Home


أبو هريرة والكلاب
الصراع بين القطة والكلب قد جعله أبو هريرة دينا وتشريعا
 

بقلم: الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي

dr-albayati50@hotmail.co.uk

 

هل تريد ان تكون مفكرا ؟ ضع نصب عينيك سؤالا واحدا يقول :" لماذا ؟" احمله على كاهل عقلك تواجه به كل مألوف من الثوابت المحيطة بك . منذ صغرى وأنا أحمل هذا التساؤل يسعدنى ويشقينى ويفعل نفس الشىء مع من يقرأ لى .

  1. أول "لماذا" طرأت على عقلى هى أخطر "لماذا" على الاطلاق .

كنت صبيا صغيرا يرى فى أبيه المثل الأعلى ، أبى كان فقيرا كريما عفيف النفس متسامحا مبتسما دائما برغم مرضه وضعف صحته . كان مأذون القرية الذى يتنازل عن معظم أتعابه رغم فقره ، ويتنازل عن الأجرة من الطلبة الفقراء الذين يقوم بتعليمهم القرآن وتأهيلهم لدخول الأزهر، ويمضى يومه بين الصلاة والقرآن والقراءة معتكفا عن الناس . مات فى الخامسة والأربعين حين كنت فى الرابعة عشر من عمرى، ولا زلت أذكر كيف حببنى فى التاريخ والسؤال والاستفهام بلماذا حتى أفهم التاريخ والحياة بصدق.

كان أبى يرحمه الله تعالى هو موضوع أول وأخطر " لماذا " فى حياتى .

فى ظل الاحتراف الدينى السائد والتدين السطحى الغالب كنت أقارن بين أبى الأزهرى والشيوخ الشعبيين المشهورين بالولاية الذين تشاع عنهم أساطير الكرامات ، بينما هم فى الحقيقة جهلة ومنحرفون ، أى أنهم عند الله تعالى فئة " مسجل خطر " وعند الناس أولياء الله تعالى الذين لاخوف عليهم ولا هم يحزنون . لا وجه للمقارنة بينهم وبين أبى، " فلماذا" أصبحوا هم أولياء لله بينما ظل أبى شيخا عاديا مع علمه وورعه؟. فى صغرى قلت لنفسى اذا كان هذا هو الاسلام فهو ظلم أرفضه ، واذا كان الاسلام يرفض ذلك الظلم فلا بد أن أتأكد بنفسى . هذا هو السبب الذى جعلنى أختار التصوف لبحث الدكتوراه . دخلت فى البحث فى التصوف فتبين لى وجود فجوة هائلة بين الاسلام والمسلمين ، بالتعمق فى بحث الفقه والتراث السنى اتسعت تلك الفجوة لتصبح تناقضا وعداءا مستحكما بين الاسلام ومعظم المسلمين.

الفضل فى هذا الاكتشاف الذى أتعبنى واتعب غيرى يرجع لكلمة " لماذا ؟" .

  1. "لماذا" أخرى ظريفة تسللت الى عقلى وجعلتنى اقف موقفا متشككا من الفقه والحديث والسنة منذ كنت طالبا فى الاعدادى الأزهرى . تعلمنا فى الفقه أن الكلب نجاسة مغلظة لا بد من التطهر منه سبع مرات احداهن بالتراب. ولكن القرآن الكريم يقول شيئا مختلفا. لو كان الكلب حيوانا نجسا ما صحبه أهل الكهف معهم وهم يتسللون لواذا من قريتهم الظالم أهلها. أهل الكهف شباب أطهار وصفهم الله تعالى بأنهم فتية آمنوا بربهم وزادهم الله تعالى هدى، فكيف لمن كان فى منزلتهم فى التقوى والايمان أن يصحب معه كلبا اذا كان الكلب نجسا يتأفف المؤمن من الاقتراب منه كما نفعل نحن الان ؟.

لقد أباح الله تعالى لنا أن نأكل مما تصطاده لنا كلاب الصيد ، فاذا ماتت الفريسة بين انيابها فلا حاجة لذبحها بل نطهوها مباشرة لأن أسنان الكلب طاهرة مثل السكين الذى نذبح به. وأذا كان رب العزة قد جعل هذا تشريعا فى كتابه الحكيم { المائدة 4 } فلماذا يكون الكلب نجسا نجاسة مغلظة وهو الذى نأكل مباشرة مما يصطاده لنا بأسنانه ؟ حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ وَٱلدَّمُ وَلَحۡمُ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦ وَٱلۡمُنۡخَنِقَةُ وَٱلۡمَوۡقُوذَةُ وَٱلۡمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيۡتُمۡ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَن تَسۡتَقۡسِمُواْ بِٱلۡأَزۡلَـٰمِ‌ۚ ذَٲلِكُمۡ فِسۡقٌ‌ۗ ٱلۡيَوۡمَ يَٮِٕسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِ‌ۚ ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَـٰمَ دِينً۬ا‌ۚ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ فِى مَخۡمَصَةٍ غَيۡرَ مُتَجَانِفٍ۬ لِّإِثۡمٍ۬‌ۙ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ۬ رَّحِيمٌ۬ (٣) يَسۡـَٔلُونَكَ مَاذَآ أُحِلَّ لَهُمۡ‌ۖ قُلۡ أُحِلَّ لَكُمُ ٱلطَّيِّبَـٰتُ‌ۙ وَمَا عَلَّمۡتُم مِّنَ ٱلۡجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَہُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ ٱللَّهُ‌ۖ فَكُلُواْ مِمَّآ أَمۡسَكۡنَ عَلَيۡكُمۡ وَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ‌ۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ‌ۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ (٤) ٱلۡيَوۡمَ أُحِلَّ لَكُمُ ٱلطَّيِّبَـٰتُ‌ۖ وَطَعَامُ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَـٰبَ حِلٌّ۬ لَّكُمۡ وَطَعَامُكُمۡ حِلٌّ۬ لَّهُمۡ‌ۖ وَٱلۡمُحۡصَنَـٰتُ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِ وَٱلۡمُحۡصَنَـٰتُ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَـٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ إِذَآ ءَاتَيۡتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحۡصِنِينَ غَيۡرَ مُسَـٰفِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِىٓ أَخۡدَانٍ۬‌ۗ وَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلۡإِيمَـٰنِ فَقَدۡ حَبِطَ عَمَلُهُ ۥ وَهُوَ فِى ٱلۡأَخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَـٰسِرِينَ (٥) سألت نفسى " لماذا " جعل الفقهاء السنيين الكلب نجسا بالمخالفة لتشريع الاسلام ؟

وتتابعت "لماذات " كثيرة عن الكلب المظلوم فى تراثنا الفقهى وحياتنا المعاصرة.

  1. يلفت النظر أن الكلب – عكس القط - مشهور بالوفاء لصاحبه وخدمته باخلاص ، يستوى فى ذلك ان كان الانسان يعيش فى الصحراء الجليدية أو فى الريف المصرى أو فى الصحراء العربية. أن من أقذع الهجاء فى العصر الأموى ما قاله جرير الخطفى فى قوم الأخطل.

    قال يصفهم بالبخل الشديد :

    قوم اذا استنبح الضيفان كلبهم                        

     

      قالوا لأمهم بولى على النار

    فتمنع البول شحا أن تجود به                            

     

      وما تجود الا بمقدار

كان من عادة العرب فى البوادى أن يشعلوا النار ليهتدى بضوئها الضيوف . وكان من عادة الضيوف ـ السائرين فى ليل الصحراء اذا اقتربوا من مضارب قبيلة ما - أن يتحرشوا بالكلاب لتنبح فيعرف أهل القبيلة أن ثمة ضيوفا قادمين فيتأهبون لاستقبالهم . ويتهم جرير قبيلة الأخطل انه اذا استنبح الضيفان كلبهم ليلا أطفأت أمهم النار - ببولها ـ حتى لا يصل اليهم الضيوف .

بغض النظر عن تلك الصورة الشعرية المضحكة الموحية والنابضة بالحياة التى رسمها جريرفى شعره فان الكلب هنا يبدو فيها عنصرا هاما فى الحياة العربية ، ولا يزال . والقصص فى التراث كثيرة عن ذكاء الكلب ووفائه لصاحبه . والسؤال هنا أيضا لماذا يعامل الفقه السنى الكلب بهذا الاحتقار مع عظيم فائدته ووفائه واخلاصه ؟

  1. ان أقوى قبيلة فى العصر الأموى كانت قبيلة "كلب" التى كانت تنتمى الى قبائل العرب اليمنية القحطانية مثل الأنصار. كانت "كلب" هى القبيلة التى كانت تسيطر على الطرق المؤدية للشام ، وكانت لها صلات وثيقة بالأمويين فى مكة . تزعم الأمويون رحلة الشتاء والصيف ، وبتحالفهم مع قبيلة "كلب" كانت قوافل قريش تسير فى الشام لا يتعرض لها أحد . ثم اختار الأمويون الدخول فى الاسلام حرصا على مصالحهم السياسية والتجارية ، وبعد اخماد حركة الردة أقنعوا أبا بكر والمسلمين بفتح الشام والعراق . وأحيا الأمويون التحالف القديم مع قبيلة "كلب" فسهلت " كلب" للمسلمين غزو الشام والعراق . وتوثق التحالف بين " كلب" ومعاوية اثناء ولايته على الشام ، وبسيوفهم استطاع أن يقيم ملكه . مذ كان معاوية أميرا على الشام فى خلافة عمر تزوج ابنة بحدل الكلبى أشهر زعيم لقبيلة "كلب" وانجب منها ابنه " يزيد ". كانت ميسون بنت بحدل الكلبى منذ أن استقر بها المقام فى قصر معاوية فى دمشق تحن الى حياة الصحراء وخشونتها، وقالت فى ذلك شعرا مشهورا ، كان منه:

    ولبس عباءة وتقر عينى

     

    أحب الى من لبس الشفوف

فطلقها معاوية وأرسلها لأهلها ومعها ابنها يزيد ليتربى هناك فى مضارب أخواله فى الصحراء ليتعلم الفروسية والفصاحة. ولم يؤثر هذا الطلاق فى الحلف بين معاوية وقبيلة "كلب" بدليل أنهم هم الذين أرسوا توارث الحكم لأول مرة فى تاريخ المسلمين بتعيين ابن ميسون الكلبية "يزيد بن معاوية" ولى عهد لأبيه ثُم خليفة بعده.

وظل تاريخ الدولة الأموية يتأرجح فى أتون الصراع بين قبيلة "كلب" أقوى القبائل العربية القحطانية اليمنية وقبيلة "قيس" المضرية أقوى القبائل العربية الشمالية العدنانية، حتى انشقت "كلب" على الأمويين وانضمت للدعوة الجديدة التى أقامها العباسيون فانهارت الدولة الأموية .

هذه القبيلة المشهورة - التى أقامت الدولة الأموية وأسقطتها والتى قامت على أكتافها الفتوحات العربية من بدايتها حتى وصلت الى آسيا الوسطى شرقا وجنوب فرنسا غربا - كان اسمها " كلب ". لم يستنكف أحدهم ان يقول بملء فمه أنه "كلبى" ، أوانه " ابن كلب" فلماذا أصبحت كلمة " ابن كلب" لعنة وسبا فى حياتنا الاجتماعية المتاثره بالفقه السنى ؟

  1. أكثر من ذلك انك لو بالغت فى شتم عدو لك ستقول له أنه "ابن ستين كلب" أو ما يعنى انه :"ابن كلاب" والمثل الشعبى المصرى يقول "كلب أبيض وكلب أسود، قال : كلهم أولاد ستين كلب" أى "أولاد كلاب" وليس كلبا واحدا. مع اننا نعرف ان احد اجداد النبى محمد عليه السلام اسمه "كلاب"، يعنى اذا نسبت النبى محمد لجده "كلاب" وقلت انه "ابن كلاب" فقد قلت نسبه الحقيقى الشرعى ولا عيب فى ذلك ، ولكن الفقيه السنى سيصاب بامساك واسهال فى بطنه و"حَوَل" – بفتح الحاء وفتح الواو – فى عينيه اذا طرأت له هذه الفكرة.

  2. باختصار : أننا ـ نحن العرب ـ الشعب الوحيد الذى يعترف بفضل الكلاب ولكن يجعلها نجسه ومحتقرة ويجعلها شتيمة وسبا ولعنة. والسؤال هنا " لماذا"؟ .

سألت نفسى منذ الصغر لماذا هذا الظلم لهذا الحيوان المخلص الوفى . وتجدد السؤال الى أن عثرت على السبب ، أنه أبو هريرة، أكبر وأشهر كذاب فى تاريخ المسلمين وتراثهم.

  1. أبو هريرة مع شهرته الا ان اسمه الحقيقى مختلف فيه، طغت على اسمه كنيته :"أبوهريرة" بسبب شهرته بحمله للقطط الصغيرة . ولو ظل رجل يحمل قطة صغيرة فى ذهابه وايابه وسيره وحله وترحاله بحيث يطلق عليه : أبو هريرة لكان محلا للسخرية من الناس. وهكذا كان أبوهريرة فى حياته كما جاء فى تاريخه ، كان الناس يستهزئون به وكان يستمرىء منهم هذا الاستهزاء حتى وهو شيخ فى أرذل العمر، حتى وهو أمير على المدينة فى الخلافة الأموية، اذ كان يستهزىء به الكبار والأطفال طبقا لما جاء فى تاريخه . وموعدنا مع مقال خاص عما قالوه فى التراث السنى ذاته عن أبى هريرة حين كان "مسخرة" للمعاصرين له.

انه أقل الناس صحبة للنبى محمد عليه السلام ، الا أن شهرته ترجع لعاملين: لأنه عاش طويلا بعد موت كبار الصحابة، ولأنه انحاز الى الأمويين يفترى لهم الأحاديث التى تناصرهم، ويقوم القصاصون برواية احاديثه بعد الصلاة حيث كان القصاص وظيفة رسمية فى العصر الأموى تعادل منصب القضاء ، حيث كان القصاص يقوم بوظيفة وزير الاعلام فى عصرنا.

وابو هريرة - بأحاديثه التى نشرها القصاصون وتداولها الناس بالرواية الشفهية - هواشهر مؤسسى الثقافة السمعية التى لا زلنا أسرى لها حتى الآن ، وهى المسئولة عن تخلفنا العقلى والفكرى والدينى خصوصا بعد تدوين هذه الثقافة السمعية الشفهية ونسبتها كذبا وزورا للنبى محمد عليه السلام فى العصر العباسى، اذ أصبحت دينا اسمه "السنة" وله تشريع يسمى " الفقه السنى ".

  1. أبو هريره فى تخلفه العقلى كان متعصبا للقطة منحازا لها فى كراهيتها للكلب ، أبو هريرة المسكين كره الكلاب لأن الهرة تكره الكلاب. وانعكس هذا فى أحاديثه التى جعلت الكلب نجسا محتقرا، تقول : (إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليرقه ثم ليغسله سبع مرات). (إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات). (طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب). رواه مسلم حديث رقم 279)

وجاء الفقه السنى يأخذ بأحاديثه ويجعلها دينا، ويختلف فى التفصيلات كالعادة .

ننقل هنا بعض الفتاوى السنية الوهابية المعاصرة التى أحيت التخلف السنى فى عصر الانترنت ، تقول الفتوى "المباركة" :

" ذهب الجمهور إلى نجاسة الكلب بجميع أجزائه وذهب الحنفية في الأصح عندهم إلى نجاسة سؤره وطهارة بدنه، وذهب المالكية إلى طهارة سؤره وبدنه، والراجح هو مذهب الجمهور، قال الإمام النووي في المجموع: مذهبنا أن الكلاب كلها نجسة، المُعَلَّم وغيره، الصغير والكبير، وبه قال الأوزاعي وأبو حنيفة وأحمد وإسحاق وأبو ثور وأبو عبيد ، . واحتج أصحابنا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليرقه ثم ليغسله سبع مرات. رواه مسلم .

وعن أبي هريرة أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب. رواه مسلم ، وفي رواية له: طهر إناء أحدكم إذا ولغ الكلب فيه أن يغسل سبع مرات.

والراجح نجاسة الكلب، ونجاسة جميع أجزائه، وإنما يجب غسل ما أصاب من ثوب أو بدون أو غيره بسؤره أو بدنه المبلول. والله أعلم."

ولتأكيد وجهة نظر أبى هريرة اخترع السنيون أحاديث أخرى نسبوها لأم المؤمنين عائشة، ورواها البخارى ومسلم تزعم أن من يقتنى كلبا ينتقص من أجره كل يوم قيراطاً. وأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب ولا صورة.

نكتة يضحك منها كل مكتئب محزون أن يقال أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة. لا يوجد الآن بيت فى العالم ليس فيه صورة انسان أو حيوان أو نبات، كما أن معظم البشر يحملون أوراق هوية أو جوازات سفر تحمل صورهم. فاذا كانت الملائكة لا تقترب من اى صورة مرسومة أو فوتوغرافية { فضلا عن السينما والتليفزيون ) فالمعنى الوارد أن الملائكة لن تدخل بيتا على الاطلاق ، فهل نجارى التخلف السنى ونسأل ببراءة : هل يعنى هذا أن الملائكة ستقضى ليالى البرد القارس فى الشارع معرضة للاصابة بالبرد والانفولنزا ؟؟

ذلك الافتراء الذى يزعم أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة أو كلب يخالف الحقيقة القرآنية التى تؤكد أن النبى محمد عليه السلام لا يعلم الغيب وليس له ان يتكلم فيه . ولكن الجهل السنى افترى هذه الأحاديث ليؤكد الخرافة ويحعلها دينا.

نكتة أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب تخالف أيضا القرآن الكريم . المؤمن بالقرآن الكريم يعلم ان هناك اثنان من الملائكة يلازمان كل انسان ويسجلان كل ما يلفظ من قول أو ما يفعل من فعل. طبقا لذلك التخلف السنى الوهابى من الممكن لأى شخص أن يتصور نفسه فى بيت ملىء بالعاهرات يفعل ما يشاء وسيضمن أن معاصيه لن يتم تسجيلها اذا اوقف كلبا على باب البيت ليطرد البوليس والملائكة أيضا. وهناك تطبيقات أخرى لهذه الفكرة الجهنمية لكل سارق وقاتل وخائن ومرتشى ونصيحة لهم باصطحاب الكلاب لطرد الملائكة وخداعها.

الفضل لهذه الأفكار العبقرية يرجع للتخلف السنى وأحاديثه المضحكة البائسة.

نعود الى أبى هريرة امام الفقه السنى لنرى كيف حاباه ذلك الفقه المتخلف فى أحاديثه وتشريعاته . فأكثر مما سبق تخلفا وسذاجة هو انحياز الفقه السنى للقطة واعلان طهارتها كيدا فى الكلب ، ووفاء لشيخهم أبى هريرة المأفون ، فرووا أحاديث تؤكد على طهارة القط – لاغاظة الكلب، ونقلت الفتاوى الوهابية هذا التخلف كالعادة فى عصر الانترنت. تقول احدى فتاويهم :" ..فإن الهر طاهر. ففي الموطأ والمسند والسنن أن أبا قتادة دخل على كبشة بنت كعب بن مالك وهي زوجة ابنه ، فسكبت له وضوءا ، فجاءت هرة لتشرب منه ، فأصغى لها الإناء حتى شربت. قالت كبشة: فرآني أنظر إليه. فقال: أتعجبين يا ابنة أخي؟ فقالت: نعم. فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنها ليست بنجس ، إنما هي من الطوافين أو الطوافات." فالحديث صريح في طهارة الهر كما هو واضح. وإذا كان طاهراً فلا يؤثر استلقاؤه على فراش المصلي ، ولا ملامسته له على صحة صلاته. ولكن يجب التحرز من بوله لأنه نجس عند الجمهور. ولمزيد من الفائدة فإن الكلب نجس على الراجح من أقوال أهل العلم، ونجاسته مغلظة يجب غسلها سبعاً على الراجح من أقوالهم أيضاً، وهو بعد موته أشد نجاسة منه قبل الموت، فما أصاب منه من رطوبة ثوباً أو بدناً أو غيره، فإنه يغسل سبعاً إحداها بالتراب. "

المهم أن الصراع بين القطة والكلب قد جعله أبو هريرة دينا وتشريعا ، وتأكد ذلك التخلف المضحك بالفقه السنى فى العصور الوسطى وظلاميتها. ثم جاءت الصحوة السلفية الوهابية لتبعث ذلك الافك المفترى وتنسبه للاسلام .

وفى الوقت الذى ينوء فيه المسلمون بكل أوزار العصر من تخلف وديكتاتورية وفساد وحروب أهلية وزلازل وفقر ومرض وانحلال يقوم الوهابيون السلفيون بنشر هذا التخلف المضحك لمناصرة القط والكيد للكلب ووفاء لشيخهم المقدس أبي هريرة ـ حامى حمى القطط والعدو اللدود للكلاب .

 

وبهذا التراث السنى الفقهى وبالصحوة السلفية المعاصرة تأثرت ثقافتنا السمعية المتخلفة فكافأنا الكلب على اخلاصه وخدمته لنا بجعله نجسا ولعنة متناسين تشريع القرآن والمكتوب فى تاريخنا نفسه. كل ذلك بسبب كذاب أشر وأفاك أثيم اسمه أبو هريرة .

  1. كل ذلك أيضا لأن احدا لم يسأل السؤال السحرى " لماذا "

هل تعرفون " لماذا" لا نسأل "لماذا" ؟

لأن اسرى الثقافة السمعية المتخلفة - الذين يعبدون الثوابت وما وجدنا عليه آباءنا - لا يسألون لماذا . هم قطيع من الأنعام طبقا لما وصفهم به رب العزة فى القرآن الكريم { البقرة170 ـ 171 } بل هم أضل سبيلا : ( الفرقان 44 ).

  1. المفجع ان الاخوان المسلمين - فى عصر الانترنت - يريدون أن يحكمونا بشريعة أبى هريرة التى لا يعرفون غيرها ..!!

والسؤال لك عزيزى القارىء الذكى هو : "لماذا "؟

 

المزيد مثل هذا المقال :

وثيقة تدليس أبو هريرة.!.؟.

كسب أبو هريرة وخسر عمر ..

ابو هريرة

شيخ المضيرة

خربشات مريرة

ماذا قال الامام ابن كثير عن ( أبو هريرة ) ؟؟

قال أبو هريرة وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا

أحاديث أبي هريرة العجيبة والغريبة في البخاري.

 Home