مشاهداتي في (الأربعين)
آراء الكاتب
نزار حيدر
NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM
شرطان لفهم السر المكنون
امام
الزحف المليوني الهادر الى مرقد سيد الشهداء الامام الحسين بن علي عليهم السلام في كربلاء المقدسة، ليسأل العالم نفسه عن النبأ العظيم والسر الخفي والسبب الحقيقي والجوهر
المكنون وراء كل هذا المظهر العالمي النادر، إنْ بالعدد او بالتنظيم او بمجانية الأطعام والسكن والصحة والخدمات الممتدة على طول طريق الزائرين، والممتد اكثر من (٥٠٠) كم في
الاتجاهات الأربعة التي تنتهي الى المرقد الشريف.
لا شك ان هذه الملايين لا تزحف الى مرقد الشهيد سيرا على الأقدام، وعلى مدى عشرين
يوما متواصلة، الا لشيء عظيم ونية نبيلة، والذي يتجلى في تلبية النداء لصرخة الامام وأخلاقه، وفي القيم والأهداف الانسانية الكبرى التي ضحى من اجلها الشهيد ابن الشهيد عليه
السلام.
انهم يولون وجوههم، في مسيرتهم المليونية، شطر الحرية والكرامة
الانسانية والعدل وقيم الدين والحضارة، وشطر الوفاء والشجاعة والموقف النبيل والإيمان الصادق، وكل ما يمثله سيد الشهداء عليه السلام وأهل بيته وأصحابه الذين ضحوا بكل شيء من
اجل الانسان الذي خلقه الله تعالى فأحسن خلقه وكرمه، فقال تعالى {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} وقال تعالى {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ
وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}.
انهم يولون وجوههم، رجالا ونساءا، كبارا وصغارا، شطر كعبة الأحرار
والمجاهدين الصادقين، مرقد سبط رسول الله (ص) في كربلاء المقدسة.
سيعرف العالم السر المكنون في هذه الظاهرة المليونية السنوية التي تنطلق
في كل عام في ذكرى أربعين سيد الشهداء بالرغم من المخاطر والتحديات الكبيرة، اذا حاول ان يجيب على التساؤل بشرطين:
1.
الاول: بعقل انساني منفتح يقبل بالحق بغض النظر عن مصدره، فأصحاب العقول الضيقة من الطائفيين
والتكفيريين والحاقدين، لا يمكنهم استيعاب وفهم الظاهرة ابدا، فصدورهم أضيق من ان تستوعب الحق.
2.
الثاني: بروح إيجابية بعيدة عن التعصب الأعمى والحقد الدفين والنفوس المريضة.
ان الحسين (ع) رسالة إنسانية، وكربلاء عنوان عالمي، وعاشوراء عَبرة تغلي
بحرارة في قلب كل منصف، لن تنطفئ ابدا.
وان مسيرة الأربعين المليونية تجسيد لكل هذا، فهل من منصف يعي ويستوعب
هذه الحقائق الخالدة والمتجددة مع الزمن؟.
مشاعر استثنائية
هي مشاعر لا توصف، والزمان، كما المكان، لا يستوعبها، لانها روحية
ومعنوية، تمتزج بالعقل والفكر، لتنتج وعيا رساليا علويا حسينيا فريدا.
فالمشاركة في الزحف المليوني الهادر في (أربعين) سيد شباب اهل الجنة
الامام الحسين بن علي عليهم السلام، له طعم الإيمان والوفاء والكرامة والحرية، وفوق كل ذلك، طعم الانسانية التي ضحى من اجلها الشهيد ابن الشهيد، والقتيل ابن القتيل (ع).
تذكرت، وانا أسير بين الجموع الزاحفة في طريق النجف - كربلاء، ذلك
اليوم من عام ١٩٧٧
قرار الطاغية الذليل صدام حسين القاضي بمنع مسيرة الأربعين، لينطلقوا بمسيرة التحدي والإباء،
والتي كانت نتيجتها عدد من الشهداء الأبرار تساموا الى جنان الخلد، اما في الطريق عندما تصدى الطاغية للمسيرة بالطائرات والدبابات، او اثر مسرحية المحكمة الصورية التي شكلها
الطاغية، والتي أصدرت احكام الإعدام بحق عدد من انصار الحسين (ع) بالاضافة الى احكام بالسجن بحق عدد آخر تراوحت بين المؤبد وبعض من السنين، كان من بين الذين حكم عليهم
بالمؤبد الشهيد آية الله السيد محمد باقر الحكيم، الذي كان قد حضر انطلاق مسيرة التحدي عند بوابة النجف الاشرف مبعوثاً من قبل الشهيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر.
هنا تذكرت الشهيد عباس ابو بسامير، أخي وصديقي وزميلي في الجامعة، والذي
سرت بصحبته مسافة من الطريق، كان يحمل راية المسيرة عالية خفاقة وقد كتب عليها الاية المباركة (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) عندما أبى الا ان يوصلها الى حيث مهوى قلوب
العاشقين مرقد سيد الشهداء، ليحكم عليه الطاغية، فيما بعد، بالإعدام، وما درى انه حكم على نفسه بالإعدام، فأين الطاغية الذليل ليرى هذه الجموع المليونية الزاحفة التي حاول
صدها ومنعها من الوصول سيرا على الأقدام الى معشوقها الذي امتد طريقا واضحا وصراطا مستقيما الى العلي الاعلى، واقصد به سيد الشهداء (ع)؟.
ومن المشاهدات:
1.
اولا:
التفاني في الخدمة، فكل من نصب سرادقا للعزاء، سعى بكل اخلاص لخدمة المسيرة المليونية بلا منّة او أذى يبطل عمل الخير. لم تلمس في خدمتهم رياءا او اي نوع من انواع حب الظهور مثلا، فخدمتهم
تقطر إخلاصا قل نظيره، طبعا باستثناء السرادقات الحزبية، خاصة التابعة الى الحزب الحاكم، فالرياء لفها من قمة رأسها الى أخمص قدميها، وهي تجارة سياسية وحزبية رخيصة وبائرة
سلفا.
2.
ثانيا:
مظاهر الإيمان والتقوى بادية على المسيرة المليونية بشكل واضح، ان بالملبس او بطريقة المشي الهادئ والوقار النادر، خاصة عند النساء، كبارا وصغارا، اما الشباب فبحاجة الى
تذكرة وتنبيه متكرر ليتحلى بمظاهر الوقار والتقوى اكثر فاكثر، على الرغم من ان المرجعية الدينية العليا قد ذكّرت الجميع بما ينبغي الاهتمام به من أخلاق والتزامات وهم في
مسيرهم الى الحسين (ع).
3.
ثالثا:
الطعام ممتد على طول الطريق بنظام (البوفيه) المفتوحة في اكبر وأطول مائدة في العالم وفي التاريخ، ان على صعيد غذاء الجسد او غذاء الروح، اما غذاء العقل فكان نادرا، فلم تجد
بين سرادقات العزاء والإطعام خيام العلماء والفقهاء وطلبة العلوم الدينية لتقديم الإرشادات الدينية والأجوبة على أسئلة السائلين او تقديم الحديث والخطاب للمشاة، الا ما ندر،
كما غاب الكتاب، كذلك، الا ما ندر.
4.
رابعا:
ومن اروع المظاهر الحضارية، النظافة، وذلك لعدة أسباب لعل من أهمها هي حملات التوعية التي أطلقتها عدد من منظمات المجتمع المدني، وكذلك الوعي الشعبي العام بأهمية النظافة
والذي دفع المشاة الى التعاون والمساهمة في خلق هذه الظاهرة الحضارية، فضلا عن الحضور المباشر للآليات التي بذلت جهدا كبيرا لإخلاء مدينة كربلاء المقدسة وكذلك الشوارع
والطرقات الممتدة من والى مختلف المحافظات، اخلاءها من الأوساخ والقمامة بكل أشكالها، طبعا من دون ان يعني ذلك ان النظافة كانت على أتم أشكالها، الا ان الفارق كان واضحا عن
السنين السابقة، وهذا ما سجلته شهادات الزائرين والمشاة.
قضية التركمان
هذا الزحف المليوني الهادر الذي ولّى وجهه شطر الحسين بن علي عليهما
السلام في ذكرى الأربعين، جسد الكثير من القيم الإنسانية العظيمة التي حملتها عاشوراء، ولعل من أهمها وأبرزها:
اولا:
الانتصار للمظلوم، ولقد قال امير المؤمنين عليه السلام في وصيته للحسنين عليهما السلام {كونا
للظالم خصما وللمظلوم عونا} من دون تحديد هوية الظالم والمظلوم، فقيمة الإعانة والخصومة ذاتية لا تنبع من الهوية ابدا.
على طول الطرق المؤدية الى مرقد سيد الشهداء (ع) والممتدة اكثر من (٥٠٠
كم) في الاتجاهات الأربعة، ترى انصار الحسين (ع) حملوا صور ولافتات وأسماء شهداء الحق والعدل والحرية في اكثر من بلد، خاصة البحرين والجزيرة العربية ولبنان ومصر، وفي كل بلد
فيه شهيد او ثائر او مظلوم، حتى ان عدد من سرادقات العزاء تسمت باسم شهيد العقيدة الانسانية الرسالية الشهيد الشيخ حسن شحادة، الذي قتله الأمويون الجدد من التكفيريين
المتمردين في مصر الفاطمية، فرفعوا اسمه وصورته في كل زاوية من زوايا الموكب.
ابرز قضايا المظلومين التي حضرت في كل خطوة من خطوات
الزحف المليوني، هي قضية التركمان الذين يتعرضون منذ مدة لحرب الإبادة الجماعية في طوز خورماتو، فلقد تبنت الكثير من مواكب العزاء قضيتهم العادلة ليثيروا انتباه الناس اليها،
وهي التي كادت ان تتحول الى قضية منسية او هامشية على الرغم من خطورتها وعظم الدماء التي لازالت تسيل انهارا، والتي امتدت من الطوز الى كربلاء، عندما فجر الإرهابيون مواكب
التركمان في اكثر من منطقة على طول الطريق.
ولقد أقامت مجموعة من التركمان الأبطال الذين تبنوا القضية، اعتصاما
مفتوحا بين الحرمين الشريفين في كربلاء المقدسة، والى جانبه معرض للصور عرض المأساة بشكل ملفت للنظر، كما امتلأت شوارع المدينة والطرق العامة باللافتات التي امتدت على جانبي
الطريق تتحدث عن المأساة، داعية انصار الحسين (ع) الى نصرة التركمان في طوز خورماتو.
اما مواكب عزاء التركمان، التي جابت شوارع كربلاء المقدسة في الأربعين،
فلقد كانت ملفتة للنظر، إن بالحضور او بالشعارات او باللافتات او باهتمام الناس بها بالتحية والالتفاف حولها.
ان قضية التركمان قضية إنسانية ووطنية وسياسية بالاضافة الى انها قضية
ذات بعد اثني ومذهبي ومناطقي، ولذلك فهي قضية معقدة ينبغي على مؤسسات الدولة العراقية، وتحديدا مجلس النواب والحكومة العراقية، إعطاءها اهتمام اكبر بكثير من مجرد بيانات
الإدانة والرفض والاستنكار لعمليات القتل الجماعية التي يتعرضون لها.
ينبغي إصدار التشريعات اللازمة الكفيلة بحماية التركمان، وإذا كانت
الحكومة عاجزة عن حمايتهم، فلابد من سلوك احد طريقين:
فاما تشريع قانون الدفاع عن النفس، الدفاع الذاتي، وفتح باب التطوع
الشعبي لكل من يريد المشاركة في حماية الدم التركماني، او طلب الحماية الدولية، كما فعل الكرد في بدايات التسعينيات من القرن الماضي عندما تعرضوا للإبادة الجماعية، ولم
يتمكنوا من الدفاع عن انفسهم بأنفسهم.
ان التركمان بشر، ومن حقهم حماية انفسهم من الإبادة الجماعية بأية وسيلة
قانونية ممكنة، وطنية ذاتية او دولية، لا فرق، وان استمرار نزيف الدم التركماني بهذه الطريقة ينذر بعواقب وخيمة، فأين نواب التركمان في البرلمان والحكومة؟ اين أحزابهم
السياسية؟ ام {رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ}؟.
ان القضية بحاجة الى جهد وطني شامل، تشترك فيه حتى المرجعية الدينية
ومنظمات المجتمع الوطني.
الدم...حرم الله
كما ان الله تعالى شاءت إرادته ان يكون ثمن حفظ دينه، دم سبط رسوله
الكريم (ص) الامام الحسين بن علي عليهم السلام، كذلك فان إرادته، جل شأنه، شاءت ان يكون ثمن الحفاظ على الشعائر الحسينية دم يراق على جانبي الطريق، بما تمثل من قيم إنسانية
عظيمة تهدي الانسان الى الصراط المستقيم، من خلال التمثل بمجموع المناقبيات العظيمة التي جسدها الامام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه في عاشوراء في كربلاء.
ولقد تمثل الزحف المليوني في ذكرى الأربعين، بعدد كبير من تلك
المناقبيات الحسينية الخالدة، عندما تحولت المناسبة الممتدة على مدى اسبوعين تقريبا، وعلى طول الطريق العام المؤدي الى مرقد السبط الشهيد، كعبة الأحرار ومنار الثوار، تحولت
الى صف تعليمي مكثف ومركز لصقل الروح والجسد.
ومن تلك المناقبيات: الكرم، العلاقات العامة، التعامل
بإنسانية، الإخلاص، الإبداع، الخدمة العامة، الرياضة الجسدية والروحية، التقرب اكثر فاكثر الى الله تعالى والى رسوله الكريم (ص) وأهل بيته عليهم السلام.
وان هذه الخصال حضارية إنسانية فضلا عن انها دينية، وإذا كان المرء
بحاجة الى أعوام ليتعلمها، فان مشاركة واحدة في ذكرى الأربعين تكفي ليتعلم فيها كل هذه الخصال وأكثر.
ولقد اثبت شيعة اهل البيت (ع) انهم يحبون الحسين (ع) اكثر من حب
الوهابيين التكفيريين لله تعالى، على الرغم من ان
التكفيريين يدعون خدمة بيته العتيق في مكة المكرمة، وشعارهم، كذبا وزورا (خدمة الحاج شرف لنا).
انهم يستغلون معاناة الحجاج في ايام اعمال الحج كل عام لابتزازهم في كل
شيء، في النقل والسكن والطعام وفي كل شيء، اما انصار الحسين (ع) فلم تجد فيهم احد يفكر في استغلال الزائرين لابتزازهم ابدا، فتراهم يتوسلون خدمة الزائر بلا منة.
كذلك، فعلى الرغم من المخاطر العظيمة التي تحدق بالزوار في طريقهم الى
الحسين (ع) الا انهم صمموا على السير قدما والوصول الى المرقد المقدس للإمام الشهيد، من دون ان يرهبهم القتلة او يثنيهم الإرهابيون، وإذا سمعوا بجريمة ارتكبها الإرهابيون ضد
موكب او سرادق عزاء فانهم يكبرون ويهللون ثم يواصلون طريقهم بكل ثبات واطمئنان، وهو مصداق للمشيئة الإلهية التي أبت الا ان يضمخ طريق الحسين (ع) بالدم، ولكن:
هل يعني ذلك أننا نستهين بدمائنا؟
ابدا، فالدم حرم الله تعالى لا يجوز الاستهانة به ابدا، وهو ثمين جدا ومقدس، ولذلك فان علينا ان نبذل كل ما نملك من جهد من اجل صيانة الدم وحمايته من الارهابيين، وذلك على
ثلاثة مستويات:
1.
الاول؛
هو المستوى الشخصي، اذ ينبغي على كل عراقي، خاصة في المناسبات العامة التي يشترك فيها الملايين، ان يتحلى بحس أمني عالي، يشم الخطر من بعيد ويكون على حذر شديد، ولقد كان امير
المؤمنين (ع) حذرا في المعارك حتى ان وحشي رفض طلب هند آكلة الأكباد قتله في معركة بدر قائلا لها بان حذره الشديد يحول بينه وبين اصطياده في ساحة الحرب.
ولشدة تآمر الطاغية معاوية بن ابي سفيان ابن هند آكلة الاكباد، على
الامام السبط الحسن المجتبى عليه السلام، ومعرفة الاخير انه ينوي اغتياله، لبس الامام درعا وسترها وكان يحترز ولا يتقدم للصلاة الا كذلك.
ان الحذر شجاعة، وان الحس الأمني مبادرة، ولذلك قيل (الحذر يقيك الضرر).
ان استهانة البعض بالخطط الأمنية، مثلا، او تجاهل التعليمات بحجة الجنون
بحب الحسين (ع) امر مرفوض، فائمة اهل البيت (ع) لا يريدون لشيعتهم القتل والذبح على اي حال، بل يريدون لهم حياة سعيدة، في ظل الأمن والعزة والكرامة، ولقد كان الحسين (ع) حريص
على دم أعدائه، فظل يعضهم ليثنيهم عن قتاله، فما بالك بأهل بيته وأصحابه؟.
2.
الثاني؛
على صعيد المنظومة الأمنية، من خلال تحديث الخطط الأمنية وتطهير المؤسسات المعنية من العناصر المشبوهة، واستبدال القيادات الفاشلة باخرى ميدانية ومهنية ناجحة.
وبهذه المناسبة، فانا احيي قواتنا المسلحة الباسلة التي استجابت لنداء
الوطن ولصرخة المواطن الذي عانى الأمرين على يد جماعات العنف والإرهاب، خاصة في مناطق الحواظن التي عشعش وبيض وفقس فيها الارهاب، متمنيا لها النجاح وتحقيق النصر الكامل،
وإنجاز مهامها على أحسن ما يرام، بعيدا عن التوظيف الحزبي والدعاية الانتخابية الرخيصة التي تحاول، وبنذالة، توظيف الدم في المعركة الانتخابية.
3.
الثالث؛
على المستوى السياسي والدبلوماسي والحقوقي، من خلال إطلاق حملة دولية لفضح مصادر الارهاب وتجريم كل من يدعمه، خاصة نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية، وما يرتبط
به من فقهاء تكفير ومؤسسات تتستر بالعمل الإنساني والدعوي والشبابي، وكذلك من اعلام تحريضي وأقلام مأجورة.
لابد من إطلاق مثل هذه الحملة الحقوقية العالمية، وإلا فان الارهاب
استرخص دماءنا لدرجة وكأننا راضون بالذبح او خائفون من الرد او خانعون امام تهديدات جلادنا.
يجب ان لا نظهر للرأي العام العالمي وكأننا مشاريع مصالخ لجماعات العنف
والإرهاب، او كأننا قطيع خراف تنتظر سكين الارهابيين لفصل رؤوسها عن أجسادها، فقطرة دم واحدة ثقيلة في ميزان الله تعالى، فلماذا نسترخصها، إذن، بالغفلة مثلا او اللاأبالية؟.