المفسرون واختلاف المذاهب الاسلامية
بين المقدمات والنتائج؟ القرضاوي مثالاً
آراء الكاتب
د. عبد الجبار العبيدي
jabbarmansi@yahoo.com
خلفت لنا القرون الهجرية الثلاثة الاولى جملة اشكاليات عقائدية لا زلنا نعاني منها الى الان. وتمثلت تلك الاشكاليات في ظهور الاجتهادات الدينية التي تركت لنا
المعضلات الرئيسية في تفسير النص الديني دون حل واضح، مكتفية بأراء الفقهاء دون اتفاق في غالبيتها، لذا ظل النص من بعدهم يفسر بتفسيرات مختلفة احيانا ومتناقضة احيانا اخرى، وخاصة في
قضايا الحكم والسياسة، كما في نظريات الماوردي والغزالي وابن تيمية وتطبيقه على الواقع الاجتماعي، فولدت لنا ما يعرف باسم المذاهب الاسلامية الاربعة واصبح لكل مذهب مؤيدوه رغبة منهم
بمذهب دون الاخر، وان تشابهت في خطها الفلسفي الواحد، بدليل كثرة الاجتهادات الفكرية التي نزلت على الناس دون تحديد لما يرغبون ويريدون، متجاهلين المذهب الاساس الذي استقت منه غالبية
تلك المذاهب بعد ان حورت لصالح السلطة وولاة الامر، الا وهو المذهب الجعفري. فكانت بداية الفرقة في تفسير النص. و بمرور الزمن اصبحت وكأنها فرقٌ مستقلة
ومتعصبة لما تعتقد دون الاخرين، حتى توصلت الى شبه اتفاق بأن المذهب الجعفري لابد من ازاحته من الساحة الاجتهادية لمخالفته رأيهم في تأييد السلطة القائمة
دون شرعية دينية واضحة لها وهذا ما فعله السلاجقة حين احتلوا العراق في سنة 450 للهجرة. واستمر عليه
العثمانيون في العراق ومن بعدهم في الحكم الوطني حتى صبيحة التاسع من نيسان 2003 حين تبدلت الاوضاع السياسية لصالح الجميع
وليس لصالح مذهب واحد. لذا غيب المذهب عن المنهج المدرسي طيلة تلك الفترة الطويلة من عمر الزمن، ولم يعد الطالب العربي والمسلم يعرفه ابدا.
وهنا نستطيع ان نطلق على هذ الاتجاه بداية أصول الضعف والاختلاف في عقيدة المسلمين في الدولة الاسلامية. من هنا،
لابد لنا من ان نعرج على بداية التأسيس للمذاهب، وظهور الفرق
الاجتهادية فيما بينها؟ فنقول:
بدأ التاسيس الاول لظهور الاتجاهات المذهبية المغلفة بالثوب السياسي بالخديعة الكبرى برفع المصاحف لوقف القتال بين جيش علي ومعاوية في موقعة صفين باتفاق ابي موسى الاشعري وعمرو بن
العاص، والذي جرَ الى حدوث سابقة فقهية تجيز الخروج على الجماعة الاسلامية في المواقف الصعبة. فظهرت جماعة الشيعة مؤيدة لزعامة الامام علي بن ابي طالب، وأهل
السنة والجماعة ─وهي أبتكار أموي─ تحت زعامة معاوية بن ابي
سفيان. وكانت بداية الفرقة والتحصن خلف القرآن.
-
وكان اول مظهر لهذا الاتجاه هو
اعتزال عدد من الصحابة الاوائل بدعوة عدم معرفة الحق في الصراع الدائر بين علي ومعاوية والحيرة في الامر والذي لجأ اليه كل متردد وضعيف.
-
والمظهر الثاني هو ظهور تيار الارجاء الذي كان نموذجا
لتأسيس خط الضعف وضياع الحق بالتقادم مسايرا للواقع السياسي المفروض.
-
والمظهر الثالث ظهور المفكرين والفلاسفة الذين وقفوا بجانب خط
الضعف باعتبار الحاكم هو صاحب الشوكة الذي لا ينافس بغض النظر عن الحق والعدل.
-
والمظهر الرابع تكوين الكتلة الساكتة في الاسلام بايقاف حركة
الاجتهاد وتقريب علماء الجبر وتشجيع فكرة القدر، اي ان الذي حصل ما كان الا نتيجة لقضاء الله وقدره مستندين على الاية الكريمة
(وما تشاؤون الا ان يشاء الله)، ونسوا ان القضاء هو حركة انسانية واعية بين النفي والاثبات وان القدر هو الوجود الحتمي للاشياء خارج الوعي الانساني وان للاية الكريمة تكملة تنفي هذا
الاتجاه. لكن حين تسخر الايات لتفسيرهم اللغوي حسب نظرية الترادف اللغوي استنتجوا عكس ما جاءت به الايات القرآنية.
هنا بدا خط الفرقة والتفريق واتباع هذا المذهب او ذاك متناسين ان القرآن واحد واياته ملزمة للجميع ولا هيمنة لسلطة سياسية على النص الديني. وكانت فرصة
مواتية للدولة العباسية على عهد الخليفة هارون الرشيد لتكريس هذا الاتجاه بعد ان وضع ابو يوسف مستشاره الخاص كل الامكانات المتاحه لنجاحه لتثبيت هيمنة
الدولة وحكم العباسيين واضفاء الشرعية الدينية عليها.
ونتيجة لانتشار الخلافات الدينية والفقهية في المجتمع العربي الواحد،
انتشر الخلاف حتى بين النسب القبلي او العشائري الواحد فيما يتعلق بالمعتقد المذهبي. واصبح الانسان المسلم ينتمي لها منذ الولادة ويتعصب لها تعصبا أعمى دون
علم او دراية، حتى جرت تلك التعصبات الى نوع من الافتراقات الدينية والقومية في المجتمع الواحد، بعد ان كرسته الفترة البويهية والسلجوقية اثناء حكم العراق لفترة دامت اكثر من 200 سنة
ما بين 334-535 للهجرة لغرض مقصود في التفرقة والسيطرة على العراق العربي، وهذا ما لاحظنا جذوره تظهر مرة اخرى أثناء نكبة النزاع الطائفي الكريه في العراق
بعد حادث تفجير المرقدين الشريفين في سامراء والذي استغل ابشع استغلال من قبل النفوس المريضة لاحياء التاريخ الخطأ الذي لازال عالقا في نفوس الحاقدين من كل الاطراف المتقاتلة.
ثم جرت بعد ذلك عملية تزوير تاريخي بدعوى تحقيق وحدة الكلمة. لكن الحقيقة كانت عكس ما يدعون حين تجاهلوا تصفية تقاليد الجاهلية، التي حصرتنا في زاوية
حرجة اصبح الفكاك منها صعبا حين قدموا مخلفات التراث التقليدي على المنطق العلمي، واصبح تقديس التراث حقيقة واقعة لا فكاك منها، فخلفت لنا الكثير من
الاشكاليات التي لا زلنا نجني ثمارها السلبية اليوم.
من خلال استقراء التاريخ القومي لامتنا العربية يمكن ان نؤكد ان التاريخ بحاجة دائمة الى اعادة نظر، والنظرة النقدية للنص تحتم علينا تفحص الثوابت حتى في
مواجهة الشخصيات العظيمة التي رسخت في ذهن الامة على انها مقدسة لا تمس كالخلفاء الراشدين وبعض ابطال التاريخ الاسلامي. نحن لا نهدف حين التعرض الى هذا
اوذاك من اجل التقليل في شأن هذا الرجل والتمجيد للاخر بهدف الميل المشترك، وانما نهدف الى اعادة ترتيب التاريخ وقراءة ما خلف السطور
فقد انهكتنا الفرقة.
تاريخنا المكتوب الى متى نظل ناخذه على حسناته وسيئاته دون
تمييز بين ما كتبه الكاتبون مخلصين، وبين ما دسه الدساسون مفترين، ولماذا هذا البرود الثلجي يفرض على شبابنا اليوم في كتابة
التاريخ. اعتقد ان التغيير الجديد في العراق اليوم
─دون انحيازية─
قد فتح المجال لمن يريد ان يكتب بحرية تامة دون وجل او خوف الا من اصحاب النفوس المريضة الذين يريدون للماضي استمراره وبقائه، ولا
اغالي اذا قلت ان القوانين التي صدرت اليوم لتشمل كل العراقيين دون استثناء ما كان لها ان ترى النور لو استمر العهد السابق في حكم الدولة، حين حرم الكثير من
ابناء الشعب من التمتع بحقوقهم الوطنية والانسانية ونحن منهم دون الالتفات الى الحق الانساني لمن شمله ظلم ذلك النظام.
ان من يتصدى لحكم التاريخ اليوم عليه ان يقف متأملا صادقا فيما يكتب بغض النظر عن الاخطاء الكثيرة التي ارتكبت، لذا علينا ان لا نطمس فضائل ونخترع اخرى وان لا نواري ابطال التاريخ في
خانة التجاهل ونشيد بغيرهم ونعلي من شأنهم ونضيف اليهم ماليس لهم ولا نخلق وعاظ سلاطين جدد. ان تجربة الحياة والتاريخ تستدعينا ان نقول شيئا اخر.
يعتقد البعض ان المواجهة الفكرية بين المذاهب الدينية ومعتنقيها يقودنا الى عملية صراع حتى نهاية الشوط حين يسقط الاول ويربح الثاني وبالعكس، لكنها ليست هي
الغاية ابدا. انما سقوط الاول سيجعله عبدا مطيعا للثاني، ونجاح الثاني سيجعله سيدا مطاعا للاول، والمنتصر سرعان ما يستعبد
المهزومين. انها افكار وهمية لا يتمسك بها الا الذين لم يستوعبوا حضارة التجديد اليوم. فحين وقعَت السلطة العراقية بعد الاستقلال
في 1921 في هذا الخطأ، انفرد الطرف الاول بسلطة السيادة ولم يسمح للطرف الثاني من شم رائحتها السياسية حتى سقوط النظام في 2003،
بعكس ما حدث حين استمر الطرف الاخر بالمشاركة والمقاسمة للسلطة دون تمييز وهذا يظهر لنا ان الشيعة كانوا اكثر تساهلا من السُنة مع مواطني الدولة
ككل..
وتلك ميزة يجب ان يعيها الطرف الثاني اليوم والتي حرم الطرف الاول منها
سنينا وسنين. وهذا يعني باننا يجب ان لا نعتدي على الجانب الاخر او نهمشه لنثبت اننا اقوياء كما يفعل عادة الضعفاء الذين يتوهمون
انهم اقوياء بالسلطة والسيادة. وهذه نظرية انسانية على الدولة ادخالها في منهج الدراسة ليقرأها الطالب من الابتدائية حتى الجامعة
لتكون عقيدة تقريرية عنده لا يتجاوزها ابدا، لانها جزء من شرفه الوطني، لان المواطنة واحدة والوطن واحد.
ان القوة يجب ان تكون محصورة في قوتنا الكلية على وطننا ومنازعة الاخرين على حقوق الوطن ونبتعد عن شعرة معاوية الانتهازية القاتلة لنرسخ فينا دون تمييز حب الوطن والدفاع عنه
دون تمييز وعدم الاخلال والمساومة في الثوابت الوطنية. ساعتها سنتثبت اننا الاقوياء. وسيكون معيار
النجاح هو التمسك بخط العدالة لنتحول الى رموز ومشاعل تنير الطريق لاجيال قادمة لكل الشعب دون تفريق بين سني وشيعي وكردي واقليات اخرى، وهي مصطلحات غريبة
علينا ما كان يجب ان تقر في دستورنا وقوانيننا ابدا، ولا يجوز التعامل بها كالمبادىء التي رفعها محمد
(ص)والحسين بن على (ع) وعمر بن عبد العزيز (رض) مثالا.
هنا تتحقق نظرية القوة العادلة التي نادى بها محمد (ص) والتي نريدها من المذهب او عقيدة المذهب، فلا طاعة لحاكم اذا كان جائرا،
ولا إرجاءَ في الاسلام على نظرية ضياع الحق بالتقادم. ولا تهربا من المسئولية الوطنية عند الشدة،
ولا الخلط بين الآن والاخر دون وجه حق، ولا تنازلا عن الثوابت الوطنية ولا تكفيراً لهذا او ذاك ما دام الكل يمثلون قضية واحدة مقتنعٌُ
بها شرعا وقانوناً. وتبقى قضية النقد والانتقاد موجهة للفكر او القضية دون مساس بالجوهر، وتبقى حرية الفكر هي الملزمة والمتاحة بنص الاية 29 من سورة الكهف
والا سنبقى كل منا يلوم الاخر ومبتعد عنه الى الابد.
ان نظرية الاختلاف بين المذاهب تركزت حول شرعية السلطة السياسية في حكم
الدولة وحول الزواج والطلاق وحقوق المرأة والوصية والنص الثابت في تطبيقه دون تأويل علمي يتماشى مع التطور التاريخيي. فالمذاهب الاربعة وهي الحنفي والمالكي
والشافعي والحنبلي، أخذت جانباً واحداً والجعفري ينفرد برأي مغاير وخاصة في شرعية السلطة
التي يعتقد بتوارثها في اهل البيت، والطلاق اذ يمتنع المذهب الجعفري من تطليق المرأة الا بشروط قاسية كتطبيق الاية الرابعة من سورة النور وعدم قبول طلاق التلفظ او التهور
بالثلاث، والمذهب الجعفري يأخذ بنظرية الوصية الواردة في الاية 180 من سورة البقرة كشرط حدي في التطبيق،
وهناك اختلافات جانبية في القوامة واللباس والمهر وامور اخرى لسنا بحاجة الى ذكرها.
ولقد راى اصحاب المذاهب الاربعة صواب راي المذهب الجعفري في الكثير من الاساسيات في حياة الانسان ومستقبله لذا رايناهم هنا يتدافعون نحوه لتحقيق المرونة في الزواج والطلاق بالنسبة لهم
وخاصة عند المصريين والسودانيين وبعض المسلمين من التحول السريع نحوه بعد ان لمسوا هذه الفوائد الشرعية الجمة في المذهب الجعفري والذي حرموا منها لفترات طويلة عن طريق فقهاء السُنة،
وبعد ان بدأ البعض منهم يقرأه ويتلمس الحقيقة، وهذا الذي أخافَ السيد القرضاوي، لذا وقف يهاجم المذهب دون التطرق
لايديولوجيته المرنة التي يجب ان يعرفها الشيخ قبل غيره. ونحن نطالب القراء بالعودة لاصول المذهب الجعفري بانفسهم ويقرؤوها من مصادرها العربية سواءً في
السيرة النبوية لابن أسحاق او نهج البلاغة او فقه الامام الصادق، وكم سيرون الحال مختلفا عما سمعوه من الاخرين وعما قرؤوه بانفسهم حتى يرون الحقيقة على
حقيقتها دون لبس او تدليس، ساعتها سيحكمون علينا وعلى الشيخ القرضاوي ايهما اقرب للقبول..
نحن بحاجة الى علماء شريعة أفاضل من الجهتين غير منحازين الى هذا اوذاك،
لانها امانة في اعناقهم في الالفة والوحدة والتخلص من الفرقة والتباعد ليفصلوا لنا وجهة نظر الاختلاف بمناظرات تلفزيونية على الهواء مباشرة ليتبين لنا في ايٍ من المذاهب
يعتريها النقص ساعتها نقول انتم المحقون، اما ان تتهم الشيعة بانهم كفرة وروافض ملحدون، ولديهم قرآن يسمونه قرأن فاطمة ومتهمون بسب الصحابة
وامهات المؤمنين فهذه اكاذيب نرجو ان تكشفها حقائق على الهواء ليسمعها الناس ويتحاورون مع المحاور في اوجه الخطأ والصواب، فإن شتم الائمة والصحابة قد
انتهت بنهاية معاوية الذي اجاز شتم الامام علي بن ابي طالب من على منابر الدولة الرسمية وظلت مدة طويلة حتى الغاها الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز في خلافة الامويين، والشيخ
القرضاوي اعلم بها من غيره من الفقهاء، فالناس لهم حرية الاختيار بما فيه يعتقدون حتى نصل الى مرحلة اللقاء الواقعي،
بعدها لن نسمح للسيد القرضاوي والاخرين الاجلاء من رجال الدين ان يهاجموا هذا المذهب او ذاك بلا سند ثابت يركن اليه.
ان غاية المعرفة هي الحياة وان قيمة كل فكرة او نظرية تقاس بمدى ما تحققه من نفع.
ان التراث هو قضية تاريخية، يمكن محاورتها ومناقشتها، لان التراث لا يمكن ان يصل الى حد التقديس، فليس هناك من مقدس الا الله والقرآن،
والقرآن اليوم بحاجة ماسة الى تأويل جديد خارج نطاق نظرية الترادف اللغوي التي حشرت فيه حشرا. لان تأويله بهذا المنطق الجديد سيخدم كلمة الحق والعدل
ونبذ المذهبية والعصبية القبلية التي يتمسك بها الكثير من المتعصبين. ان دراسة التراث وفق معايير الحق والعدل سيجنبنا اراجيف وعاظ السلاطين وموظفي الحماية
للعقائد الجامدة التي لا تخدم الا آولياء السلطة والمنتفعين. هذه الحقيقة التي تنبه لها الافغاني والكواكبي وحركات التحرير الوطنية لمواجهة الضعف العام الذي
اعترى مجتمعاتنا العربية.
اذا كان الشيخ القرضاوي يبغي عرض الحالة بصورة موضوعية والاعتراف بخط القوة
الشرعية في تكوين شخصية المسلم كمقدمة عليه ان لا يساوم في الحق والعدل عما يعتقد حقا وحقيقة كنتيجة، لان الحياة عند من يناصرهم القرضاوي صفقات فيها الربح
والخسارة نتيجة المساومة بينما عند الاخرين هي اقتناع ما دامت في الحياة الحقيقية هي التي تربح، وما دام العدل هو الذي يقضي، فما ابعد الفرق بين الموقف والصفقة.
وشخص بمقام القرضاوي الكبير ما كان يجب ان يكون بجانب رجال الصفقة ابدا بعد ان وصل من العمر عتيا ومن العلم الكثير الذي لا يقارن..
انا لست مدافعا عن مذهب آهل البيت ابداً رغم انني من اتباعه ومؤيديه بقوة،
لكنني ارى ان في مذهبهم صلاح الرعية ورفع الظلم عن المظلومين ورفع اسباب الخوف والاستضعاف عن الناس والدعوة الى التفكير الحر والاعتماد على النفس ونبذ طريق الحيلة والالتواء وفرض
الامر الواقع بقوة السلطة، دعونا نحن في العراق نتعايش مع بعضنا دون تفريق ولكن ليس من حقكم كتم الاصوات المنادية بضرورة معرفة المذهب الجعفري ومحاورته،
فالفكر يحاور بالفكر والحجة بحجة اقوى منها وليس بسيف القوة، ولو اتفقنا على الحوار المبني على المنطق سنكون في محصلة نهائية هي استعادة الثقة بالنفس والخلق والابداع وقيام اسس جديدة
على انقاض الزيف والتقليد ورقاد الادمغة النائمة، لان النقد الجارح هوالذي يزيد العداوة والبغضاء بين المسلمين، فبعد حركة التغيير
في العراق انكشفت الاغطية ولم يعد بمقدور احد اعادتها الى ما كانت عليها سابقا، ولم يعد احد يستطيع ايقاف التبشير بعقيدة المذهب الجعفري الرصين والمنفتح على
كل المذاهب والافكار الاخرى، انه مذهب عربي اسلامي وليس مذهبا ايرانياً كما يدعي الشيخ القرضاوي وهو ينسب الى اهل البيت وهم تاج رؤوس العرب، وانا اعتقد انها
حكمة ربانية اريد بها للحق والعدل ان يظهرا مرة اخرى بين الناس بعد ان أتيحت له فرصة الظهورثانية، لذا على اتباع مذهب اهل البيت ان يكونوا من المبشرين
الاذكياء الذين باستطاعنهم فصل الخرافة عن الحقيقة وتشذيب المذهب من كل ما لحق به من خرافات البويهيين وغيرهم من اصحاب العقول الجامدة، أما بعض الاخطاء
الفردية التي ارتكبت بعد التغيير السياسي في العراق بعد 2003 فهذا لا يعني خطأ العقيدة او المذهب ابدا. وإنما هي اخطاء قد ترافق
التطبيق في كل حركة جديدة تظهر بعد طول سبات.
وحتى لا نبقى نلوم الحجاج وعبيدالله بن زياد والمغيرة بن شعبه والمحدثين وغيرهم علينا ان كشف المستور علنا لنصل الى مفاهيم الحق والعدل الذي جاء به الاسلام والصفوة المختارة من اهل
بيته المنتجبين واصحابه الغر الميامين وضرورة المطالبة للحكومة العراقية الحالية بتبني مشروع لنشر دستور المدينة المغيب عن الناس اليوم حتى تثبت عن حق وحقيقة انها تهدف الى نشر
الحقيقة لا الاستمرار في اخفائها خوفا من الفتنة، فلا فتنة في دستور المدينة ولا خوف من التبشير الحقيقي بمذهب اهل البيت، ساعتها سترى الناس في غاليبتها تندفع نحو المفاهيم الحقة التي
غيبها عنهم التاريخ. ولتبقى شذرات خط القوة هي الاساس كما وردت في القرأن واقوال الرسول الثبت وكلمات علي وعمر وابي ذر الغفاري والحسين بن علي وموسى بن جعفر وخالد بن يزيد، لتتحاورمع
ابن تيمية والغزالي والماوردي وكل الاخرين، فهل تستجيب حكومة العراق وتكلف بعض المتخصصين بنشر الدستور بحيادية مطلقة، وهل سيصحى
القرضاوي لردم الخطأ، وتصحى الجزيرة لتسخر برنامج الشريعة والحياة لكل الناس لا لبعضهم ليعود خط الحوار والمحاورة الحقيقية بين الناس ام سيصرون على
الهجوم والمهاجمة دون حوار؟
Back
to Home