أنا يا صديقة متعب بعروبتي للشاعر نزار قباني وقد نظمها وألقاها عام 1980
هَلْ في العيونِ التونسّيةِ
شاطيٌء
أنا يا صديقةٌ
مُتعبٌ بعروبتي
أَمشي على وَرقِ الخريطةِ خائفاً
أتكلم الفُصحى أَمام عشيرتي
لولا العباءاتِ التي التّفوا بها
يَتقاتلونَ على
بَقايا تمرةٍ
قُبلاتُهم عربيةٌ ... مَن ذَا
رَأى
يا تونس الخضراءُ كأسي عَلقمٌ مِنْ أَين يأتي الشّعرُ؟ حين نهارُنا قَمعٌ وحينَ مَساؤُنا إِرْهَابْ سَرقوا أَصابعنا وعِطْرَ حُروفنا فَبأيّ شَيءٍ يُكْتَبُ الْكِتابْ؟ والحِكْمُ شِرْطيٌ يَسيرُ وَراءنا سِرّاً فَنكهةُ خُبزنا اسْتجوابْ يا تونس الخضراءُ كيفَ خَلاصُنا؟ لمْ يَبقَ منْ كُتبِ السّماءِ كِتابْ مَاتَتْ خُيولُ بَني أُميّةَ كُلها خجلاً.. وظّل الصرفُ والإعرابْ فكأنّما كُتبُ التّراثِ خُرافةٌ كُبرى.. فلا عُمَر.. ولا خَطّاب وبيارقُ ابْنُ العَاصِ تمَسحُ دَمْعَها وعَزيزُ مِصْرَ بالْفِصَامِ مُصابْ مَنْ ذا يُصّدقُ أَنّ مِصْرَ تهّودتْ فمقامُ سيدّنا الحسينِ يَبابْ ما هَذهِ مِصرْ.. فإنّ صَلاتَها عِبريةٌ.. و إِمَامُها كَذّابْ ما هَذهِ مِصرْ.. فإنّ سَماءَها صَغُرتْ.. وإنّ نُسَاءها أَسْلابْ إِنْ جَاءَ كافورٌ.. فَكمْ مِنْ حَاكمٍ قَهَرَ الشّعُوبَ.. وَتاجُهُ قِبْقَابْ
وخَريطةُ الوَطن الكبيرِ فَضيحةٌ
والعالَمُ العَربيُّ ....إمَا
نَعجةٌ
والْعالِمُ العَربيُّ يَرْهن
سَيفهُ
فريد مفتي .........Ferid Müftü
|