و مناسبة غير اسلامية
والاحتفال بنجاة النبي موسى جائز و مناسبة اسلامية
لماذا يا ترى ؟!!!!!!!!!!!!!!
عندما نبارك لأخواننا المسيح بميلاد النبي عيسى يقول البعض هذه بدعة غير اسلامية
ثم يقول انا احتفل بنجاة النبي موسى .. وهل هذه مناسبة اسلامية ؟
وعندما أفرح لآل محمد ومناسباتهم .. لا تقل لي هذه بدعة
فقد قمت انت بهذه البدعة بالعاشر من المحرم بيوم نجاة النبي موسى !!
هناك من يقول ان الاحتفال بأفراح آل محمد بدعة لم يأت بها النبي محمد
ثم يقول ان النبي محمد اوصى بالاحتفال بيوم نجاة النبي موسى
مغرد يقول لي ان الرسول ص اوصى بالاحتفال بنجاة النبي موسى بيوم العاشر من المحرم.
لماذا لم يوصي النبي بالاحتفال بنجاة بقية الانبياء ؟!!
من يحتفل بنجاة النبي موسى
سننتظر احتفالك بنجاة النبي يونس من بطن الحوت
زواج الزهراء من الامام علي بدعة
لا يوجد اي احتفال بأي نبي .. عدا النبي موسى بيوم العاشر
تريد ان تفرح و تصوم بيوم مقتل الامام الحسين حفيد النبي هذا شأنك
لكن لا تقل لي ان الاحتفال بمولد النبي محمد بدعة و انت تفرح لنبي آخر !!!