Back
to Subject-Page
مع الاربعيـــــن
آراء الكاتب
نــــــــــــــــزار حيدر
NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM
الاعلام الطائفي تعامل بكيدية أموية مع الاربعين
قال نــــزار حيدر ان عظمة ذكرى الاربعين، من عظمة المستذكر(بفتح الكاف) في هذا اليوم، الا وهو سيد شباب اهل الجنة الحسين بن علي بن فاطمة الزهراء بنت
رسول الله (ص) السبط،
وان عظمة المستذكر من عظمة التضحية التي اقدم عليها في كربلاء في عاشوراء عام (61 هـ)
وان عظمة التضحية من عظمة الهدف والانجاز الذي تحقق، الا وهو حفظ الاسلام الذي بعثه الله تعالى هدى للناس، والذي ضحى من
اجل تبليغه، رسول الله والصحابة الميامين على مدى (23) عاما، فلأن الحسين عليه السلام، انجز اعظم ما يمكن تحقيقه بتضحية،
لذلك تاتي ذكراه كل عام كاعظم ما يمكن، بالرغم من كل هذه الحرب الشعواء التي تعرض لها، ولا يزال، منذ استشهاده ولحد الان.
واضاف نــــزار حيدر، الذي كان يتحدث في برنامج حواري مباشر بثته قناة (الفرات) الفضائية، في ذكرى اربعين
الامام الحسين عليه السلام:
لقد تعامل الاعلام الطائفي مع هذا الحدث العالمي العظيم، ومع الذكرى والحشود المليونية، بكيدية اموية، فكان المصداق البارز لقول العقيلة زينب الكبرى سلام الله عليها، عندما خاطبت
الطاغية يزيد بن معاوية بقولها:
{فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك}
فلقد كاد الاعلام الطائفي اشد ما يكون الكيد ضد احد من العالمين، كما انه بذل كل ما بوسعه لاخفاء الحقيقة، فيما نصب
العداء لهذه الحشود بطريقة مذهلة، فهو، اذن، الامتداد الطبيعي للنهج الاموي المضلل (بتشديد اللام الثانية وكسرها) الذي سعى الى غسل ادمغة المسلمين لدرجة انهم تساءلوا، عندما سمعوا
بخبر استشهاد الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، اخو رسول الله (ص) ونفسه التي بين جنبيه (أو يصلي علي بن ابي طالب؟) فما الذي اتى به الى محراب الصلاة في المسجد؟ ظنا
منهم بانه لم يكن يصلي.
ان الاعلام الطائفي لم يتعامل مع حدث الملايين بمهنية، وانما بكيدية مطلقة،
وكلنا يرى كيف ان هذا الاعلام يسارع الى نقل صورة عشرة اشخاص يتظاهرون في مكان ما من هذا العالم، بحجة ان الاعلام مهنة، من
مسؤوليتها نقل الصورة بغض النظر عن معناها او رسالتها، الا انه لم يفعل الشئ نفسه مع حدث الاربعين ابدا، وان دل ذلك على شئ، فانما يدل على انه تعامل بطريقة كيدية مع سبق الاصرار، وانه
تعامل مع الحدث بموقف عدواني مسبق، فلم يكن محايدا، ولم يكن مهنيا، كما لم يكن اعلاما، وانما دعاية تحمل في طياتها مواقف سيئة.
واستطرد نـــزار حيدر يقول:
اذا نظرنا الى هوية الاصحاب العظام الذين استشهدوا مع الحسين عليه السلام في كربلاء، وفيهم المسلم والمسيحي، الشيعي والسني، الحر والعبد، المراة والرجل، الطفل الرضيع والشاب والكهل
والشيخ، واذا قرأنا بانصاف الاهداف التي ضحى من اجلها الحسين السبط، فسنعرف ان ثورته كانت انسانية اولا واخيرا، من اجل كل الناس في كل آن ومكان، كما هو الاسلام الذي يصفه رب العزة
والجلال بـ
{شهر رمضان الذي انزل فيه القران هدى للناس}
فيما يصف نبيه الكريم (ص) بقوله عز وجل
{وما ارسلناك الا رحمة للعالمين}
وكذلك تضحية الحسين السبط، وهي ستبقى هدى للناس ورحمة للعالمين، لمن القى السمع وهو شهيد، وان من يريد ان يسجن كربلاء في اطر الطائفية
الضيقة فيعتبر الامام الشهيد لجماعة دون اخرى، فانه واهم، وهو على خطا وخطل كبير، اولم يقل الزعيم الهندي الماهاتما غاندي
{تعلمت من الحسين كيف اكون مظلوما فانتصر}
الحسين، اذن، مدرسة لكل الناس ولكل البشرية، ما سمع بقصته وتضحيته أحد الا وتاثر به وتبناه كفكر وكمبادئ وكقيم وكرمز
وكمعلم.
عن الحشود المليونية،
ان الذين زاروا الحسين عليه السلام في كربلاء باجسامهم، قدر عددهم بعشرة ملايين، اما الذين زاروا الامام بارواحهم وعواطفهم وقلوبهم فكل البشر في هذا العالم، الا اللمم، ممن لا يعي
كربلاء، ولا يفهم الحسين، فلقد تناقلت وسائل الاعلام في العالم، المقروءة منها والمرئية والمسموعة، بالاضافة الى مواقع الانترنيت، صور الذكرى، ومشاهد الحشود، والتي مثلت رقما قياسيا
لاكبر تجمع جماهيري في العالم، ما يؤهلها، وبامتياز، لان تسجل في موسوعة (جينيس) للارقام القياسية.
عن رسالة هذا الحشد المليوني،
ان الحشد مثل البشرية باجمعها، وبصورة حضارية قل نظيرها، وهو رسالة واضحة لكل من يناصب الحسين عليه السلام العداء، رسالة تقول، بان الحسين باق باق باق، رغم انف الطغاة، فبالرغم من كل
ما يتعرض له السبط من حرب شعواء لطمس أثره ودرس معالمه، الا ان الذكرى تتجدد عاما بعد عام، بل تزداد قوة عاما بعد عام.
لقد تعرضت بعض الذكريات الى معشار ما تعرض له الحسين عليه السلام، فلم يبق منها اثر يذكر، فنسيها التاريخ الى غير رجعة، اما الحسين عليه السلام، فقد تعرض الى كل انواع الحرب
التضليلية، وعلى مدى (14 قرنا) الا انه بقي شامخا وان مآذنه تناطح السماء، وكلنا يتذكر ما فعله الطاغية المقبور ونظامه الشمولي الاستبدادي البائد صدام حسين، فاين الطاغية واين الحسين
عليه السلام؟
كما
نتذكر، بهذه المناسبة، انتفاضة العشرين من صفر عام (1977) والتي تحدت فيها الجماهير المؤمنة قرارالطاغوت القاضي بمنع زوار الحسين عليه السلام من الذهاب الى كربلاء في ذكرى
الاربعين، الا ان ارادة الامة كانت هي الاقوى، فتحدت واستشهدت وسجن من سجن، من اجل هذا اليوم، الذي نرى فيه كيف ان كل قطرة دم لشهيد سقط في ساحة المواجهة بين مدينتي النجف الاشرف
وكربلاء المقدسة، تحولت الى مؤمن يتحدى ويواجه، بالرغم من كل الصعاب والظروف القاسية.
Back
to Subject-Page