أريـــد زوجة...
أنها بحق التاج على رووس المجتمعات ...
د. ابتهال عبدالعزيز الخطيب
أريد زوجة تعمل بينما أنا أنهي دراستي، أريد زوجة تعتني بالأطفال وتهتم بمواعيد أطبتهم ومواعيد أطبتي أنا كذلك، أريد زوجة تهتم بطعام أطفالي وتحافظ على نظافتهم وتهتم بدراستهم وتنظر في أمر حياتهم الاجتماعية وتنزههم، أريد زوجة تعتني بالأطفال وهم مرضى، ترتب جدولها بحيث تكون موجودة متى ما احتاج الأطفال لاهتمامها. أريد زوجة ترتب وقتها فلا تفقد عملها ولا تهمل بيتها. أريد زوجة تهتم بمتطلباتي الجسدية، تنظف بيتي، تنظف من بعد أولادي ومن بعدي كذلك، أريد زوجة تعتني بنظافة ملابسي وكيها وشراء الجديد منها متى ما احتجت، أريد زوجة تحافظ على أغراضي الشخصية وعلى وجود تلك الأغراض في المكان المخصص لها، أريد زوجة تتبضع احتياجات البيت، تطبخ الوجبة وتحسن طبخها ثم تنظف بعد تقديمها بينما أنا أراجع كتبي، أريد زوجة تعتني بي في مرضي، زوجة لا تشتكي من واجباتها وأعمال بيتها، أريد زوجة تحسن الاستماع عندما أود الحديث، أريد زوجة ترتب كل أمور حياتي الاجتماعية، تحضر لأي عزومة قد أدعو أصدقائي لها، فتعتني بطلباتهم وتخدمهم بعد أن تكون قد رتبت أمور الأطفال بعيداً عنا تفادياً لإزعاجنا، أريد زوجة تتفهم أنني أحياناً أحتاج لنزهات فردية دونها، أريد زوجة عالية الإحساس تجاه متطلباتي الجسدية، زوجة تكون متحمسة لمعاشرتي متى وكيفما أردت، أريد زوجة لا تضغط علي برغباتها الجسدية، أريد زوجة تتحمل هي مسؤولية منع الحمل في حال عدم رغبتي بالأطفال، أريد زوجة تبقى مخلصة لي جسدياً، أريد زوجة تتفهم أن رغباتي أحياناً تتعدى العلاقات الأحادية، أريد زوجة تتفهم حريتي في استبدالها متى ما شئت إنْ وجدت من هي أفضل منها، أريد زوجة حين أنفصل عنها تتحمل هي مسؤولية الأطفال لتترك لي حريتي، أريد زوجة حين أكون أنا مستعداً للعمل، تبقى هي في البيت لتعتني به وبالأولاد وبكل واجباتها الأخرى.
والآن، السؤال أكرره أنا مع بريدي، من منا لا يريد زوجة؟ ورغم كل ذلك ومع ذلك، تبقى المرأة : ناقصة عقل ودين، عاطفية تتحكم بها مشاعرها قبل عقلها، ضعيفة الإرادة، قليلة العلم، تدفع بها هرموناتها، هذه الهرمونات التي صنعت رجالاً يقفون على أقدامهم يتبجحون بذكوريتهم، لعاطفية التصرف. كل المتطلبات المذكورة أعلاه تطلب من هذا المخلوق العاطفي المتهور، تطلب من إنسان يتهمه المجتمع وتصفه القراءة الدينية بأنه ناقص في عقله ودينه، إنسان يرث النصف لأنه غيرمسؤول مادياً، و"يشهد بالنصف" لأنه غير مؤهل عقلياً وعاطفياً، ويتزوج «الربع» لأنه غير محتاج جسدياً،
فأي تناقض نعيش وأي نفاق نشكل به حياتنا؟
فهو من المرويات التي تثاروتثيروتؤثر.بادي ذي بدء أقول إنّ عدم الإلمام بمباديء البلاغة العربية الثلاثة: (علم المعاني وعلم البيان وعلم البديع). يوقع صاحب القول في فخ وكمين المعنى الفصيح. ومن دون تفاصيل قد تؤدي إلى الشتات ؛ فـإنّ (العقــل) هنا ليس العقل الذي في الرأس بل العقل هي الديّة التي تدفع لدم القتيل…وتسمّى العاقلة.فهي على المرأة نصف ما على الرجل.كما في حديث سيدي رسول الله قال : { عقل المرأة مثل عقل الرجل ؛ حتى يبلغ الثلث من ديتها }(عن النسائي).فهما يتساويان إلى الثلث ومن بعد الثلث يختلفان في المقدار والنسبة. وقال عمرابن الخطاب وعلي ابن أبي طالب : (عقل المرأة على النصف من ديّة الرجل ؛ في النفس وفيما دونها) ( سنن البيهقي ج 13 ص 279).وهناك العديد من الأحاديث والأقوال الأخرى. أما (الدّين) فإنّ حيض المرأة الشهري (بين ثلاثة أيام وسبعة) يحول دون أداء المرأة الصلاة والصيام فيها قياساً للرجل.. إذاً : لا وجود لتهمة ( النقصان ) العقلي والديني في المرأة كما في ظاهراللفظ الدارج…فلدينا عشرات النساء العالمات والقاضيات والشاعرات والفارسات والمستشارات وغيرهنّ كثير..
عليكم بالبلاغة فهي مفتاح التفسيرالصحيح للغة القــرآن والحديث النبويّ الفصيح ؛ أيها المثقفـون المعاصرون ؛ فهي نــورالعقل
والدّين والأدب.
|