Back Home Next

 

بخصوص آكاذيب الافتراء على المذهب الشيعي

رداًعلى ما صرح به الدكتورمحمد عبد المنعم البري لجريدة الوسط المصرية في 30 اكتوبر

2008آراء الكاتب

د. عبد الجبار العبيدي
أستاذ جامعي
jabbarmansi@yahoo.  com

صدق رسول الله حين قال (أشر أمتي العلماء اذا فسدوا).

  1. مهمة العلماء الاصلاح وليس الافساد،

  2. ومهمتهم البناء وليس التخريب،

  3. ومهمتهم التقريب بين الناس وليس التباعد بينهم،

  4. ومهمتهم العلم النافع وليس الجهل المطبق،

  5. ومهمتهم المحبة وليس العداء والكرهية وأحياء الضغائن،

وخاصة في أمة مهزومة مثل امتنا العربية والاسلامية اليوم، التي تريد ان تلملمَ شعثها لعلها تخرج من جديد في عالم قوي يتقاذفها شرقا وغرباً.

يقول الدكتور عبد المنعم البري في حواره الاسلامي والذي نشرته له جريدة الوسط المصرية في 30 اكتوبر 2008 تحت عنوان الشيعة خطر داهم ما نصه مع التصرف: (لقد تأخر القرضاوي كثيرأ في تحليل وكشف خبايا الشيعة، لظروف غير مواتية. . . الشيعة خطر داهم، وما فعله القرضاوي واجب على كل عالم وداعٍ كما جاء في علل الشرائع للشيخ الصدوق، ان الشيعة يعتقدون ان من يحب ابا بكر وعثمان كائناً نجساً ومجرماً يجب ان تطهر الارض منه، ولمسه من نواقض الوضوء. . . وانهم يحكمون اي الشيعة بقتل الطفل ابن يومين اذا كان والديه سنيين لانه يحمل لعنة اجداده الذين قتلوا الحسين).

go to top of page   وكتاب الشيخ الصدوق بين يدي الان، يحتوي على (33) بابا كلها في فضائل اهل البيت عليهم السلام وصيام شهر رمضان ومحاور اخرى كثيره على هيئة اسئلة واجوبة لها. لكني لم اجد فيها مثل هذه التصريحات التي جاء بها شيخنا البري، وللشيخ الصدوق كتب اخرى كثيرة منها من لا يحضره الفقيه، وكتاب المهدي وفضائل الاشهر وكلها او غالبيتها مطبوعة في ايران. فيا ليت شعري، اين قرأ الدكتور البري مثل هذه الاقاويل المرفوضة اصلا عند الشيعة الامامية وانا منهم.

حين أقرا مثل هذه التصريحات ان صحت، يؤخذني المقال الى بدايات القرن الاول الهجري، حين دُقت اول اوتاد خيام التفرقة بين المسلمين، حينما اعادوا اثارة عداوة بني هاشم مع بني عبد شمس، وايهما اصلح لحكم الامة، علما انهم اولاد عم ومن نسل واحد، والذي انتهى به المقام بأستشهاد الخليفة الثالث عثمان (رض) لاول مرة على أيدي المسلمين انفسهم، وتوالت الانشقاقات والاغتيالات التي ما سلم منها ولا خليفة من الراشدين ابداً.

صحيح ان الخلافات السياسية السابقة جرت الى الانشقاقات الكبرى والحروب المحلية كحرب الجمل وصفين والنهروان، والتي قادت اولى هذه الحروب السيدة عائشة زوج الرسول (ص) بمعية الزبير وطلحة والتي سميت بحرب الجمل، وانتهت بمقتل الزبير واعادة عائشة الى المدينة المنورة مكرمة تحت ظل الخليفة المكرم علي بن ابي طالب (ع) دون ان تمس بسوء، وهي في اكبر المواقف حرجا بخروجها على امام الامة المنتخب، والتي ندمت عائشة عليها فيما بعد (اقرأ كتاب المغازي )، لكن هذه المكرمة الاسلامية والاخلاق العالية للخليفة الصادق ابن ابي طالب لا يحلو للبري ذكرها املا في التقارب وابعاد البغضاء التي تقررت في النفوس.

go to top of page   ثم تلتها فتنة التحكيم بين علي ومعاوية وكيف وقف بعض الصحابة موقف الحياد بحجة ابعاد الفتنة، والاسلام لايعرف الحياد لعدالة الاسلام المطلقة مع الحق، بدعوى عدم المعرفة بوجهة الحق في الصراع والحيرة في الامر. ثم تلاه تيار الارجاء الذي خلف لنا الكتلة الساكتة في الاسلام والتي دمرت الاسلام والمسلمين فيما بعد.

ثم تلتها افكار الماوردي والغزالي وبدر الدين بن جماعة وابن تيمية وابن الازرق والطرطوشي، وكلها تدور حول خدمة السلطان لاخدمة حقوق الامة، متذرعين بأهل الحل والعقد الذين لا يعرف لهم من اصل قي انتخابهم.  ثم جاؤا بنظرية الضرورات تبيح المحضورات وادخلونا في نفق مظلم لا زلنا لم نستطع بعد اكثر من الف سنة من الخروج منه. وها ترانا اليوم نتقاتل بين سني وشيعي وعلماء الفساد والمفسدين يغذون النار حطباً لاستمرار اشعالها خدمة للسلطة والحاكمين.

go to top of page   نقول للشيخ الدكتور البري ان: من اساسيات البحث العلمي هو اعتماد النص من مصادره الاولية لا من مراجعة الثانوية، والدكتور البري استاذ جامعي عليه اتباع القاعدة العلمية في البحث العلمي قبل غيره ممن يعتمدون على ما تسمعه الاذان وتردده الالسن دون مصدر ثبت.  نقول له امامك نهج البلاغة وخطب الامام، هل قرأت نصا يدعوللشقاق مثلما تدعي، ام انك تعتمد على الشيخ الصدوق وكتاب الامالي والذي بين يدي ولا اصل فيه لما تدعي. حرام عليك ياشيخ وانت في هذا العمر ان تفتري على العلماء والشيعة لان الله لا يحب المفترين. فهم مسلمون مثلك ولهم في الاسلام باع كبير قد يفوق ما انت فيه والقرضاوي المفتري على الشيعة اليوم.

نحن نطالبكم باسم الاسلام الذي تدعون تمثيله، بأعلامنا باسم الكتاب الكامل وسنة الطبع ومكانه لعل الكثير اليوم ممن يزورون الكتب ويحشوا فيها على العلماء ماليس لهم فيه من أصل، لنعرف الحقيقة كل الحقيقة لنتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود، وتقبلوا منا فائق التقدير والاحترام.
 

Back Home NextBack to Homego to top of page