Back Home Next

 

لكي نوحد صيامنا واعيادنا

اراء الكاتب

الدكتور عبد اللطيف الجبوري

alaljibury@yahoo.com

 

لا يحفى على احد بانه قد بات من ضرورات الحياة العصريه ان  يتفق المسلمون المنتشرون في ارجاء المعموره على مواعيد موحده لبدء صيامهم واعيادهم لاسباب عدة منها: 

  1. لقد اصبح من الضروري معرفة تواريخ ايام الاعياد والمناسبات الدينيه مسبقا وذلك كي يستطيع المسلمون برمجة حياتهم والمستلزمات الاخرى المتعلقه بهذه المناسبات لمواكبة متطلبات العصر الحاضر والمستقبل.

  2. في المعرفه المسبقه لتواريخ المناسبات الدينيه يساعد المسلمين في البلدان التي يكون فيها المسلمون اقلية ان تقوم الحكومات في تعيين هذه المناسبات وجعلها من العطل الرسميه كي يستطيع المسلمون التمتع بها ضمن القانون.

  3. ان في الاحتفال بالمناسبات الدينيه من قبل المسلمين في نفس الوقت يسبغ على المسلمين ثوب الوحده والضهور بالمظهر الحضاري المواكب للعلم والتقدم التكنولوجي الذي يشهده عالمنا الحاضر.

 

 داب المسلمون في الاصرار على تعيين اول يوم من الاشهر القمريه اعتمادا على رؤية الهلال الوليد بالعين المجرده وذلك حسب قول الرسول (ص) " صومو لرؤيته وافطرو لرؤيته".

 

go to top of page   ان اسلوب رؤية الهلال الوليد بالعين المجرده يؤدي في كثير من الاحيان الى نتائج متناقضه، اذ ان الرؤيا تتاثر بمكان الناظر وكذلك بحدة نظره بالاظافه الى الظروف الجغرافيه، الاضائه وكذلك الظروف الجويه. وفي كثير من الاحيان ينتهي المطاف الى ان رؤية الهلال الوليد قد يشهدها الناس على مدى ايام مما يؤدي ذلك بان يحتفل المسلمون في البلد الواحد بايام مختلفه وكل يدعي بانه هو الصائب. هذا بالاضافه الى ان الهلال الوليد قد يمكن مشاهدته في بقعه معينه من بقاع العالم ولسبب هندسي فانه لايمكن رؤيته بجزؤ اخر من العالم.

 

ان الشاهد اللذي يدعي رؤية الهلال الوليد بالعين المجرده انما ينقل حدثا مفترضا في احسن الاحوال. ولكن رؤية الهلال بواسطة الاجهزه العلميه و الحسابات العلميه الدقيقه هي نتيجه حتميه ومؤكده ولا تقبل الى الشك، بينما شاهد الحدث يكون مفترضا والافتراض قد لا يتفق و حقيقة الواقع..

 

ولما تقدم فانه من المتوقع ان يحصل التباين في واقع ظهور الهلال عند تعيينه بواسطة العين المجرده. وهذا فعلا هو واقع الحال الذي نعيشه دوما عند حلول شهر رمضان فتعيين يوم بدء الصيام وكذلك عند تعيين يوم الافطار وبدء عيد الفطر المبارك او عند تعيين اليوم الاول من عيد الاضحى.

 

go to top of page   ان المسلمين في زمن الرسول (ص) لم يكونو على معرفه في الحسابات الكونيه و بالذات لم يكونوا على معرفه باوقات مسيرة الشمس او القمر. ولهذا السبب فقد نصحهم الرسول (ص)  باستخدام الرؤيا بالعين المجرده في بدء الصيام وانتهائه احسانا منه كي يرفع الخجل عن المسلمين انذاك وذلك لجهلهم بحساب مسار الشمس والقمر.

 لقد ابلغنا الباري عز وجل في سورة الرحمن الايه 55 " الشمس و القمر بحسبان". وهذا يعني بكل وضوح ان الشمس والقمر يسيران  بهيئة محسوبه وذلك بقدرة وخلق الباري عز وجل. وكما جاء في نفس السوره في الايتين 3 و 4 " الرحمن خلق الانسان" علمه البيان."  اي ان الله جل شانه قد خلق الانسان واضفى عليه ملكة التفكير والتبصر لتفهم الامور واستيعاب خلق الله وفهم اياته وتطبيقها والاستفادة منها. فنخن ملزمون كبشر ان نعي هذه النعمه ونتبع ما امرنا الله به بان نستغل هذه الملكه في حياتنا اليوميه بما فيها القيام بواجباتنا الدينيه.  وحيث ان الانسان قد توصل في وقتنا الحاضر الى حساب شروق وغروب الشمس والقمر بصورة متناهيه في الدقه –والذي لم يكن متوفرا من قبل قي زمن الرسول (ص)– تمكننا من معرفة وقت ابتداء الشهر القمري ونهايته حيث اصبحت هذه المعلومات والحسابلت معروفة لدى الجميع.    كما ان الرسول الكريم قد اشار لنا في سيرته باهمية العلم والمعرفه لتبصر الامور واستغلال الفكر في امورنا الدنيويه حيث رد على احد صحابته عندما ساله "ما هي سنتك يا رسول الله؟" فاجاب: المعرقة راس مالي والفكر اساس ديني والحب قاعدتي والتطلع مركبتي وذكر الله انسي والحزن رفيقي والعلم سلاحي.

 

عند نزول القران الكريم لم يكن العلم قد توصل الى الحسابات الدقيقه لمعرفة اوقات طلوع القمر وغيابه. كما لم تكن انذاك وسائط النقل وبث المعلومات بالسرعه التي نشهدها الان. لذا فقد امرنا الرسول باستخدام العين المجرده لمعرفة طلوع الهلال وبالتالي تحديد مواعيد بداية الاشهر القمريه ونهايتها. وطريقة العين المجرده هي افضل الطرق انذاك والمتوفره للخلق جميعا كل من موقعه المعهود لتحديد المواعيد الزمنيه في بدا شهر الصوم ونهايته وموعد الحج وكافة المواعيد الاخرى.

 

go to top of page    ان الطريقه العلميه في تحديد موعد بداية الشهر القمري لا تتعارض والهدف في الاعتماد على الاشهر القمريه لتكوين التقديم القمري وكما جاء بالايه الكريمه ( 9:36) " ان عدة الشهور عند الله اثنى عشر شهرا في كتاب يوم خلق السماوات والارض.." فكلاهما يبغي نفس الهدف وهو اثبات تقويم الاشهر القمريه وتوخي الدقه في هذا الاثبات. اضف الى هذا كون الاسلام دين عالمي. اذ لم يحدد مكان رؤيا القمر بمكان او منطقه معينه، فان اعتماد تحديد موعد ولادة هلال الشهر القمري وكونه حدث عالمي لا يتعارض بتاتا و كون الاسلام دينا امميا بل يساهم في تعميق هذه الفكره الرائده.

 

لذا وبعد ان خرجت الامه الاسلاميه من جهلها واصبحت على علم بان مسيرة الشمس والقمر يمكن حسابها بدقة متناهيه لذا فقد اصبح لزاما علينا ان نستخدم التكنولوجيا الحديثه لمساعدتنا في الحصول على المواعيد الدقيقه والمتوفره للتعرف على بدء وانتهاء الاشهر القمريه بدقة متناهيه ولله الحمد. خصوصا وان هذه التكنولوجيا لاتتعارض مع الطرق البدائيه القديمه والتي لم تعد الحاجه اليها الا اللهم في اماكن المعموره التي لا تتوفر فيها هذه التكنولوجيا الحديثه حيث يمكن لمسلمي تلك الاماكن النائيه ان يستخدمو اسلوب الرؤيا بالعين المجرده لتعيين يوم صومهم ويوم نحرهم..

 

لقد اصبح الاسلام والحمد له منتشرا في اركان المعموره واصبحت طريقة مشاهدة الهلال بالعين المجرده تعطي نتائج متباينه اعتمادا على مكان المشاهد وكذلك الموقع الجغرافي والحاله الجويه الى اخره من المتغيرات المعروفه والتي تؤثر تاثيرا مباشرا على نتيجة الرؤيا كما ذكرنا انفا.

 

go to top of page   فعلى سبيل المثال لا الحصر دعنا نستعرض ما حدث من خلاف مخجل حول موعد عيد الفطر المبارك هذه السنه وهي سنة 1428 الهجريه والكل يدعي بان رؤية هلال شوال كان الاساس في تعيين اليوم الاول من عيد الفطر! لقد قرر بعض المسلمين ان يوم الثلاثاء المصادف 30 ايلول من سنة 2008 الميلاديه هو اول ايام العيد. بينما قررت جماعه اخرى بان يوم الاربعاء المصادف 1 تشرين الاول هو اول ايام العيد. ولزيادة الطين بله قررت جماعه ثالثه بان يوم الخميس المصادف 2 تشرين الاول هو اول ايام العيد. فان دل هذا التباين الصارخ على شيئ فان ذلك يدل على ما اشرنا اليه سابقا وهو عدم الامكان من الاعتماد على الرؤيا بالعين المجرده كوسيله لتعيين مولد الهلال اذ ان الرؤيا بالعين المجرده هو حدث محتمل وليس واقعا قطعيا. هذا بالاضافه الى ان الشهود الذين شهدو برؤية الهلال الوليد كانوا يشهدون برؤية حدث محتمل تكرر لثلاث مراة وعلى مدى ثلاثة ايام متواليه. ان هذا التباين هو بحد ذاته اكبر برهان على مانقوله.

 

فلو فرضنا تفاؤلا منا باعتماد الاسلوب العلمي في تحديد صيامنا و موعد اعيادنا فسيكون :

اليوم الاول من رمضان لسنة 1429 هجريه هو يوم الجمعه 21 اب ، اوغسطس سنة 2009 ميلاديه واول يوم من عيد الفطر سيكون يوم السبت المصادف 19 ايلول ، سبتمبر سنة 2009 .

 

ولما تقدم فقد ان الاوان ان يعتمد المسلمون الاسلوب العلمي في حساب موعد الهلال الوليد  لتعيين اليوم الذي يصوم فيه كافة المسلومون في اركان المعموره بنفس اليوم ويفطرون بنفس اليوم ويحتفلو باعيادهم الدينيه بنفس اليوم  خصوصا وان  هذه الحسابات العلميه والتي اشار اليها القران والسنه لا تتعارض وما جاء بالقران والسنه روحا ومنهجا ليتوفر للمسلمين الحل الذي كانوا يحلمون به في تعيين اوقات صيامهم واعيادهم. ان حل المشكله في ايدينا ولم يبق لنا سوى التطبيق والتوكل على الله شاكرين له نعمه ضاهرة وباطنه..

 

عبد اللطيف الجبوري

دانفل ، كاليفورنيا

2009-02-10

 alaljibury@yahoo.com


 Back Home NextBack to Home Pagego to top of page