Back Home Next

 

معركة الطف قطب العبودية, رداً على حاتم عبد الواحد

آراء الكاتب

د.  عبد الجبار العبيدي
أستاذ جامعي
jabbarmansi@yahoo.   com


مقال عريض كتبه الكاتب حاتم عبدالواجد ونشرته جريدة كتابات الالكترونية اليومية بتاريخ 6 كانون الثاني 2009.

يقول الكاتب: ان موت صاحب الدعوة ويقصد محمد بن عبدالله (ص) قد رافقتها أنكفاءات كثيرة في جزيرة العرب، بدءً بحروب الردة وليس انتهاءً بواقعة الطف في كربلاء التي أسست اعمق أقطاب عبودية العربي.  ويقول ان دولة محمد التي نشأ ت في يثرب (المدينة المنورة حالياً) فقدت بريقها بفعل الفقهاء الذين كفروا كل الاسماء ان لم تكن مقرونة بالاسلام.

ويقول: لقد اخترعت دولة المدينة قاعدة جديدة في تعاملها اليومي او السياسي مع الاخرين، هي (النصر او الشهادة) التي بها اغتصبت الحقوق واحتلت الاراضي بلا تهديد ولا اعتداء على اراضي المسلمين او أموالهم من الاخرين.  فالفتوح لا تملك تبريرات جحافل جيوشها الا الثروة والسلطة واستعمار الاخرين.  اما الادعاء بنشر رسالة الاسلام للناس للمساواة بين الحقوق والواجبات وتخليصهم من الذل والعبودية، فهو أدعاء لا تدعمه الشواهد المادية ولا الوقائع على الارض، لان هشاشة الايمان بالعقيدة كان من المظاهر القوية الحضور في تاريخ الاسلام.

ويقول: ان الشهادة والشهيد والايمان والتصديق ما هي الا نصوص اسبغوا عليها فعل غياب العقل وانجراره نحو العاطفة الخرافة.  وان الجنة ومراتبها التي وعد بها المؤمنون ماهي الا مراتب ومنازل خارج العدل الالهي.  ويقول اذا كانت المرأة بكيدها العظيم تزول الجبال، وان عالم النساء من اهل النار، فكيف يوعد كل مؤمن بحوريات العين بلا عد ولا حصر، والولدان المخلدون كاللؤلؤ المنثور في الجنة، ألم يكن هذا تناقضاً؟

ويقول الكاتب الغاضب: لقد ابتلى اهل العراق بالمحن والمصائب منذ بداية الاسلام، فكانت حرب الجمل، عائشة وعلي،  وحرب صفين، علي ومعاوية، و وحرب النهروان، علي والخوارج.  وفي جميعها قتل من العراقيين الكثير وشرد أكثر، اهذا هو الاسلام، ام عدوان على النفس والناس كما يقول شيخ الازهر الحالي طنطاوي.

ويقول: ان علي واولاده ليسوا بعراقيين فلمَ نقيم لهم اضرحة التقديس وهم الغرباء عنا.  واذا كان الحسين قد رفض مبايعة يزيد كحاكم وسلطان فلمَ اتباعهُ الخُلص يبايعون اليوم المحتل وهو من غير دين أهل البيت؟ ان وجود قبور الغزاة عندنا اليوم نقدسها ونرصعها بالابهة والجلال لهو مشهد يجعل النفوس في الدرك الاسفل من العبودية.  الى هنا ينتهي قول الكاتب (مع التصرف) رافضا فكرة قبول احتضان الحسين وذكراه وما جرَ علينا من مأسي وهو غريب عن العراق.

go to top of page   وقرأت كتابا اخر لكاتب مصري اسمه توفيق ابو علم في كتابه الحسين بن علي،  يقول الكاتب المصري: لقد كان مقتل الحسين في العراق بسبب مطالبته بالخلاقة الشرعية للمسلمين، وانتزاعها من يزيد بن معاوية لانه كان افضل منه، لان الرسول همس بأذن الحسين معايير الاستقامة يوم ولدته فاطمة الزهراء حتى شب رجلا في ضميره شعورا يفيض ياحاسيس الفضيلة.  ثم يسرد الكاتب روايات خيالية لا تصدق حول الحسن والحسين لان المبالغة فيها واضحة والحسين وتاريخه الصحي ليس بحاجة اليها ولا تستند على نص ثبت. والدراسة بلا نص لا نصيب لها من القبول في عقول الباحثين.

هنا يتدخل الاستاذ الدكتور حسين مؤنس رحمه الله الاستاذ القدير في جامعة القاهرة سابقاً فيقول:
بادىء ذي بدء هل من حق الحسين بن علي ان يطلب الخلافة لنفسه دون الاخرين؟ رغم كونه شابا نقيا عاقلا هادئا، ويقول: ليس هناك من مسوغ الا لكونه ابن علي بن ابي طالب. ويسترسل، هل هذا كان يكفي لترشيحه للخلافة؟ يقول: لا، لانه ما كان بمقدوره ان يكون خليفة لدولة ناشئة قوية مثل دولة الاسلام دون مبدأ الشورى المخترق من يزيد، وليس قادرا على تحمل مسئولياتها. ويضيف ان يزيد كان اقل منه علما واخلاصا وكفاءة، وهو الاخر لا يستحقها.

هنا يتوقف الدكتور مؤنس ليقول ان العاطفة ركبتنا منذ البداية فأضعنا العقل والدراية، لان ما قاله الكاتب أبو عقل كلام خالٍ من المنطق والفائدة. ويعلل ذلك بأن الدول لاتقاد بالعاطفة ولا بالعشائرية او الانتمائية للرسول بل بالخبرة والكفاءة وحسن التدبر للامور، وان الرسول (ص) لم يوصِ لاحد ولوفعلها لجاز عليه الخروج على آية الشورى وهو غير مخول بالخروج عليها. فهل كان الحسين من هذا الطراز من الناس؟ وياليت العلماء والباحثين يجيبونا اجابات بعيدة عن الانحيازية والعاطفة الدينية.

go to top of page   وتعليقا على كل الذي كتب اقول: لو ان مسار الدولة فد سار وفق دستور المدينة المغيب عنا اليوم ومبدأ الشورى الحقيقي، لما لحق بنا كل هذا الذي لحق، فلا ردة حدثت ولا خليفة قتل ولا معركة بين المسلمين وقعت ولا مسلما استبيح وشرد ولا من آمة دمرت، وحل بها فقدان التوازن، وضياع الملك، حتى اصبحنا من اكثر امم الارض ضعفا ومهانة وقدرا.

نعم الدول تبنى وتتقدم بمقاييس حضارية ثابتة، لا بالاشخاص حتى ولو كانوا من احفاد الرسول، فالرسول لم يأتِ بدولة ليرثها الابناء والاحفاد، ولو سار عليها لخرج من مفهوم رسالة التبليغ الكبرى لعامة الناس. ولم يترك لنا نصاً ثابتاً بهذا، لان ليس من حقه ترك مثل هذا النص ابداً.

وحين اخترقت تبعها اختراق كل التفاصيل الاخرى فانبرى وعاظ السلاطين بين مبرر ورافض لكن الكل يدور في فلك السلطة لا العقيدة والتطبيق، وما من أمة تعرضت للتزوير والتبريراللاشرعي مثلنا في العالم ابداً. فوقعنا في وهم ما يريدون وحسبناهم كلهم مصلحون.

وها ترى اليوم امتنا الضائعة المنهارة بكل تفاصيل الانهيار لا تقوى امام مليوني مغتصب لحقوقها، فهل ان النص القرآني اصبح معكوسا ام ماذا، وعلى من تنطبق الاية الكريمة (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله والله مع الصابرين، البقرة 249).  فهل اليهود هم المؤمنون اليوم ونحن كفار خيبر؟ فليفتونا الفقهاء بالعقل لا بالعاطفة.

go to top of page   لقد علمنا التاريخ ان الحرية هي لب الحياة، وقد جاء بها النص القرآني، واضحاً يقول الحق:

وقل الحق من بكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين نارا، الكهف 29

 

ففرطنا بها، بعد ان اهملها السلف وحولها الى نصوص مقدسة يحرم الافتراب منها، فجعلونا في سجنها الحديدي الذي لا ينفصم.

bullet

وعلمنا ان العدالة هي الاساس (.... وأذا قلتم فأعدلوا ولو كان ذا قربى، الانعام152) فأبتعدنا عنها ونسيناها.

bullet

وعلمنا ان الشورى الحقيقة للناس هي الحكم الصالح (وشاورهم في الامر،آل عمران 159)، فلم نعترف بها.

bullet

وعلمنا ان محبة الاوطان والتفاني فيها هي النجاح يقول الحق:

ما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبون بانفسهم عن نفسه، التوبة 120

 

نزلت حين حاصره الروم من الشمال بعد مؤتة، فتركناها.  ولم تعد لها عندنا من وجود. حين جعلنا الوطن غنيمة، وقتله وسرقته رجولة، وتشريد اهله وبيع ارضه وعِرضه بطولة، وقتل ابنائه واطفاله ونسائه عزا وتفاخرا، لنبني قصرأ أو فندقاً عند الماجنين اصحاب اللارجولة.

bullet

وعلمنا ان حقوق الناس لا يعتدى عليها،  (ان الله لا يحب المعتدين)، فأعتدينا عليها دون مخافة الله والناس وكل الاخرين.

bullet

وعلمنا ان الاخلاص والوفاء هو الهدف، ( وأوفوا بعهدالله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الآيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا، النحل 91)، فرميناه خلف ظهورنا.

bullet

وعلمنا ان الثروة هي ثروة الجميع تقسم بينهم بالتساوي:

والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم، التوبة، 34

      فسلبانها لانفسنا بعيدا عن اصحابها الشرعيين.

bullet

وعلمنا ان على الخليفة او الحاكم ان لايستند على فتاوى رجال الدين ولا يخولهم حق الفتوى ولا يميزهم بلباس معين كما فعل رجال العهد القديم، بل بالقرأن الكريم يحكم وينفذ، فلم يطبق ما امرالله به الا ما كان يتطابق مع هواه ورأي رجال الدين. الذين يذكرونا بطاعة الحاكم وعدم الخروج عليه، على قاعدة (من خرج عن السلطان شبراً مات ميتة جاهلية).  فجعلونا خانعين. وهاهم القادة المنهزمين، خائفين مذعورين من اسرائيل والتمبل وكل الخائنين.

bullet

وعلمنا ان الجيش والسلاح هو للدفاع عن الامة،  لكننا جعلناه لنا لنتحصن به لقتال المواطنين، ألم تستخدم دولة الامويين والعباسيين، وكل اصحاب السلطة جيش المسلمين لقتال المناوئين والثائرين الخارجين على دولهم والتابعين، ألم يستبيح يزيد المدينة، وعلاوي الفلوجة والنجف (وجعلهم اسرى عند المخنثين). وفسروا كل من يعارض فهو خارج عن التشريع والمشرعين، ومادروا ان الفضيلة تنبع من القناعة الداخلية والشعورالدفين والضمير الحي الصادق، لا من التخويف والقسوة والتهديد والوعيد الذي لا ينتج عنه الا المخادعة والرذيلة والكذب على الاخرين.

bullet

وعلمنا ان القتل بدون ذنب محرم حرامة التحريم (من قتل نفساً بغير نفسٍ او فسادٍ في الارض فكأنما قتل الناس جميعاٍ،المائدة 32). ، وها هي اسرائيل المجرمة تقتل حتى الاطفال الرضع والشبوخ المسنين، ونحن نصفي كل المعارضين.

bullet

وعلمنا تقد ير العلماء ومكانتهم عند رب العالمين (انما يخشى الله من عباده العلماء، فاطر28). ونحن نقتلهم ولا من معين.  بعد ان اهملهم التراث واغدق العطاء على الشعراء المادحين والفقهاء الموالين وحول العلم الحقيقي الى علم دين. واصبحت اليوم الراقصات والمغنيات احسن من العالم الرصين. انها مهزلة القرن الحادي والعشرين.

 

ولم يبق لنا اليوم من شيء،  سوى أننا اصبحنا صفر اليدين، في قصورنا السوداء كالفئران الخائفة المرتعشة من مصيدة الصائدين نستكين، نأكل ونشرب ونلعب القمار على موائد المتزلفين، وليس لدينا الا ان نستجدي الاخرين. فأين انت يا عمر ياعلي ياحسين يازين العابدين، فهل نبقى من المنتظرين. البارحة كان المعتصم واليوم هل يظهر حمد آل ثاني ليعيد همة النائمين.

بعضنا يفتح حدوده على الاخر ليمرر المحتلين ليدوسونا بأقدامهم، عداوة وثأرا مثل السابقين، ليسرقوا ارضنا ومياهنا وهم فرحين مثل الشامتين، ومادروا انهم يأكلون في بطونهم نارا، لانها اموال الفقراء والمساكين المغلوب على امرهم والمقعدين، ولانهم من الخارجين على الشرع والقانون والقرآن المبين. فلن يهنئوا في عيش ويناموا آمنين، وكأن داحس والغبراء عادت الينا بعد حين، وبعضنا يغلق حدوده مع جيرانه المسلمين، حتى يسقطهم من اجل المعتدين، حفاظاً على ما قد يلحق به من أذىً المتغطرسين.  ويا لها من كارثة تحيط بنا، الم يستجدي كل العرب اسرائيل، وهي من الرافضين، وهل من عزة بقيت لنا وكرامة ظلت معنا واسلام نتباهى به واطفالنا يقتلون ونساؤنا تستباح وارضنا تغتصب ونحن لا زلنا من الخائفين، وقادة السلطة في رام الله وجمهرة الخانعين يصافحون أولمرت وليفين وكل القتلة المجرمين. أحكام هؤلاء يستحقون حكم العرب والمسلمين، أم سقطت عنهم شرعية الدين؟ أنهم لا يستحقون حكم الصادقين الشرفاء الصامدين. انها انتقام الناكثين بالله والقسم والوطن والمواطنين. انه مشهد يكاد ينطق بصوت الكارثة القادمة من وراء حجب الليل البهيم.

go to top of page   ولكن فات على الكاتب ان يكون منصفا حين يكتب، ومعتدلا صادقاً حين يحكم، لانه مادرى ولا قرأ ان هذا الحسين الذي يستخسر احتفال اهل العراق به (بغض النظر عن الشعائر التي لاتروق له او التصرفات المجافية للشرع من اتباعه)، هو الذي قوض بفكره وبثورته اركان الدولتين الاموية والعباسية.  صحيح ان يزيد بن معاوية استطاع ان يحكم وينتصر عليه ويقتله مع من كانوا معه، لكنه لم يستطع ابدا ان يقتلع مبادئه من رؤوس الناس.  قظلت تسري في المخلصين كالهشيم حتى ابادت الامويين والعباسيين ً.

قتل الخسين في معركة الطف وجاء يزيد مزهوا بالانتصار بعد ان اخذ زينب البتول للشام مقيدة اسيرة حتى ظن هو ومن معه ان الملك قد استقر لدولة بني امية.  لكن ما ان مضت ايام او شهور حتى مرض يزيد ليموت موت كل الخائبين، وليرفض ابنه معاوية الثاني خلافة المسلمين، لأعتقاده ببطلانها، لتسلم الى آل مروان القساة ليحكموا اكثر من سبعين سنة والمعارضة الحسينية والفكر الحسيني يحيط بهم من كل جانب، بعد ما قاموا به من تصرفات مجافية للشرع مما دعاهم الى اللجوء الى العصبية القبلية ضد العلويين الذين اقلقوا مضاجعهم وجعلوهم في اعين الناس لا يمثلون راي الامة، وما اقره الشرع في اقامة الجماعة الاسلامية على اساس من الاخوة وما امرت به الشريعة في المحافظة على وحدتها وامنها.

فكانت الثورات العلوية التي حملت فكر الحسين وزينب وكل الرهط الذي قتل في كربلاء، متمثلا بحركات اصحاب الحسين في البصرة، وابن الزبير في الحجاز، وثورة المختار بن ابي عبيدة الثقفي في الكوفة، وحركة عبدالله بن الجارود، وخروج قبائل الازد في عمان،  وعبد الرحمن بن الاشعث، وحركات اخرى كثيرة، رفعت شعار الحسين في مقاومة الظلم وتحقيق العدالة الاجتماعية، حين وصفت تلك الحركات حكم الامويين بالجور والظلم. فكانت بداية النهاية لحكم الامويين في عام 132 للهجرة، حين سقطت الدولة الاموية التي بنيت على اساس البقاء الدائم لها، وقتل اخر خلفائها مروان بن محمد الجعدي في قرية بوصير المصرية وتشتت العائلة الاموية والملك الاموي بفضل راية الحق التي استعرت في النفوس التي حملها الحسين بن علي.

go to top of page   وحين استلمت السلطة من قبل العباسيين وأنحرفت القيادة العباسية عن المسار وراية العدالة التي رفعتها ووصلت بها الى السلطة وقف العلويون حاملي شعار الحسين بوجههم، ومن يطلع على الرسائل المتبادلة بين المنصور العباسي ومحمد ذو النفس الزكية، يرى عمق التأ ثير الحسيني في تلك الرسائل حين يقول ذو النفس الزكية العلوي للمنصور العباسي: 

نحن اولى بكم بالامر (ويقصد الخلافة) (فالحق حقنا وعلي جدنا وثورة الحسين بن علي رايتنا، فكيف ورثتم الخلافة وولده احياء، الطبري ج8 ص568)

وحين يشتد الصراع العلوي العباسي يرفع العباسيون السيف بوجه العلويين حتى قتل من قتل وشرد من شرد وظلت الدولة في سجال معهم لم تنم ولم يغمض لها جفن من عين، لكنها فشلت وان قتلت الامام  ذو النفس الزكية والامام موسى بن جعفر الصادق وكل الاخرين لكن ثورة الحسين وراية الحسين وفكر الحسين كان فيهم امضى من السيف. لانها العدالة التي لا تقهر.

لصاحب هذا الفكر النير والعقيدة الصادقة والوطنية التي قل نظيرها تستخسر يا حاتم عبد الواحد على العراقيين دفنه بارضهم التي تشرفت به وتزكت بدمه الطاهر واصبحت مصدر رزق لهم من محبيه الى ابد الابدين. بوركت ياكربلاء المظاليم، يا ارض الطهر والنور مدفناً للامناء الصادقين. وخسئت أقلام المناهضين للحق والعدل والمكافحين. 

لكن بقيت في نفسي نقطة لا بد من ذكرها هو ان التغيير الاخير بعد 2003 الذي رفع شعار الثورة الحسينية العظيمة لم يقفِ بوعده لها، ولم يطبق شعارها ولم يحسن ادارتها، فظل لاهيا بما أفرزته عليه اراء الاخرين الطامعين بسلطتها، الا لو استغلت المبادىء الحسنينبة قولا وتطبيقا لاصبحت الدولة لا مثيل لها، فنأمل التعامل مع مبادئها لا مع نظرياتها والا سنخسرها فعلينا حذرها؟

لا ياحاتم لا تتجاسر على اهل البيت ومبادئهم الشريفة فهم آوتاد الارض وهم كانوا ولا زالوا وسيبقون في صدور الناس أهيب من الاسد، لا لانهم من اهل البيت لكنهم ماخانوا أمانة ولا تقاعسوا عن واجب ولاتهاونوا في وطن؟ فسلام على المخلصين للمبادىء والاوطان وعلى كل المجاهدين الصادقين.
 

Back Home NextBack to Homego to top of page