خالد بن الوليد صحابي
أم مجرم!
جريدة الأنباء الدولية
المصرية
بقلم محمد شكرى عبود
مدير عام التحرير
خالد بن الوليد مجرم
حرب يعشق النساء وهذا
ماخرجنا به من كتب
التراث ..كان قاسياً
علي الإسلام والمسلمين
أمر بإبادة الأسري من
المسلمين وتبرأ منه
الرسول صلي الله عليه
وسلم، يقتل قادة
الجيوش وزعماء القبائل
ويغتصب نساءهم متحدياً
أوامر أبوبكر الصديق،
وعمر بن الخطاب طالب
برجمه وعاد ليكتفي
بعزله بعد توليه
الخلافة، عدد من
الصحابة رفضوا الحرب
تحت قيادته واعتزلوا
نادمين علي جرائمه
هل كان بإمكان
المؤرخين وكتاب
التاريخ الإسلامي وسير
الصحابة والتابعين
والأوائل أن يمنحوا
خالد بن الوليد لقب «
سيدنا» أو الإتيان
باسمه متبوعا بعبارة
«رضي الله
عنه وأرضاه» بدلا من
الإكتفاء وعلي استحياء
بذكر المناسبة التي
اطلق فيها الرسول صلي
الله عليه وسلم عليه
لقب «سيف الله»؟!
لو كان بإمكانهم هذا
لفعلوا ولكن حسناً
أنهم لم يفعلوا علي
الأقل حتي يمنحونا
الفرصة لمحاكمته
جنائيا
وتاريخيا علي جرائم
الإبادة التي ارتكبها
ومازالت ثابتة بحقه لم
يستطع المزيفون
للتاريخ محوها أو اللف
والدوران حولها -
وربنا يستر الوقوف
طويلا أمام ميزان
محاسبة ومحاكمة شخصية
مثل شخصية خالد بن
الوليد ربما يفقد
القضية بعضا من
حيويتها وجديتها رغم
أن ما ارتكبه خالد
يدخل في باب جرائم
الحرب التي لا تموت
بالتقادم وفق ما نقلته
كتب التراث بما يعني
أنه من الممكن
محاكمته بميزان العصر
الحديث هذا فضلا عن أن
محاكمته بميزان العصر
الذي ارتكب فيه مثل
هذه الجرائم يمكن أن
يدينه أيضا ويعاقبه
علي جرائم تتجاوز
جرائم الإبادة
الجماعية وقتل الأسري
والتمثيل بجثث أعدائه
وحرق الزرع والنسل -
كما يقولون - أي تلك
الجرائم المتصلة
بالعقيدة نفسها.
خالد
بن الوليد صاحب سجل
حافل بمثل هذه الأحداث
والجرائم لعل قمتها
والمشهور منها هو ذلك
الحدث الذي اجمع عليه
جمع كبير من الرواة
والمؤرخين وكتّاب
السير القدامي
والمحدثين وهي جريمة
قتل الأسري وقتل
الصحابي الجليل مالك
بن نويرة في يوم
البطاح عندما صدرت
أوامر
الخليفة أبوبكر الصديق
لخالد بقتال المرتدين
عن الإسلام ومانعي
الزكاة والممتنعين
والمتأخرين عن مبايعته
خليفة للمسلمين وكان
مالك بن نو يرة أحد
هؤلاء الذين يمكن ضمهم
لصفوف من تريثوا في
النزول علي حكم أبوبكر
الصديق في أمر الزكاة
مجتهدا في البحث عن
تكليف شرعي ليس عن
إرتياب أو شك أو شق
لعصا الطاعة أو رغبة
منه في إحداث فتنة أو
حرصا علي قتال
المسلمين خاصة وأن
قضية الزكاة هذه
تداخلت بشكل أو بآخر
مع قضية البيعة لأبي
بكر والخلاف القائم
عليها ما بين ثلاث فرق
..
-
الأول يتمثل في آل
البيت وأتباعهم
-
والثاني يتمثل في
الأنصار
وزعيمهم سعد بن عبادة
الذي اعتزل الأمر بعد
أن انفض عنه معظم
أتباعه
-
والفريق الثالث
كان فريق أبوبكر
الصديق نفسه وعمر بن
الخطاب وأبوعبيدة
وغيرهم.
كان الخلاف سياسيا
بالأساس وكان مالك بن
نويرة أحد هؤلاء الذين
تريثوا في دفع الزكاة
حتي تظهر الرؤية
بالنسبة لخليفة
المسلمين ولكنه وهو
علي هذا الحال فوجئ
بخالد بن الوليد وجيشه
يهبط عليه وهو بين
أهله وعشيرته دون
تكليف واضح وصريح من
أبي بكر نفسه لخالد
وعندما أدرك مالك أن
خالد سائر
إليه أمر قومه بإخلاء
البطاح وفرق قومه رغبة
منه في الاعلان عن
نيته عدم الحرب وحرصه
علي السلام والإسلام.
الثابت أن الأنصار
عندما علموا بنية خالد
بن الوليد مواجهة وحرب
مالك بن نويرة وقومه
توقفوا عن المسير معه
بحجة أن الخليفة
أبوبكر لم يأمرهم بذلك
ولكن خالد قال لهم «إن
لم يكن عهد إليكم بهذا
فقد عهد إلي أن أمضي
وأنا الأمير .. ولو
أنه لم يأتني كتاب ولا
أمر ثم رأيت فرصة أن
أعلمته بها فأتتني لم
أعلمه حتي أنتهزها
.... وهذا مالك بن
نويرة بحيالنا
وأنا قاصد له بمن
معي».
السؤال الآن .. ما
الذي اضطر خالد
لمخالفة أمر أصحابه
وأبوبكر نفسه وإصراره
علي النزول لمالك
وقومه ؟!
الإجابة ببساطة يكشفها
الطبري وغيره كثيرون
في كتب السيرة
والأخبار .. إنه العشق
والهوي .. الذي واجهه
الصحابي عبدالله بن
عمر وأبوقتادة
الأنصاري وكانا مع
خالد بن الوليد
وشهوداً علي
هذه الواقعة - الجريمة
- ونقلوا أخبارها لعمر
بن الخطاب الذي اصيب
بما يشبه الصدمة وطالب
أبوبكر برجم خالد بن
الوليد عقابا له علي
إرتكابها ولم يفعل.
وكان مالك بن نويرة
رجلا نبيلا في قومه
يقال وحسب المراجع
التاريخية الثابتة إنه
يردف الملوك شرفا
ونبلا أي يأتي بعدهم
مباشرة في المكانة
والقدر وكان فارسا
وشاعرا مطاعا في قومه
وأهله وعندما قدم إلي
الرسول صلي الله عليه
وسلم وأشهر إسلامه
ولاه الرسول علي صدقات
قومه.
الأهم في سيرة مالك
أنه كان متزوجا من
سيدة تدعي ليلي أم
تميم آية من آيات
الجمال -حسب ما أورده
أهل الاخبار ونقله
عباس محمود العقاد في
عبقرية خالد- من أشهر
نساء العرب وأجملهن
لاسيما جمال العينين
والساقين ويقال أنه
«لم ير أجمل من عينيها
ولا ساقيها» لدرجة
أنها
فتنت خالد بن الوليد
ووقع في غرامها وصمم
علي حرب زوجها مالك
وقتله حتي يتزوج بها.
الذي حدث بالضبط في
هذه الليلة السوداء
ورواه الطبري نقلا عن
أبي قتادة وكان من
رؤساء سرايا خالد بن
الوليد أنهم عندما
هبطوا علي مالك بن
نويرة وقومه تحت جنح
الظلام وكانوا متفرقين
بأسلحتهم غير متجمعين
علي حرب فنادوا عليهم
قائلين «نحن المسلمون»
فردوا قائلين «ونحن
المسلمون»..
وبعد أن استفسر
الطرفان عن سبب حمل
الطرف الآخر للسلاح
اتفقوا علي السلم ووضع
السلاح والصلاة
مجتمعين وكان فيهم
مالك بن نويرة وزوجته
ولكن فجأة وحسب أوامر
خالد بن الوليد قام
جنوده وأتباعه
بالإستيلاء علي السلاح
الخاص بمالك وقومه
وشدوا وثاقهم وساقوهم
أسري إلي خالد ومن
بينهم ليلي أم تميم
زوجة مالك. ودار في
تلك الليلة حوار
مأساوي بين خالد
المنتصر ومالك المهزوم
غدرا وإلي جواره زوجته
حضره وشهد عليه
عبدالله بن عمر
وأبوقتادة الأنصاري
وطلب مالك من خالد أن
يبعثهم إلي الخليفة
أبوبكر ليكون حكما
بينهم وفيهم كما بعث
غيرهم وكانوا من
المرتدين وليسوا من
المتريثين في دفع
الزكاة أي أن جريمتهم
كانت ابشع ولكن خالد
رفض رغم إلحاح ابن عمر
وأبي قتادة عليه
بالموافقة وشهادتهما
بإسلام الرجل وقومه.
نظر خالد إلي زوجة
الرجل واصابه من
عينيها الجميلتين ما
اصابه من العشق والهوي
فنطق بعبارة واحدة إلي
ضرار بن الأزور الأسدي
قائلا « لا أقالني
الله إن لم اقتله»
وقبل أن يهوي سيف ضرار
علي عنق مالك قال
لخالد وهو ينظر نظرة الوداع الأخيرة لزوجته
«هذه التي قتلتني»
فقال خالد «بل الله
قتلك برجوعك عن
الإسلام» قال مالك
«إني علي الإسلام»
فقال خالد «يا ضرار
اضرب عنقه».. وفورا
أمسك خالد بزوجة مالك
وقبل أن تفيض روحه
وطلب من جنوده بناء
خيمة لها ودخل إليها
ليجامعها ويعاشرها
معاشرة الأزواج بينما
دماء زوجها الشرعي
مازالت ساخنة تسيل.
الخدعة التاريخية في
هذا الموقف التي تصر
عليها بعض كتب السيرة
والتاريخ والتي لا
تدخل علي أي متابع
مهما كانت درجة ثقافته
أن سيف الله المسلول
أراد أن يكفر عن ذلك
الخطأ الذي لم يعمده
فتزوج من إمرأة مالك
مواساة لها وتخفيفا عن
مصيبتها في فقد زوجها
الفارس الشاعر«!!»
خالد بن الوليد سيف
الله المسلول أراد أن
يكفر عن خطيئته أيضا
وفي نفس الليلة
الباردة فنادي بعض
حراسه علي الأسري من
أتباع وقوم مالك بن
نويرة قائلا «أدفئوا
أسراكم» ويقول بعض
المؤرخين أن كلمة
«أدفئوا» هذه في لغة
حراس السجن من إحدي
قبائل اليمن «اقتلوا»
فأعملوا سيوفهم في
الاسري جميعا قتلا
وتمثيلا بالجثث.
بعض الرواة علي العكس
قالوا أن هذه الكلمة
كان متفقا عليها بين
خالد وحرسه وجنوده
المقربين وتعني «قصدية
القتل» وبعض المحدثين
وزنوا الأمر علي
المضمون وليس المعني
اللفظي متسائلين «هل
يمكن لجنود مسلحين
تنفيذ أمر قائدهم بقتل
الأسري وإبادتهم بمجرد
النطق بالأمر دون
المشاورة أو المراجعة
حتي لناقل هذا الأمر
المشين المخالف
لتعاليم الدين ونصوصه
وروحه وسيرة وأحاديث
النبي صلي الله عليه
وسلم؟! ليس أدل علي
فداحة الجرائم التي
ارتكبها خالد بن
الوليد من الثورة
العارمة التي انتابت
الخليفة الثاني عمر بن
الخطاب وبعض الصحابة
الذين كانوا معه
وشهودا علي هذه
الجريمة البشعة. وقال
هيكل في كتابه «الصديق
أبوبكر» إن أبا قتادة
الأنصاري غضب لفعلة
خالد فتركه وانصرف إلي
المدينة مقسما أن لا
يكون أبدا في لواء
عليه خالد وأن متمم بن
نويرة شقيق مالك والذي
نجا من المذبحة عاد
إلي المدينة المنورة
ولقيا أبوبكر الصديق
وقصا عليه الأمر ولكن
أبوبكر المعجب بخالد
وانتصاراته والدارس
للخطر الذي تتعرض له
الأمة بسبب المرتدين
والمدعين للنبوة والذي
يحتاج لسيف خالد في
هذه المرحلة الدقيقة
جدا أنكر عليهما أن
يدعيا علي خالد أنه
قتل الأسري وقتل مالك
بن نويرة وعاشر زوجته
في نفس الليلة وذلك
رغم ثورة عمر بن
الخطاب وطلبه لأبي بكر
أن يعزله وأن يقيم
عليه الحد ولكن أبوبكر
قال له «هبه يا عمر
تأول فأخطأ فارفع
لسانك عن خالد».. ولكن
عمر بن الخطاب لم يرفع
لسانه وانتظر عودة
خالد من الميدان إلي
المدينة وعندما دخل
المسجد علي أبي بكر
وهو في عدة الحرب وقد
غرز في عمامته أسهما
قام إليه فنزع الأسهم
من رأسه وحطمها وهو
يقول «قتلت امرءا
مسلما ثم نزوت علي
إمرأته .. والله
لأرجمنك بالأحجار»
ولكن علي عكس موقف
وثورة عمر كان أبوبكر
هادئا استقبل خالد
واستمع إليه ومنحه
الاعذار ولكن عنفه علي
معاشرته لزوجة مالك
علي اعتبار أنها بغرض
النكاح «الزواج» فإن
لها عدة وبفرض أنها
سبية فلا يحل وطؤها
إلا بعد الإستبراء
الشرعي وهو ما لم يحدث
وإنما قتل خالد زوجها
ودخل بها فورا.
عمر بن الخطاب لم
يتزحزح عن رأيه في
خالد بن الوليد وعندما
تولي زمام الأمور بعد
وفاة الخليفة أبوبكر
الصديق ورغم أن خالد
كان يقود جيوش
المسلمين في مواجهة
الروم بموقعة اليرموك
وفي قلب المعركة أرسل
إليه خطابا بعزله عن
القيادة في أول قرار
لعمر بن الخطاب.
الجرائم التي ارتكبها
خالد بن الوليد في هذه
المذبحة «محور
المحاكمة» لم تكن
الأولي ولا يعتقد أي
باحث أنها الأخيرة
فالتاريخ يحمل الكثير
من
هذا وذاك