ألمستشفيات ألاوائل
تأسست مدينة بغداد في سنة 762 ميلاديه على يد الخليفه أبو جعفر ألمنصور حيث أستمرت الخلافه العباسيه فترة حوالي 500 عام ,توالى اثنائها 37 من الخلفاء العباسيين ,حيث أصبحت مدينة بغداد حاضرة الدوله الاسلاميه ومركز ثقافي لمختلف العلوم والاداب والتي تشمل علوم الطب والاهتمام بالوضع الصحي أنذاك.

 


وقد أنشأت في تلك الفتره عدد من المؤسسات الصحيه وكانت تعرف باسم البيمارستان وهي كلمه فارسيه تعني مكان المريض,ولسهولة لفظها

 يطلق عليها المارستان أيضا وقد تاسست خلال السنين عدد من المارستانات ومنها مارستان المنصور, مارستان الرشيد, مارستان البرامكه ومارستان المقتدري ولكن أشهرها وأكبرها هو المارستان ألعضدي وقد أفتتح في سنة 983 ميلاديه والذي أنشاؤه عضد الدين البويهي حيث دامت مدة بنائه ثلاث سنوات وقد خدم فيه 24 من الاطباء ومنهم الفخر الرازي وقيل بانه هو الذي اختار مكانه والذي يطل على نهر دجله قرب قصر الخلد في بغداد المدوره, كذلك كان هناك عدد من المارستانات في مدن العراق مثل المارستان المجاهدي في الموصل ومارستان واسط ومارستان باتكين في البصره, ومن المعلوم بانه توجد مارستانات في عواصم الدول الاسلاميه ومن اشهرها المارستان المنصوري في القاهره والمارستان النوري في دمشق.

لقد تغيرت أوضاع المارستانات في بغداد تبعا لتغير سلطات الخلافه العباسيه ولكن في سنة 1258 م أصاب مدينة بغداد الدمار الشامل أثر الاحتلال المغولي لها ولم تبقى أي مؤسسه صحيه تذكر بعدها ولفترة طويله دامت حوالي المائة عام.

وفي سنة 1356 قام السلطان أمين الد ين مرجان بأنشاء مارستان أسماه دار الشفاء قرب جامع وخان مرجان المعروفين ووضع كتابة وقفيته على الباب الشمالي من الخان. وفي فترة العهود المظلمه التي تلت لم تشير المصادر الى وجود مستشفيات أو مؤسسات صحيه لعلاج الاهالي ولكن في سنة 1766م ذكر الرحاله نيبور في زيارته الى بغداد وجود دار للعجزه والمجذومين غير أن المكان كان مظلما وغير صحي.
وفي نهاية القرن الثامن عشر حصلت ضاهره فريده في تاريخ العراق الصحي وهي التطعيم ضد الجدري ونظرا لاهميتها فأنه لابأس ذكرها بشى من التفصيل, حيث حصلت حوادثها في سنة 1786م عندما قدم الى بغداد تاجر أرمني من مدينة أستانبول أسمه أوانيس مراديان ولكن تجارته فشلت أنذاك مما اضطره الى ان يعمل في القنصليه الفرنسيه في بغداد بصفة مترجم, وأثناء بقاؤه في المدينه حاول أن يقنع الاهالي بجدوى وفوائد التطعيم ضد مرض الجدري حسب طريقه جنر, ولكنه فشل في مساعيه بالرغم من مساعدة الدكتور شارت والذي كان يعمل كطبيب في القنصليه البريطانيه. وفي سنة 1809م وبعد عدة محاولات نجح أخيرا في أقناع مفتي بغداد بأن يطعم ضد وباء الجدري, هو واولاده واحفاده السته, وذلك بمساعدة الدكتورهين الذي شغل المنصب بعد الدكتور شارت في القنصليه البريطانيه. وقد ذكرت التقارير بأن السيد مراديان وبمساعدة زوجته تيريزا قد نجحا في تطعيم أكثر من 5400 طفلا في خلال فترة تسعة سنوات.

ولم يكتفي بتطعيم أهالي بغداد فقط بل توسعت نشاطاته الى اهالي مدينة الموصل وذلك على يد القس بطرس بن بشاره بعد ان تعلم الاخير اصول التطعيم حسب الطريقه المعروفه, ومن الجدير بالذكر بانه في سنة 1930م قام أل سلمان المسلماني وقف نسائهم وبناتهم على التطعيم ضد الجدري في ألبو هيازع البحيه في منطقة الكاظميه. وأستمرت الاوضاع الصحيه بالتدهور في القرن التاسع عشر خاصة وذلك لكثرة الاوبئه والامراض الساريه ناهيك عن الدمار الحاصل نتيجة الفيضانات المتكرره والذي يؤدي الى المزيد من المشاكل الصحيه حيث لم توجد أماكن مخصصه ماعدا بناية التنبلخانه وهي بمثابة دار للعجزه وايواء المعتوهين و لم تتوفر لهم أي وسيله للعنايه والعلاج حيث يقضي النزلاء فيه أواخر أيام حياتهم, ولذلك اصبح الاهالي ضحايا لطب الدجالين والمشعوذين نتيجة أنعدام المستشفيات والوعي الصحي عندهم,ولكن لاح بصيص من الامل عندما أستلم المصلح مدحت باشا في سنة 1869م ولاية بغداد وادرك ضرورة بناء مستشفى عام حديث في مدينة بغداد.


مدحت باشا والي بغداد 1869-1872
مستشفى غرباء الكرخ


وهي أقدم مستشفى في بغداد وتعرف بمستشفى غرباء الكرخ وقد سميت على غرار مستشفى غرباء التي لاتزال قائمه في مدينة استانبول وقد أسسها المصلح الكبير الوالي مدحت باشا في سنة 1872م وقد قيل فيها:

         قال في تاريخ هذا القصر موسى الصفا    مدحت أوجد عرشا فيه للناس شفا
لقد أدرك الوالي مدحت باشا الحاجه الماسه الى تأسيس مستشفى عامه في بغداد وقام بالتخطيط لها في سنة 1872م وبعد مناقشة المشروع في مجلس الولايه تقرر أن تقوم البنايه في الحديقه التابعه الى وقف سليمان باشا والواقعه على ضفاف نهر دجله مباشرة من جهه الكرخ, ولكن العقبه الرئيسيه كانت عدم وجود ميزانيه خاصه لبناء المستشفى ولذلك أقبل الكثير من الاهالي والوجهاء بالتبرع لبناء هذه المستشفى, وقد تم بناؤها سنة1872م وأطلق عليها مستشفى غرباء, ولقد أرخ العلامه عبد الوهاب النائب في هذه المناسبه حيث قال:
    لله ما أطيب هذا البنا في وصفه ليس له مثيل 
على التقى مذ تم أرخته اطيبه هذا شفاء العليل

 

وبالرغم من اكمال بناء المستشفى لكنها بقيت خاليه لعدم وجود العدد الكافي من الاطباء ولذلك استخدمت البنايه في البدايه كمدرسه أعداديه. وبعد عدة سنوات توفر العدد المناسب للاطباء وأفتتحت كمستشفى عام حيث تتسع الى خمسين سريرا وتشمل فروع الطب والجراحه والامراض الجلديه والزهريه أضافة الى قسم خاص للمعتوهين والعاهرات وبالرغم من عدم وجود عياده خارجيه ولكن المستشفى كانت مزوده بشعبه للاسعاف. وكانت المستشفى تدار من قبل أطباء البلديه ومأموريها وكان العلاج مجاني, وقد استمرت المؤسسه في خدماتها حتى سنة 1887م حيث أهملت مره أخرى ولنفس السبب المذكور سابقا وتحولت بنايتها الى المدرسه الاعداديه الملكيه ونقلت ادارتها الى دائرة المعارف. وقد قام الوالي نجم الدين الملا سنة 1908-1909م وهي سنة اعلان المشروطيه والدستور العثماني, باسترداد البنايه واعادتها مستشفى مرة ثانيه بعد ان نقل اليها محتويات مستشفى نامق باشا شمال باب المعظم, بعدها استمرت على حالها حتى مابعد الاحتلال البريطاني سنة 1917 حين تقرر تحويلها الى المستشفى المدني في الكرخ والمتخصصه بامراض النساء والتوليد.ة

مستشفى نامق باشا - مستشفى غرباء الرصافة
الوالي نامق باشا 1899-1902


أسسها نامق باشا الصغير عندما كان واليا على بغداد مابين سنة 1899-1902 م, وقد جرت مراسيم افتتاحها في يوم الخميس 15 ذي الحجه 1318 هجريه أي سنة 1900 م.

ولقد أبدى الوالي نامق باشا أهتماما كبيرا بها حيث حاول أن يجعلها من الطراز الاول وجهزها بمختلف المعدات وألالات الطبيه أضافة الى أستيراد مجموعه من العقاقير من أوروبا وكان النظام العربي اليوناني هو المستعمل لدق وتحضير الادويه.
وتتكون المستشفى من بيوت مرتفعه عن الارض وتحتوي كل منها على ردهه كبيره وعدد من الغرف أعدت لاقامة المرضى وعلاجهم وقدغرس امام البنايه حديقه جميله تسر الناظرين. وتشمل اقسام المستشفى على الفروع الطبيه التاليه:
الامراض الباطنيه
الامراض الجراحيه
أمراض العيون
أمراض النسائيه والتوليد
أضافة الى وجود عدد من الغرف المخصصه احدها الى العمليات الجراحيه والثانيه للصيدله واخرى للامراض العقليه, وكذلك غرفه لادارة المستشفى, ويقوم بخدمة المستشفى عدد من العاملين تحت اشراف مدير المستشفى وتشمل كل من كاتب, محاسب, طباخ, معاون طباخ, بستاني وعشرين خادما من الرجال والنساء, وكان هناك امام يصلي بالناس وهو الملا خضر الذي اصبح مساعد في قسم التشريح في الكليه الطبيه لاحقا.ة
ويتكون كادر المستشفى الطبي من:-
طبيب باطني ومعاونه
طبيب جراح ومعاونه
طبيب عيون كحال ومعاونه
مدير الصيدله


مستشفى نامق باشا,

مستشفي الغرباء في الرصافة 1900-1917 في شمال باب المعظم في بغداد


وتتكون هيئة ادارة المستشفى من الطبيب الاقدم, المدير الداخلي, الجراح والكحال. وكانت المستشفى تحت رئاسة مفتشية الصحة وتابعه اداريا لمجلس البلديه

وبالرغم من الاهتمام الكبير الذي ابداه الوالي نامق باشا بامور المستشفى ولكنه عين لادارة المستشفى شخص غير كفؤ يدعى محمود خان حيث كان ماهرا في لعبة الشطرنج فقط ولذلك تدهورت اوضاع المستشفى خلال فترة ادارته. وفي سنة 1904-1905م اصبح عبد الوهاب باشا الارناؤوط واليا على بغداد وفي اثناء فترة ولايته تم تعيين الفريق الطبيب حمدي باشا كمفتش للصحة العامه في العراق, وكانت من اصلاحاته ان عزل مدير المستشفى محمود خان وقام بتعيين كل من الدكتور نظام الدين للامراض الباطنيه ورئاسة الاطباء والدكتور ذهني بك للجراحه والدكتور سامي سليمان كحالا والاسطه عباس مساعد جراح, ولكن بالرغم من ذلك فان خدمات المستشفى تدهورت تدريجيا وذلك لسوء الاداره وبقيت على هذه الحاله لسنين تلت. وفي سنة 1909 تولى شوكت باشا ولاية بغداد وقرر اثنائها عزل كل من الدكتور نظام الدين والدكتورذهني بك واجرى تعديلات على ادارة المستشفى ولكن احوال المستشفى استمرت بالتدهور لعدم وجود العناصر الكفؤة لادارة المستشفى وخدماتها. وفي سنة 1912-1913م تم تعيين الدكتور محمد كاني مديرا للمستشفى أضافة الى كونه جراحا, حيث اسند مهنة التمريض الى الراهبات الفرنسيات وبالتالي تحسنت خدمات المستشفى وسمعتها. وبالرغم من ان المستشفى يستوعب حوالي 100 سرير ولكن البلديه لاتدفع نفقات اكثر من 80 مريض البالغة 3 قروش عن كل مريض يوميا ويعتبر هذا المبلغ مناسبا انذاك, ومن المعلوم بان البلديه كانت تستوفي واردات العبور على جسر الخر وتدفعها نفقة للمستشفى والتي تبلغ 3000 ليرة عثمانيه سنويا, واذا لم يكتمل المبلغ فان البلديه تدفعها من ميزانيتها الخاصه, حيث ان البلديه تدفع ثلثى النفقات والثلث الاخر من واردات الاملاك السلطانيه, ويجب على المريض ان يحصل على شهادة فقر قبل دخوله المستشفى. وفي سنة 1914 حاول الوالي جاويد باشا اصلاح المستشفى وزيادة عدد الاسره ولكن سوء الاوضاع انذاك حالت دون ذلك ماعدا استحصال مبلغ 1000 ليره تمكن ثريا بك مدير ال
مصالح الصحيه ان يحصل عليها من دائرة الاوقاف بموافقة المسؤولين في استانبول. وبعد عدة سنوات وقبل الاحتلال البريطاني للعراق أخليت البنايه وتحولت الى مستشفى للامراض العقليه, ثم ازيلت البنايه واصبحت بناية السجن المركزي وهو موقع وزارة الصحه لاحقا.


مستشفيات أخر العهد العثماني

بالرغم من قلة المصادر فقد تأسست في اواخر العصر العثماني عدد من المستشفيات حيث نشرت الصحف المحليه بعض المعلومات عنها وهي:


مستشفى دار المعلمين

حيث جرى أفتتاح المستشفى في شهر نيسان 1912 وكانت أوقات دوام المراجعه من الساعه 6.30 صباحا الى الساعه 11 ومن الجدير بالذكر بان الوالي نامق باشا قد أنشأ دار المعلمين في بغداد حيث كان عدد طلابها 40 طالبا ومدة الدراسه فيه سنتين فقط.
مستشفى سبع أبكار؛ وفي هذه المستشفى تم علاج جرحى الحرب العالميه الاولى حيث تبرعت كل من حرم الساده نعمان وشاكر الباججي بمبلغ قرشين يوميا عن كل جريح يرقد في المستشفى وقد نشرت هذا الخبر جريدة صدى الاسلام في 15 رجب 1334 ومايقابلها سنة 1916 ميلاديه.


مستشفى المومسات

من المعلوم بانه لم تكن للمومسات مستشفى خاص بهم في زمن الدوله العثمانيه للاسباب المعروفه, ولكن في سنوات الحرب العالميه الاولى أنشأت مستشفى خاص وكانت الاجره لدخول المستشفى للعلاج هي خمس ليرات.

في زمن الاحتلال البريطاني سنة 1917 أتخذت السلطات العسكريه من فندق عثمان أو أوتيل عصمان مقرا للمستشفى وأوقفت جندي انكليزي لحراسة الباب الخارجي. أن مكان المستشفى واسع حيث يتسع الى ما بين 40-75 مريضه وتتكون المستشفى من غرف عديده لعلاج المريضات أضافة الى غرفة الصيدله, المعاينه, المطبخ والمؤونه, وكذلك غرفه لغسل المريضات بالادويه المطهره. ويتوسط البنايه حديقه مغروسه بالاشجار وللبنايه باب
ان يؤديان الى الخارج. وتقوم بادارة المستشفى أمرأه أرمنيه فاضله, ويقوم الطبيب المسؤول بزيارة المريضات بصوره عامه وفي كل عشرة أيام يقوم بزيارتهم بصورة شخصيه لمتابعة علاجهم, وكانت الخدمه في المستشفى جيده حيث تقدم وجبات طعام والتي تشمل الرز والخبز واللحم اضافة الى الشاي والقهوه.

بدايات الاداره الصحيه

في سنة 1905 في زمن الدوله العثمانيه تشكلت أداره صحيه تتكون من مفتش صحي تركي ويعاونه طبيب البلديه وكاتب واحد واستمرت في عملها حتى بداية الحرب العالميه الاولى.

وبعد الاحتلال البريطاني للعراق سنة 1917 تولى الكولونيل باتي أدارة القسم الطبي المدني الملحق بدائرة الامور الصحيه للجيش البريطاني وكان ذلك في تاريخ 13/8/1918, وكان يعاونه في واجباته ثلاث مساعدين وهم:

الميجر بيشوب ألتحق 13/3/1919
الكابتن سندرسن ألتحق 29/3/1919
الكابتن بيوست ألتحق 22/4/1919


ويرجع للكولونيل باتي الفضل الكبير والسبق في التخطيط لتحسين الوضع الصحي في بغداد والعراق بصوره عامه,وبالرغم من ان الكولونيل باتي قضى فترة سنه واحده فقط في ادارة الصحه ولكن الذين قاموا بادارة الصحه بعده أكملوا ما بد
أ به من مشاريع وخطط لتطويرالوضع الصحي.
وكانت من اصلاحاته المهمه أنشاء مستشفى عدد اثنين,
واحده في كل جهه من مدينة بغداد حيث أنشأت المستشفى المدني في الكرخ بدلا عن مستشفى غرباء سابقا, والمستشفى العام الجديد بدلا عن المستشفى العسكري الهندي رقم 70 الواقعه في جهه الرصافه, بالاضافه الى مستشفى العزل التي اصبح مكانه قرب مقبرة الشيخ معروف الكرخي ومستشفى الكرامه لاحقا.ة

كذلك أنشأت الاداره الصحيه فروعا لها في المدن العراقيه بحيث ازداد عدد الاسره الى 1500 سرير لعلاج مختلف الامراض مع تأسيس 70 مستوصف في مراكز الاقضيه والنواحي حيث يقوم بأدارتها والاشراف عليها أكثر من 45 طبيب بريطاني و80 موظف صحي من الهنود. ومن الجدير بالذكر بان الكولونيل باتي هو أول من وضع ميزانيه للصحه والتي بلغت ما يعادل 200000 دينار عراقي في السنين الاولى من الاداره الصحيه.
وفي 1/3/1919 تغير عنوان الوظيفة الى سكرتارية الصحة وهي تقابل وزارة الصحه في واجبتها.
وفي تاريخ 6/7/1919 أي مايقارب سنه كامله على تعيينه غادر الكولونيل باتي بغداد متوجها الى بريطانيا وذلك لاستقدام أطباء خاصة من الذين تقاعدوا من الخدمه العسكريه, وفي اثناء وجوده في بريطانيا قرر الاستقاله من منصبه في 15/12/1919, وقد تعين بعده الكولونيل غراهام ولكنه غادر العراق بعد فترة اسابيع وذلك لقضاء اجازه اعتياديه, حيث تولى الاداره بالوكاله الكولونيل لين وكان كفؤا في عمله حيث استمر في عمله حتى بداية سنة 1921 وهو اول من كتب التقارير السنويه المنظمه عن دائرة الصحه العامه وأن كثيرا من المعلومات التي ورد ذكرها في جميع التقارير حول بدايات الوضع الصحي في العراق هي نقلا من تقاريره المفصله.


المستشفى العام الجديد

المستشفى العسكري الهندي رقم 70 العزل والذي اصبح المستشفى العام

 

في سنة 1917 وبعد الاحتلال البريطاني للعراق, شيدت السلطات العسكريه مجموعه من بيوت واكواخ مبنيه من الطين والقصب وموقعها بجانب ثكنة الخياله المعروفه بالكرنتينه وذلك لعلاج افراد الجيش الهندي والذي يشكل القسم الاكبر من الجيش البريطاني واصبح اسمها المستشفى العسكري الهندي رقم 70, وهناك مستشفى مماثله لها في مدينة البصره وتعرف بالمستشفى العسكري الهندي رقم 8 وكما ذكرت سابقا بانه تم تعيين الكولونيل باتي في 13/8/1918 رئيسا أداريا للقسم الطبي المدني التابع الى دائرة الامور الصحيه للجيش البريطاني حيث أدرك بأنه لاتوجد مستشفى عامه لاهالي بغداد وان الحاجه الى أنشاء مستشفيات ضروريه في جهتي بغداد الكرخ والرصافه, ومن المعلوم بأن مستشفى المجيديه أصبحت تحت أدارة السلطات العسكريه لعلاج افراد الجيش الانكليزي من جنود وضباط وصارت تعرف بالمستشفى العسكري الثابت رقم 23.
وفي 24/4/1919 وحسب تقارير وارشادات الكولونيل باتي تقرر تحويل بنايات المستشفى الهندي رقم 70 الى مستشفى مدني مؤقت وبعد ان اجريت عليها بعض الترميمات الضروريه وتزويدها بالاجهزه والادوات الطبيه وبالرغم من كل ذلك فان ابنية المستشفى تبقى غير مناسبه لمستشفى رئيسي في مدينة بغداد ولكن كانت أفضل ما يمكن الحصول عليه أنذاك وخلال هذه الفتره القصيره.

أفتتحت المستشفى في
 28/7/1919بدلا عن المستشفى الهندي رقم 70 واصبحت تسمى المستشفى العام الجديد وفي البدايه كان معظم العاملين فيها من وحدات الجيش البريطاني, وكانت جميع الردهات مخصصه للرجال فقط حيث ان العنصر النسائي ابعد مايكون عنها, كذلك تقرر بعد افتتاح المستشفى الحاجه الى تأسيس مؤسسات ومعاهد طبيه فنيه ملحقه بها مثل معهد الاشعه والمختبر السريري ودائرة العيون.
وتدريجيا أزداد عدد المراجعين نتيجة تنوع الخدمات التي تقدمها المستشفى من تشخيص وعلاج واجراء العمليات الجراحيه اضافة الى فحوصات الاشعه والمختبر وفي اب 1919 أفتتح قسم العيون تحت أدارة الدكتور سبنسر حيث اصبح لاحقا استاذ امراض العيون في الكليه الطبيه وحتى مغادرته العراق ولذلك تعتبر أول مؤسسه لعلاج أمراض العيون في العراق ومن الملاحظ بأن عدد المرضى أزداد بصوره كبيره بعد افتتاح هذا القسم وتقديم خدماته لاهالي بغداد.


وفي 1/10/1919 أفتتح معهد الاشعه الملحق بالمستشفى وانيطت ادارته الى الميجر نورمن حيث تولى منصب ادارة معهد الاشعه واستاذ الاشعه في الكليه الطبيه, واما دائرة طب الاسنان فكانت تحت ادارة الكابتن دوغلاس وبالرغم من نجاح القسم وكثرة مراجعيه فان معظم الادوات الجراحيه كانت قديمه ومستعمله سابقا في ميادين الحروب ...
وبالنسبه الى مهنة التمريض فكان عدد الممرضات البريطانيات خمسه فقط وذلك عند افتتاح المستشفى ولم يخدم من النساء العراقيات في هذه المهنه وحتى فتره لاحقه حين تم افتتاح مدرسة الممرضات سنة 1933 وأما الرجال الممرضين فليست لهم المؤهلات الكافيه لممارسه هذه المهنه ولهذا السبب كان هناك عدد كبير من الموظفين الهنود فمنهم الكاتب والخدم والممرضيين.

لقد خدم في المستشفى عدد من خيرة الاطباء معظمهم من البريطانين وقله من العراقيين وكانت تحت ادارة الدكتور دنلوب وتشمل الاطباء:
الدكتور فوتنر,الدكتور جيمس باترسون,الدكتور كورنر, الدكتور ميلر, الدكتور فريزر كير والدكتور روبرتسون.
الدكتور كامبل ماكي جراح اخصائي
الدكتوركونيبير استاذ الطب السريري في مستشفى وكلية كايز في لندن لاحقا ومؤلف كتاب الطب الباطني الواسع الانتشار
الدكتور دوغلاس طبيب اسنان
الدكتور تريسي جراح اسنان
الدكتور سبنسر طبيب عيون
الدكتور دوكين مدير المختبر السريري.

 

ومن الاطباء العراقيين كل من الدكتور أكوب جوبنيان المساعد في المختبر السريري والدكتور فائق شاكر مساعد كحال اى طبيب عيون والذي اصبح رئيس طب الموصل لاحقا,وقد التحق الدكتور صائب شوكت في كانون الثاني سنة 1919 واصبح مساعد جراح للدكتور ماك كامبل وقد خدم لاحقا كل من الدكتور هاشم الوتري والدكتور سامي شوكت.

ونظرا للجهود الكبيره التي بذلها الرعيل الاول من الاطباء فقد اصبحوا القدوه الحسنه والمثل الاعلى لكفائة الطبيب العراقي وكانوا النواة الصالحه للمجتمع الطبي خاصة تزامن بدايه عملهم مع تشكيل الحكومه الوطنيه العراقيه.


علاج الاسنان في المستشفى العسكري الهندي رقم 8 في البصرة 1919 وهو شبيه بالمستشفى العسكري الهندي رقم 70 في بغداد


وفي نهاية سنة 1919 ادركت السلطات الطبيه البريطانيه اهمية مشاركة الاطباء العراقيين في خدمات المستشفى نتيجة الكفائه والقدره في اعمالهم ولذلك عهدت اليهم الوظائف الرئيسيه في المستشفى وبمساعدة مجموعه من الاطباء البريطانيين اضافة الى ادارتهم لشؤون المستشفى المباشره.

 

المختبر العام في المستشفي الملكي في بغداد حوالي 1935
المعاهد الملحقه:
المختبر السريري

 

تأسس القسم في سنة 1920 وتحت أدارة الدكتور دوكين ويعاونه الدكتور أكوب جوبنيان, وفيه يتم جمع وفحص الافراغات وعينات الدم بالاضافه الى كشف الاموات للاغراض الفنيه والقيام ببعض واجبات الطب العدلي.وقد عمل الدكتور دوكين في الردهات لفحص وعلاج المرضى أضافة الى واجباته في المختبر, وأما واجبات الدكتور جوبنيان فهي اخذ عينات الدم واجراء الفحوصات اللازمه مثل الزرع واجراء تفاعل فيدال لتشخيص مرض التيفوئيد.والمختبر عباره عن غرفه متواضعه تحتوي على الاجهزه البسيطه مثل المجهر لاجراء الفحوصات ومما يجدر ذكره بان اول فحص قد اجري بتاريخ 15/6/1920.

وفي تاريخ 1/7/1920 قامت دوائر الشرطه بارسال جثث الموتى حيث اعدت مكانا خاصا ملحقا بالمختبر وذلك لاخذ عينات وشرائح من الاعظاء المريضه وفحصها. وقد تم دمج المختبر السريري مع المختبر المركزي الذي كان تابعا للسلطات العسكريه لاحقا.



قسم طب الاسنان

ويعمل في القسم طبيب اسنان, طبيب لجراحة الاسنان, ميكانيكي لتصليح الاجهزه الطبيه ويشغل القسم غرفتين واحدة منهما لجراحة الاسنان وكما ذكرنا ان ادوات القسم قديمه ومستعمله سابقا من قبل الجيش البريطاني, ولكن بالرغم من ذلك فقد اشارت التقارير بان عدد المرضى في السنه الاولى سنة 1920 بلغ 1662 مريضا, وكان التهاب اللثه والاسنان الصديدي هو اكثر الامراض انتشارا اضافة الى كسور عظام الفك نتيجة الاطلاقات الناريه.


دائرة امراض العيون

وتتكون من ردهتين وتتسع الى 24 سرير بالاضافه الى عدد من الغرف التي تشمل العياده الخارجيه ,غرفة العمليات, وفحص قعر العين, وغرفه للدكتورغوردن ومعاوينه. وقد الحقت بالقسم ثلاث مراكز صحيه لعلاج امراض العين وتقع هذه في دكان شناوه والثاني في باب الشيخ والاخرى عند راس الجسر في جهه الكرخ.

وبالرغم من تطور خدمات المستشفى وازدياد عدد المرضى فقد استمرت المشكله الرئيسيه قائمه وهي عدم صلاحية بناية المستشفى والتي شيدت من الطين والقصب ومكانها الغير ملائم حيث تقع في منخفض من الارض وابنيتها غائره الى النصف وسقوفها بائسه لاتقي من حر او مطر, وان موقعها بعيد عن مركز المدينه وصعوبة المواصلات للوصول اليها, وبالرغم من كل التحسينات التي اجريت على البنايه وموقعها فقد بقيت البنايه غير مناسبه كمستشفى رئيسي في بغداد وتحتاج الى نقلها الى بنايه حديثه وفي مكان يسهل الوصول اليه.

وفي سنة 1922 وبعد تأسيس الحكومه الوطنيه العراقيه, قامت وزارة الصحه انذاك بمناقشة الطرق الكفيله لتطوير الوضع الصحي حيث قامت بتقديم طلب الى مجلس الوزراء باعادة المستشفى القديم أي المجيديه والذي كان تحت امرة السلطات العسكريه وتسليمه الى مديرية الصحه العامه حيث ان بناية المستشفى العام الجديد لاتصلح على المدى البعيد ان تكون المستشفى المركزي في بغداد. وافق مجلس الوزراء على الطلب وتم اخلاء بناية المجيديه في صيف 1923 وبعد اجراء الترميمات وفي نهاية السنه 1923, انتقلت المستشفى العام الجديد مع محتوياتها
الى بناية المستشفى الجديد او الملكي او المجيديه سابقا, وبعد اخلاءها اصبحت الابنيه تابعه لادارة السكك الحديديه, وقد ذكر في سنة 1940 بان بقايا البنايه لاتزال تشاهد على يمين الطريق الذاهب الى حي الوزيريه.


المستشفى المدني في الكرخ
مستشفى النسائية والتوليد في الكرخ, بغداد عام 1920 والتي بنيت على نفس موقع مستشفى الغرباء 1872. استعملت فيما كمبنى لمجلس النواب بين 1925-1935


أنشأت المستشفى بدلا عن مستشفى غرباء القديمه الذي ابتناه الوالي مدحت باشا في سنة
1872, وذلك لحاجة المدينه الى تطوير الوضع الصحي في بغداد وبعد اجراء الاصلاحات الضروريه وتم تجهيزها بمختلف الادوات والمعدات الطبيه وقد اضيف اليها جناح العياده الخارجيه وزودت بالكهرباء والمراوح الكهربائيه وقد افتتحت في شهر اب سنة 1917, وقد خصصت لعلاج امراض النسائيه والتوليد. وفي البدايه كانت المستشفى تتسع الى 100 سرير وازداد عددها الى 148 سرير في سنة 1918. وفي البدايه كانت المستشفى تحت ادارة الميجر كاري ايفينس ولكن لمده قصيره, وفي 13/6/1919 تولى الدكتور نوئيل براهام ادارة المستشفى وبقي في منصبه حتى انتقالها الى المستشفى الملكي او المجيديه في سنة 1923. وكان من اطباء المستشفى كل من الدكتور ساموئيل اداتو وهو تركي يهودي والدكتور فتح الله بنا, وكانت مهنة التمريض تحت اشراف الراهبات الفرنسيات. وكانت المستشفى تحتوي على الاقسام التاليه:
جناح خاص للتوليد والذي اسس من تبرعات الاهالي.
ردهه النسائيه والتوليد 19 سرير مجاني.
ردهه الجراحه للنسائيه 12 سرير.
ردهة امراض الاطفال الاناث 12 سرير
ردهة امراض الاطفال الذكور 12 سرير.
غرف خصوصيه 12 سرير.
ردهة امراض العيون 6 سرير.
العياده الخارجيه.
غرفة التضميد.
مختبر مركزي.
وقد ذكرت التقارير بان العدد الكلي هو 93 سرير.
وفي 27/4/1922 افتتح قسم التوليد المخصص لنساء الطبقه الغنيه حيث بلغت كلفة بناؤه 27900 روبيه مايعادل 2100 دينارعراقي وقد تبرعت الاهالي لبناء هذا القسم, وان كلفه الاقامه في الجناح تبلغ 10 روبيات أي مايعادل 750 فلسا يوميا.
وفي سنه 1923 انتقلت المستشفى ومحتوياتها الى بناية المستشفى الملكي او المجيديه سابقا في جهة الرصافه.
وفي سنة 1925 تحولت البنايه بعد ترمميها الى مقر المجلس التأسيسي العراقي الذي صادق على المعاهده العراقيه البريطانيه, وبعدها اصبحت مقرا لمجلس النواب لفترة عده سنوات حيث انتقل مجلس الامه بعدها الى مدرسة الصنايع في العهد العثماني قرب نادي الضباط العسكري في منطقة الميدان, وصارت بنايه المستشفى المدني الى مدرسه للمعلمين ولو بصوره مؤقته, ثم اعيدت البنايه الى مديرية الصحه العامه وتحولت الى مستشفى الكرخ الملكي وكان من اشهر المقيمين فيها الدكتور حسين طالب. بعدها ازيلت البنايه وتحولت الى بنايه حكوميه.


مستشفى العزل

كان العراق يعاني من كثرة الاوبئه والامراض خاصة مع قدوم الوافدين في مواسم الزياره للعتبات المقدسه, مثل وباء الطاعون والكوليرا اضافة الى الامراض الساريه والتي تشمل التدرن الرئوي والخناق والكزاز, وذلك لانعدام الوعي الصحي عند الاهالي وندرة المؤسسات الصحيه.

وبعد الاحتلال البريطاني في سنة 1917 ادركت السلطات الصحيه الحاجه الى تاسيس مستشفى للعزل حيث يتم فيها حجز المريض وعلاجه بحيث يمنع انتشار المرض بين الاهالي, بالاضافه الى نشر الوعي الصحي بين الناس كاجراء اللقحات والتطعيم وكذلك تطوير الوضع الصحي العام والقيام بمشاريع مثل اسالة الماء الصافي ونصب المجاري مما يساعد على منع هذه الامراض والتحصين منها.ة
وفي سنة 1918 كانت اول بادره لانشاء مستشفى ولو بدائيه وهي عباره عن مجموعة خيام ضربت قرب بناية ثكنة الخياله المعروفه لاحقا بالكرنتينه, حيث تقع في منخفض من الارض وعادة تغمرها مياه الامطار وتتجمع فيه الازبال والنفايات ولذلك فأن موقعه غير مناسب ولايمنع من حدوث الامراض وتجنب الاوبئه, وبالرغم من محاولة السلطات اصلاح المكان وتمهيد الطريق للوصول اليه ولكنها لم تجدي نفعا وذلك لحاجة المدينه الى مستشفى حديث انذاك.


خيام مستشفى العزل في بغداد

لقد كانت ادارة المستشفى أي مجموعة الخيام, تحت اشراف طبيب عسكري من المستشفى المجاور وهو المستشفى الهندي رقم 70 ويعاونه موظف صحي هندي مع ممرضتين روسيتين وعدد من الخدم, وقد بلغ عدد المرضى في اول سنه 488 مريضا وكان بينهم 214 مصابا بمرض الطاعون.
وفي اواخر سنة 1918 تقرر القيام ببناء مستشفى في نفس مكان الخيام وقد بوشر في البناء وكانت مادة البناء من اللبن ايضا, ولكن اعتراض دائرة السكك الحديديه على المكان وذلك لحاجتها الى انشاء محطه للسكك في شمال بغداد وهي قرب كلية الهندسه لاحقا مما ادى الى توقف عملية البناء.
ولذلك اختيرت قطعة من الارض في بستان السيد ابراهيم الاضروملي في جهة الكرخ قرب مقبرة الشيخ معروف الكرخي في محلة الذهب الاضروملي, حيث تشكلت لجنه في سنة 1919 لدراسة المشروع وبناء مستشفى مناسبه تستوعب حوالي 120 سرير مع ابنيه لموظفي المستشفى, وقد بوشر بالبناء في شهر اب 1919 وعلى ارض مساحتها 320×230 يارده وتم افتتاح المستشفى في نهاية عام 1919, وقدعهدت ادارتها الى كل من الكابتن وايت والكابتن كورنر مع ممرضتين وكان وباء الطاعون منتشرا انذاك ,وقد ذكرت التقارير بان عدد المرضى في سنة 1921 ازداد الى 788 مريض من رجال ونساء. وتدريجيا تطورت الرعايه الصحيه في المستشفى خاصة بعد اشراف الممرضات البريطانيات على خدمة المرضى والعنايه بهم, كذلك وقد اصبح للطبقه الغنيه غرف خاصه للعلاج مما ادى الى تحسين سمعة المستشفى واقبال الاهالي عليها بعد ان كانوا يتشائمون منها وذلك لقربها من مقبرة الشيخ معروف الكرخي. وفي سنة 1922 تحولت الاداره الى مديرية صحة بغداد المركزيه نظرا للعلاقه الوثيقه مابين واجبات مديرية الصحه والمستشفى والتي تشمل الامراض الساريه, وقد انيطت ادارة المستشفى المباشره الى كل من الدكتور لانزون والى الدكتور لوبو حتى نهاية سنه 1922, وكانت الاداره الداخليه ومراقبة الممرضات تحت اشراف الممرضه وايتلي ثم اعقبتها في 6/5/1922 الانسه مكاي واستمرت في عملها حتى نهاية السنه. وقد ازداد عدد الاسره الى 150 سرير في سنة 1926. وفي سنة 1939 اضيفت ردهتين جديدتين الى المستشفى وبذلك اصبح عدد الاسره
170 سريرا وكانت ادارة المستشفى باشراف الدكتور عبد الرحمن الباججي ثم تولى الدكتور حسين مبارك ادارة المستشفى بعد ذلك.
ولاحقا انتقلت البنايه الى مستشفى التويثه قرب جسر ديالى وانشئت في نفس المكان مستشفى الكرامه العامه, ومن المعلوم بان على طلاب الصفوف المنتهيه في الكليه الطبيه قضاء فترة اسبوعين في المستشفى لاغراض التدريب والتعليم.


مستشفى المجيديه

تقع البنايه في اراضي الوالي العثماني محمد نجيب باشا والذي كان واليا على بغداد مابين سنة 1842-1848 م حيث ابتنى قصرا له وجعله لسكناه ولمن جاء بعده من الولاة ,ويطل مباشرة على نهر دجله من الجهه الشرقيه وسمي بقصر النجينيه وقد اشارت خارطة فيلكيس جونز سنة م 1854 م الى هذه البنايه.
 وفي زمن الوالي مدحت باشا سنة 1870 م تقرر ان يقوم ناصر الدين القاجاري شاه ايران بزياره للعتبات المقدسه ولذلك اقيم بناء مناسب يتكون من قاعه كبيره تحيط بها غرف عديده عالية السقوف وذلك لاقامة الشاه وحاشيته, وبعد انتهاء الزياره والتي استمرت ثلاثة اشهر اصبح المكان شاغرا ولكن الوالي مدحت باشا قرر تحويله الى حديقه عامه تعرف بحديقة البلديه.
وفي سنة 1879م قرر تقي الدين باشا الذي كان واليا على بغداد مابين 1879-1886م, باتخاذ الابنيه مقرا لولايته وسكناه واستمر على هذه الحال حتى سنة 1891 عندما خصص البناء لاقامة المشير نصرت باشا وهو احد المقربين الى السلطان عبد الحميد ولكن الاخير غضب عليه ونفاه الى بغداد وقد استمرت اقامته الى سنة 1897م, حين قرر المشير رجب باشا المفتش العام في الجيش العثماني اخلاء البنايه وتحويلها الى مستشفى لعلاج افراد الجيش العثماني وذلك بعد ان ادخل عليها تعديلات وتوسيعات وزودها بمختلف الجهزه والمعدات الطبيه, وبعد اكمال البنايه والتي اصبحت ردهات المستشفى الملكي لاحقا وكان افتتاح المستشفى في حوالي سنة 1900 م واطلق عليها اسم مجيديه خستخانه سي نسبة الى يوم تولي السلطان عبد المجيد الولايه.


وبعد الاحتلال البريطاني لبغداد في 11/3/1917 اصبحت المستشفى تحت سيطرة الجيش البريطاني حيث اجريت عليها ترميمات وزودت بالاجهزه والمعدات الطبيه الحديثه واصبح اسمها المستشفى العسكري الثابت رقم 23.وتضم المستشفى احدى عشره ردهه وخصصت الردهتين العاشره والحاديه عشر لمجندات ونساء الجيش الانكليزي, وفي سنة 1921 اضيف جناح للعمليات الجراحيه بين الردهتين الثالثه والرابعه ولذلك اصبحت مخصصه لقسم الجراحه وهذا الجناح يتكون من ثلاث صالات,
اثنين منها للعمليات الكبرى والاخرى للعمليات الصغرى والغير نظيفه. وفي سنة 1922 قامت وزارة الصحه بمناقشة الطرق الكفيله لتطوير المؤسسات والوضع الصحي في العراق حيث كانت بناية المستشفى العام الجديد غير مناسبه فهي مبنيه من الطين والقصب ولذلك قامت بتقديم طلب الى مجلس الوزراء باعادة المستشفى القديم المجيديه والذي لايزال تحت سيطرة الجيش البريطاني وتسليمه الى مديرية الصحه لتكون المستشفى الرئيسي ولتجمع فيه كافة المعاهد والمؤسسات الطبيه مثل المختبر ومعهد باستور بالاضافه الى دار التوليد والمستشفى المدني في الكرخ.
وافق مجلس الوزراء على الطلب وقد اخلي المكان في صيف 1923 من قبل السلطات العسكريه حيث انتقلت الى مستشفى الهنيدي أي الرشيد لاحقا جنوب مدينة بغداد, وبعد ان زودت بالمعدات الطبيه واضيفت اليها محتويات مستشفى العام الجديد والمستشفى المدني في الكرخ تم الانتقال اليها في اواخر سنة 1923, وتدريجيا التحقت المعاهد الصحيه والفنيه واصبح اسمها المستشفى الملكي ولكن الاهالي استمروا في تسميتها المجيديه وحيث انها ومنذ انشأها سنة 1900م وحتى سنة 1923كانت لعلاج افراد الجيش العثماني وبعده الجيش البريطاني وليست لعلاج اهالي بغداد.
وكان اول مدير للمستشفى هو الدكتور دنلوب ويعاونه الدكتور صائب شوكت,
وقد التحق بالمستشفى فيما بعد كل من الدكتور هلشم الوتري والدكتور ابراهيم عاكف الالوسي وغيرهم من الاطباء. ومن الجدير بالذكر بان الردهتين العاشره والحاديه عشره المخصصه لامراض النسائيه والتوليد تحولت مؤقتا الى عمادة الكليه الطبيه وقاعتها حيث كانت بنايه الكليه في دور الانشاء وذلك من تشرين الثاني 1927 والى 4/4/1930 عند افتتاح مبنى الكليه وتحت رعاية الملك فيصل الاول. وقد اضيفت بنايات جديده للمستشفى مثل جناح جديد للعمليات وبناية العياده الخارجيه وبناية معهد الاشعه.

وبعد تاريخ 14/7/1958 اصبحت تعرف بالمستشفى الجمهوري واستمرت حتى بداية 1970 عندما اخليت المستشفى ونقلت محتوياتها الى مدينة الطب وازيلت البنايه التاريخيه للمستشفى, وهناك تفصيل اكثر في المقاله التي عنوانها قصة المجيديه.


المجالس:الغرض من نشر هذه المواضيع هو ان يطلع عليها هذا الجيل وليعلم بأن عراقنا كان عظيما بعلمائه ومسؤ
وليه والجميع كان لهم هدف واحد وهو خدمة ابناء الشعب والوطن..

الف تحية لهؤلاء الأبطال الذين ربطوا الليل بالنهار من أجل اسعاد ناسهم وأهلهم العراقيين..

--


 

 

Home