هل نحن بشر: ومتى نصل الى مستوى البشر
بقلم: مهدي المولى - 23-01-2014 | (صوت العراق) |
هذا سؤال كثير ما اطرحه على نفسي رغم اني لا اقر بوجود اي اختلاف بين انسان وانسان مهما كان لونه او عرقه او معتقده او جنسه لكن هناك ظروف معينة هي التي تفرض بعض القيم والعادات وبعض السلوكيات والتصرفات و هذه ليست ثابته بل تتغير وتتجدد بمرور الزمن وهذه حالة مرت بها كل الشعوب وكل الاقوام وهذا يعني كل شي في هذا الوجود في حالة تجدد وتطور اي لا يوجد شي ثابت
لكن عندما انظر الى انفسنا اي نحن العرب رغم التغيير والتطور الذي يحدث حولنا في كل المجالات المختلفة الا اننا لم نتغير ولو درجة واحدة لم نتقدم الى الامام ولو لخطوة واحدة بل العكس تماما
لا زلنا نعيش على ما كان يعيش اجدادنا قبل اكثر من 1450 عاما الغريب في الامر كثير ما نأخذ بالرسالات بالافكار التي تولد الا اننا لم نرتفع الى تلك الرسالات والافكار ونصل الى مستواها بل اننا نسحب تلك الرسالات والافكار الى مستوانا فالعربي لم يصل الى مستوى الاسلام رغم انه تظاهر بأعتناقه للاسلام المعروف عن الاسلام انه رسالة انسانية ودعوة الى النزعة الانسانية والعدل والحرية وحب للعلم والعمل للأسف انه لم يرتفع الى مستوى الاسلام بل سحب الاسلام الى مستواه فحوله الى نزعة عنصرية فردية الى دعوة الى العبودية والذل والقتل و الغاء الاخرين والجهل والتخلف نعم هناك من ارتفع الى مستوى الاسلام الا ان هؤلاء قلة اتهموا بالكفر واضطهدوا وذبحوا باسم الاسلام
فعندما اعتنق العرب الاسلام افرغوه من تلك القيم والمبادئ وملؤه بالقيم الجاهلية التي تدعوا الى الغزو والنهب والتعصب الاعمى والغاء الاخر
والاكثر غرابة حتى عندما اخذنا بالحضارة الانسانية مثل الحكومة القانون المعرفة وحتى الديمقراطية ايضا لم نرتفع الى مستواها ونعمل وفق قيمها واخلاقها بل نرى العكس اننا سحبنا ذلك الى مستوانا
فالعالم يسير الى الامام والعرب يسيرون الى الماضي
فالعالم يعشق الحياة ويرى الانسان افضل شي في الوجود والعرب يكرهون الحياة ويرون الانسان احقر شي لا مستقبل له الا القبر لهذا فانهم يسعون لقتل الانسان ومن ثم قبره
العالم اخذ ينظر الى النزاعات الفردية والعشائرية والعنصرية والدينية صفة من صفات الحيوانات المتوحشة في حين نحن نعتبرها من الفضائل الكبرى ومن اعمال الخير التي تؤدي بالانسان الى السعادة في الدنيا والاخرة
لا زلنا قبائل
وعشائر متصارعة: بعضها تنهب بعض وبعضها تغزوا بعض وبعض تأسر نساء بعض كما كنا في زمن جاهلية ابي سفيان وابي جهل الشي الجديد اننا اصبحنا اشد فتكا ووحشية خاصة اننا استخدما ما وصل اليه الانسان المتحضر في مجالات التقنية والعلم في شقاء الانسان وتعذيبه وقتله وتدمير الحياة
ها هي حالنا من العراق شرقا وحتى المغرب غربا تفجيرات ذبح مجاني لا لشي لا يدري الذي يذبح لماذا يذبح ولا يدري المذبوح لماذا يذبح انها اوامر من يصدر الاوامر الله هو الذي يصدر تلك الاوامر اي الله
كل مجموعة خلقت لها الله حسب اهوائها ورغباتها ومصالحها الخاصة ومنافعها الذاتية وقالت هذا هو الله وعلى الجميع الايمان به ومن لم يؤمن به يذبح على سنته
ونحن الابرياء المعرضين للذبح والنهب والاغتصاب لا ندري كيف نحمي انفسنا اذا خضعنا لهذا الطرف وامنا بربه تغضب علينا الاطراف الاخرى وتتهمنا بالكفر والكافر يذبح
الغريب في الامر ان المجتمع الدولي لا يحرك اي ساكن وكانه راضيا بهذه الحالة التي يعيشها العرب بل هناك من قال دعوا العرب بعضهم يذبح بعض لينقرضوا ونتخلص من خطرهم وشرهم وحذر من التدخل في شؤونهم لان التدخل في شؤونهم يؤدي الى وحدتهم وبذلك ينتقل شرهم الينا
لهذا نرى اسرائيل جدا مسرورة ومرتاحة لهذا الحروب المشتعلة بين العرب انفسهم لانه يصب في صالح اسرائيل فاسرائيل تتقدم وتتطور وتسير الى الامام الى الرقي الى البقاء والخلود والعرب تتخلف وتتأخر وتسير الى الوراء الى الانحطاط الى الفناء والتلاشي
لا شك قد تهيأت للعرب فرص مناسبة للرقي والتطور الا انهم لم يستغلوها الاستغلال الافضل والاحسن واقصد بالعرب الطبقة المتنورة التي تملك قيم انسانية كان بامكانها ان تجعل من الاسلام وسيلة للنهوض والتجدد من خلال المساهمة الفعالة في بناء الحياة الراقية التي تحترم الانسان وتسعده الا ان ظهور الفئة الباغية الغير متوقع بقيادة ابي سفيان التي اختطفت الاسلام وجعلته مطية لتدمير الحياة وشقاء الانسان بل لقتل المسلمين المتمسكين بالاسلام والعودة بالحياة الى الوراء الى التخلف
والان قد تهيأت فرصة اخرى جديدة للعرب اي لقوى الخير والتجديد بفضل الحضارة العالمية وتطور الحياة خاصة وان لهذه القوى تراث مهم وكبير في هذا المضمار وهو الدين الاسلامي والشخصيات الاسلامية والحركات الاسلامية المتنورة التي ناضلت وضحت كانت قد اغنت الحضارة العالمية وساهمت في بنائها
وفجأة ظهرت الفئة الباغية وقيادتها ال سفيان ولكن باسم اخر وهو الوهابية الظلامية وبقيادة ال سعود وتحاول ان تختطف الاسلام لكن اصحاب العقول المتنورة رفضوا وتمردوا وقالوا لا
والان تدور معركة دامية بين القوى الظلامية الوهابية التي تريد العودة بنا الى دين جاهلية ابي سفيان وابي جهل وبين قوى الخير والنور التي تريد انقاذنا من هذا الظلام وهذا الشر