Back
to Subject-Page-Page
صحيفة عكاظ -مكاشفات أجراها: عبدالعزيز محمد قاسم مع
سماحة السيد محمد حسين فضل الله المرجع الشيعي اللبناني
6 / 3 / 2008م
• لم يثبت عندنا أن الأئمة أفضل من الأنبياء بل إن النبوة هي تعلو كل موقع آخر
• لو درست دعوة محمد بن عبدالوهاب كنظرية إسلامية في الاجتهاد الإسلامي ويقابلها الطرف الآخر سنجد ما نلتقي عليه
• ليس لنا أن نتوجه لأي نبي أو أي إمام بطلب قضاء الحوائج لأن الله وحده الرزاق
• بعض إخواننا من أهل السنة يكفروننا ويقولون أن اليهود والنصارى أفضل من الشيعة
• الأنبياء والأئمة لا يعلمون الغيب وقد اختص الله وحده به
• الروايات التي رويت في حادثة الضلع أغلبها ضعيفة ولا يمكن الاعتماد عليها
• لا تزال الفتاوى المغرضة تصدر بحقي من المرجعيات الشيعية بسبب اجتهادي في تضعيف حادثة الضلع
• الحوار بشكل مباشر بين السنة والشيعة يقرب المسألة نفسيا وعقليا وفكريا
حرّم سماحة السيد محمد حسين فضل الله المرجع الشيعي اللبناني في ثالث مكاشفاته سبّ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمهات المؤمنين رضوان الله عليهم جميعا، وقال إن السبّ يمثل
انحرافاً عن الخط الإسلامي الأصيل. وتطرقت المكاشفة إلى بعض آراء سماحة السيد فضل الله في قضايا شيعية داخلية أثارت نقمة المرجعيات الشيعية الأخرى، والتي أصدر بعضهم فتاوى بتضليل السيد
فضل الله، وعلق عليها بأن تلك الفتاوى لا تزال تصدر ضده بسب اجتهاداته وآرائه المعتدلة.
ودعا فضل الله السنة والشيعة إلى الحوار بشكل مباشر لأن ذلك أدعى إلى تهيئة أرضية نفسية للحوار
الفكري والعقلي، وأجاب سماحته عن مسألة التقية، وقال أنه يطبع كتبا بالآلاف ولا يمكن أن يندرج ذلك ضمن مبدأ التقية، والى تفاصيل المكاشفات:
• سأبدأ هذه الحلقة سماحة السيد بمحور رئيس وفاصل حيال موضوع الاختلاف بين السنة والشيعة، وقصدت موضوع لعن وشتم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عليهم رضوان الله جميعا. هل ترى سبّ
ولعن هؤلاء الصحابة الكرام بما فيهم أبو بكر وعمر وعائشة رضوان الله عليهم؟
الجواب:
المسألة تتحرك من خلال التراكمات التاريخية والتفاعلات الشخصية فكما نجد أن هناك من بعض الشيعة من يبررون السب واللعن، نجد أن هناك من بعض إخواننا من أهل السنة من يكفرون الشيعة حتى أنني
سمعت من بعضهم أن اليهود والنصارى أفضل من الشيعة
- أنا شخصياً أحرم سبّ أي صحابي كان، لأن الله سبحانه وتعالى تحدث عن الصحابة ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ
تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا﴾ ولكننا عندما نتحدث عن مسألة الإمامة والخلافة فلنا رأي فيها معروف. وبالنسبة للسبّ فقد قلت أن هذا يحرم على
أي مسلم، وأنا أسجل هذا في كل استفتاء يأتيني: يحرم أن نسبّ أي صحابي بما فيهم الخلفاء الراشدين، وأنا انقل كلمة عن الإمام علي عندما كان في طريقه إلى صفين وسمع قوماً من أهل العراق
يسبون أهل الشام قال «إ إني أكره لكم أن تكونوا سبّابين، ولكن لو وصفتم أفعالهم وذكرتم حالهم لكان أصوب في القول وأبلغ في العذر وقلتم مكان سبكم إياهم اللهم أحقن دماءنا ودماءهم وأصلح
ذات بيننا وبينهم وأهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به».
وهذا النص موجود في نهج البلاغة، وكذلك أحب أن أنقل في هذا المجال في طريقة الإمام علي مع الخلفاء الذين يعتقد الشيعة أنهم هم الذين تقدموه في حقه. يقول في نهج البلاغة في كتابه لأهل
مصر«فما راعني إلا انثيال الناس على أبي بكر يبايعونه فأمسكت يدي حتى إذا رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام يدعون إلى محق دين محمد فخشيت إن أنا لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه
ثلماً أو هدماً تكون المصيبة به علي أعظم من فوت ولايتكم التي إنما هي متاع أيام قلائل يزول منها ما زال كما يزول السراب أو كما يتقشّع السحاب فنهضت في تلك الأحداث حتى زاح الباطل وزهق
واطمأنّ الدين وتنهنه».
لذلك نحن نقول و نسير في مسألة الخلفاء كما سار به علي بن أبي طالب الذي كان منفتحاً عليهم وكان يعاونهم ويشير عليهم بكل ما لهذه الكلمة من معنى، وهناك حديث عن الإمام جعفر الصادق عليه
السلام يخاطب به بعض المسلمين من الشيعة «ما أيسر ما رضي الناس منكم، كفوا ألسنتكم عنهم». وكان يقول: «ولدني أبو بكر مرتين». أما أمهات المؤمنين فنحن نحرم سبهن، حتى لو أخطأن في قضية حرب
الجمل. نقول لا بد من إكرامهن اكراماً لرسول الله ، وأنا أنقل بيتاً من قصيدة لأحد علمائنا المتوفى قبل مئة سنة واسمه السيد محمد باقر حجة الإسلام. يقول:
فيـا حميـرا سـبّـك مـحـرم لأجل عين ألف عين تكرم
ولذلك نحن نحرم سبّ أمهات المؤمنين والإساءة إليهن كما نحرم سب الصحابة وأصدرنا فتوى انتشرت في العالم.
معارضة في الأصل أم مراعاة
• هنا سماحة السيد، هل هذا الموقف الذي قلت للتو نابع من معارضتك لمبدأ السبّ. أم نابع من مراعاة مشاعر أهل السنة، أم أنه نابع من إيمانك وقناعتك بعلو مكانة هؤلاء الصحابة الأكارم؟
الجواب:
هذا ينبع من الخط الإسلامي الأصيل الذي نؤمن به لأنه لا يجوز سبّ أي مسلم ولاسيما إذا كان صحابياً وأن السبّ يمثل انحرافاً عن الخط الإسلامي الأصيل.
• ولكننا سماحة السيد حين نتحدث مع عقلاء الشيعة عن الوقيعة في الصحابة يقولون: هذا موقف للغلاة من أهل مذهبنا. وليس موقفاً للمذهب نفسه. لكن الإشكال إزاءنا أننا نجد الإزدراء بالصحابة
في مصنفات أركان المذهب الكبار كالمفيد والمرتضى والطوسي وابن طاووس والحلي وغيرهم. بل نجد في جميع كتب العقائد الشيعية أن الإيمان الموجب لدخول الجنة لا يصح دون الإيمان بإمامة علي
وعصمته. ومقتضى هذا نفي الإيمان الحقيقي عن أبي بكر وعمر وعثمان ومن دونهم. فهل يمكن اعتبار أولئك الكبار من الغلاة؟
الجواب:
من الطبيعي أن هناك من خلال التراكمات التاريخية والتفاعلات النفسية الشخصية تركت تأثيراً سلبياً بالنظرة إلى الخلفاء انطلاقاً من علاقتهم بأهل البيت التي يعتبرها الشيعة مسألة ظلامة
لأهل البيت. ولكن نحن نتصور أن المسألة تتحرك من خلال التراكمات التاريخية والتفاعلات الشخصية فكما نجد أن هناك من بعض الشيعة من يبررون السب واللعن، نجد أن هناك من بعض إخواننا من أهل
السنة من يكفرون الشيعة حتى أنني سمعت من بعضهم أن اليهود والنصارى أفضل من الشيعة لأن اليهود والنصارى أهل كتاب والشيعة من المشركين.
هناك تراكمات لا بد لنا من أن نعالجها، ولذلك أنا كنت أقول إن دعوتي للوحدة الإسلامية وللحوار الإسلامي الإسلامي تنطلق من أننا نستطيع أن نصحح الأخطاء والتعقيدات فيما بيننا لدى هذا
المذهب أو ذاك من خلال موقع اللقاء أكثر مما ينطلق ليقرأ كتابا ويتحدث بطريقة سلبية. إن الحوار بشكل مباشر يؤدي إلى جو حميم يمكن أن يقرب المسألة من الناحية النفسية ويقرّبها من الناحية
العقلية الفكرية.
• سماحة السيد أنت طلبت مني أن أكون صريحا وقلت لي بأنك ترحب بالحوار مهما كانت درجة صراحته، لا أخفيك وأنا مشتغل بمسألة التقارب أن التصورات عن الصحابة الكرام هي العائق الأساس بين
السنة والشيعة. وأنا بصفتي سنياً معظماً لمقام أولئك الكرام، وعارفاً بقدرهم في دين الإسلام أجد صعوبةً شديدة في قبول من يتبنى مثل هذا الشتم والسبّ.
للتو قلت أنت عن الصحابة أنك لا تسبهم، ثم قلت: «لكننا عندما نتحدث عن مسألة الإمامة والخلافة فلنا رأي فيها معروف». هذا الرأي المعروف هل يقتضي أنهم غادرون أو متآمرون -عياذا بالله- جاحدون لعهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأنهم طلاب زعامة ومفترون على دين الإسلام بإنكار مبدأ الإمامة الكبير الذي عهد به النبي صلى الله عليه وسلم إليهم؟ وما رأيك سماحة السيد لو سمعت
من يصم علياً بمثل هذا؟
الجواب:
أنا لا أوافق في الجدل العلمي أن يُتحدث عن بعض المصطلحات المثيرة في هذا المجال. إن مسألة الشرعية وعدم الشرعية تخضع لجدل علمي موضوعي. هل أن هؤلاء يملكون الشرعية أم لا؟ أمّا لماذا
أخذوا الخلافة؛ فربّما كان هناك بعض الآراء التي ترى شرعية ذلك، وبعضها لا ترى ذلك. أنا أعتقد أن الحديث عن هذه المصطلحات المثيرة لا يُراد بها إلا عنصر الإثارة والبعد عن اللغة العلمية.
وأما ما تذكره أخيراً عن وسم الإمام عليّ ، فإنّنا نردّ عليه ولكنّنا لا نكفّره.
• هلا تكرمنا سماحة السيد بذكر أسماء لعلماء شيعة كبار متقدمين ومتأخرين تخلو تقريراتهم من الوقيعة في الصحابة الكرام، كي نستشهد من جهة بها على من يسبون الصحابة وكي نشهرها من جهة أخرى
تجاه من يرفضون ولا يرون التقارب من السنة؟
الجواب:
أنا لا أتحدّث عن أسماء، بل عن مبادئ. ونحن عندما نقرأ كتاب المراجعات للسيد شرف الدين أو كتب السيد محسن الأمين أو السيد مرتضى العسكري فإننا نجد أنّهم ينطقون بلغة علمية سليمة.
تجاوز هذه المرحلة
حل المشكلة هي أن ننطلق من القاعدة التي تجعل الشيعة والسنة ينطلقون من قاعدة الإسلام حتى إني كنت أقول لا بد أن يقول الشيعة أنا مسلم شيعي، والسني أنا مسلم سني
• العقلاء في الطائفتين يتساءلون: هل يوجد ما يمنع من تجاوز هذه المرحلة إلى مرحلة متقدمة، وهي سعيك أنت سماحة السيد في نشر فضائل هؤلاء الصحابة بين الشيعة وبيان مقامهم في دين الإسلام،
لرتق خرق أصاب الأمة بسببها، وخطوة جادة وهامة لتحقيق التقارب المنشود بين طائفتي الأمة.
الجواب:
إنني أعتقد أن مثل هذا لن يحل المشكلة. حل المشكلة هي أن ننطلق من القاعدة التي تجعل الشيعة والسنة ينطلقون من قاعدة الإسلام حتى إني كنت أقول لا بد أن يقول الشيعة أنا مسلم شيعي،
والسني أنا مسلم سني بحيث ننطلق من خلال الإسلام، لذلك اعتقد أننا عندما ندرس المسألة من ناحية القاعدة التي تجمع المسلمين في الخطوط العقيدية الأساسية والخطوط العامة من الممكن جداً
الدخول في هذه التفاصيل يعني نحن نقرأ مثلاً أن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في نهج البلاغة يؤبن الخليفة عمر بن الخطاب وهو يؤبن طلحة والزبير الذي خرج لحربه في وافعة الجمل وأن
عمر لمّا استشاره بالشخوص بنفسه لقتال الفرس منعه الإمام من ذلك كما ذكرت سابقاً. وهذا كله في نهج البلاغة موجود لكن كثيرين لا يقرأون.
التشكيك في حادثة الضلع
• سماحة السيد، ثمة آراء وسطية عديدة خالفت فيها حتى أركان المذهب، وسأناقشك في بعضها، ولربما كانت حادثة الضلع أبرزها، لك رأي تاريخي ربما غير مسبوق في تاريخ الشيعة حيال الرواية
المزعومة حول تعدي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب على فاطمة الزهراء رضي الله عنهم أجمعين وكسره لضلعها. بودنا تسجيله، وبودنا معرفة أدلتك التي استندت عليها لتفنيد هذا القول؟
الجواب:
كنت أناقش القضية من ناحية السرد التاريخي والتحليل التاريخي أما من ناحية السند التاريخي فإن الروايات التي رويت كانت اغلبها ضعيفة ولا يمكن الاعتماد عليها لأنها ليست موثوقة. وإننا
عندما ندرس المسألة نتساءل أولاً: ما هي الظروف التي فرضت على الخليفة على تقدير صحة الرواية أن يتجه إلى الزهراء ليضطهدها أو يضربها أو يكسر ضلعها والزهراء عليها السلام لم تكن مقصودة
للموقف الذي انطلق به للضغط على المعارضة -كما نعبّر هذه الأيام- كما أن الزهراء كانت محل تقدير كل المسلمين لأنها بنت رسول الله أولاً فنتساءل ما هي مناسبة هذا المقام؟.
ثانياً: لقد كان الإمام علي بن أبي طالب موجوداً في البيت وليس من الطبيعي ان يبقى هادئا وهناك من يحاول أن يقتل زوجته وعلي هو بطل الإسلام الأول والزهراء بنت رسول الله عنده.
ثالثاً: أن علياً لم يكن وحده في البيت بل كان كثير من بني هاشم حتى إن الزبير كان معهم وفي بعض الروايات أنّه خرج مسلطاً سيفه وكسروا سيفه خارج البيت.
وهناك نقطة أخرى وهي أن هناك رواية في كتاب الاحتجاج للطبرسي صاحب مجمع البيان أن الخليفة عمر سئل لماذا هددت بإحراق بيت علي والزهراء ؟، قال: أتراني فعلت ذلك. بمعنى أن المسألة كانت
تهديداً. لذلك هذه من المسائل التي لو درسناها دراسة تحليلية لم نجد هناك مناسبة لها. ثم نجد أن الزهراء لم تتحدث عن هذا الموضوع مطلقاً، وقد جاءها نساء يعدنها، كما أنها حسب بعض
الروايات كانت تجول على جموع المهاجرين والأنصار وتتحدث عن حق علي، وفي خطبتها في المسجد لم تتحدث عن ذلك مع أن هذا يثير العاطفة أكثر، كما أن عليا لم يتحدث عنها. وقد يقال إن علياً له
حكم آخر مع الصحابة.
لكن التعدي على الزهراء هو أمر يثير العاطفة في أعلى مستوى ولذلك فإنني أجد أن هذه المسألة لا تخضع للرواية الموثوقة من جهة، كما أنها لا تخضع للتحليل التاريخي. وقد سألت كثيرا من الناس
الذين يؤكدون هذه المسألة وقلت لهم لو أن أحداً هجم على زوجتك لقتلها ماذا تفعل؟ هل تدافع عنها أم لا؟ من الطبيعي أن يدافع عنها فكيف لا يدافع علي أسد الإسلام عنها. ولذلك أنا قلت أن
المسألة بالنسبة إلي ليست محل وثاقة.
• المتابعون لكم سماحة السيد من باحثي وعلماء السنة، احتفوا بهذا الاعتدال والموضوعية منكم، لكنهم في الحقيقة مندهشون لأنكم لم تقدموا حكماً واضحاً على الحديث، فهل القصة مختلقة أم لا في
نظركم؟ أنت في حديثك الآن شككت ولم تضعف.
الجواب:
هناك نقطة وهي أن الخليفة عمر هدد بإحراق البيت وهذا ما ذكره ابن قتيبة وهناك روايات تقول إن علياً لم يخرج للبيعة بعد أن رأى الدخان يتسع كأنه في بيته وحتى إن حافظ إبراهيم في قصيدته
العمرية قال.
وقــولــة لـعـلــي قـالــهــا عــمـــر أكــرم بسامعـهـا أعـظـم بملقيـهـا
حرقـت دارك لا أبقـي عليـك بـهـا ان لم تبايع وبنت المصطفى فيها
ما كان غير أبي حفص يفوه بهـا امــام فــارس عـدنــان وحامـيـهـا
لذلك فهناك بعض التهاويل التي تتحدث عن هذه المسألة بطريقة أو بأخرى وأنا لم تكن المسالة بالنسبة لي تصل إلى حدّ الاهتمام بالبحث بها فوق العادة بها وإنما طرحتها كفكرة.
وقفات حول الإمامة
• يعتبر الشيعة الامامية أن الإمامة أصل شرعي يعادل أركان الإسلام فما تفسيركم لخلو القرآن الكريم من نص صريح وواضح لهذا الأصل؟
الجواب:
لقد جرى الاستدلال بالقرآن الكريم
على ذلك كما في قوله تعالى ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ
وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ حيث فسرت بالإمام علي بأنه ولي الله تماماً كولاية الرسول، هناك جدل إسلامي في دلالات بعض الآيات القرآنية التي يقول بها الشيعة كقوله ﴿ وَكَفَى اللَّهُ
الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ﴾ حيث فسرت بعلي وهكذا كقوله ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾، فان
الروايات الشيعية وبعض روايات أهل السنة تفسرها بعلي، هناك جدل في قضية دلالات بعض الآيات حول ولاية الإمام علي وبين من يؤمن بها وهم الشيعة وبين من لا يؤمن بها.
ونحن نعتقد أن علينا أن نواكب كل التفسيرات القرآنية سواء ما ورد في تفاسير أهل السنة وما ورد في تفاسير أهل الشيعة ونحن أكدنا بالصوت العالي أن أصول الدين ثلاثة وليست خمسة وهي التوحيد
والنبوة والمعاد، فمن أنكر واحدة منها كان كافراً ومن آمن بها كان مسلماً وأما بالنسبة إلى العدل فهو نظرية كلامية بين المعتزلة والامامية من جهة والأشاعرة من جهة أخرى والذي تتصل بقضية
الحسن والقبح العقليين وأما الإمامة فهي محل جدل بين المسلمين بدأ منذ وفاة رسول الله وحتى الآن ولم يصل إلى نتيجة قاطعة بين المسلمين عموماً وإنّما اعتقدت به فئة منهم، وهم الإمامية.
• أنت في جوابك هنا لم تثبت أو تنف وجود نصٍ صريح كنصوص الصلاة والصيام والزكاة. السؤال يا سماحة السيد ليس عن آيات تفسر بإمامة علي. ولكن عن ذكر صريح واضح يقطع النزاع. كما هو الحال
بالنسبة للصلاة والصيام والزكاة والحج. هل توافق على أنه لا يوجد في القرآن أي دلالة صريحة على ذلك؟
الجواب:
نحن نقول: ليس هناك دلالة في القرآن على أعداد الصلوات، وعلى مواقيتها بشكل تفصيلي وكل تفاصيل الحجّ والصيام والزكاة وغير ذلك؛ ولكنّ القرآن يقول: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ
فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾ ولهذا فإننا عندما نتحدث عن شرعية الإمامة لعلي فإنّنا نعتمد على أحاديث الرسول التي نجد بعضها في صحيح مسلم والبخاري ومستدرك الحاكم
وغيرهما من كتب أهل السنة، إضافة إلى كتب الشيعة؛ لهذا ليس كلّ شيء شرعي في الإسلام موجود في تفاصيله في القرآن..
• ما قدمته سماحة السيد من نقد عقلاني رائع لحادثة الاعتداء على فاطمة رضي الله عنها، يجعل رجلا محبا مثلي يتساءل: ألا يمكن أن يمارس فضل الله هذا النقد نفسه لمبدأ الإمامة الذي يخلو
القرآن من ذكر صريح له مع عظم موقعه في الدين، والذي يتنافى مع ما ثبت تاريخياً عن الأجلاء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من صدق الديانة والزهد في الدنيا والجهاد والبذل والإنفاق في
سبيل الله. حتى استحقوا ثناء الله عليهم في كتابه بنصوص أوضح وأصرح من نصوص الإمامة.
الجواب:
إن الله تحدّث عن الصحابة بشكل عام، ولم يتحدث عن أسماء، هذا أوّلاً. وثانياً: إن مثل هذه القضية كانت محل جدل؛ فنحن نعرف أن بعض رواة السنة يتحدث عن أن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب
قد هدد بإحراق البيت، وقالوا له: إن فيها فاطمة، قال: وإنْ! ..ويروي أهل السنة أنّ أبا بكر وعمر جاءا يسترضيان الزهراء عليها السلام في مرضها.. فهذه قضية تاريخية لا بد من أن ندرسها على
الأسس التاريخية. وأنا عندما أعطيت رأيي فإنّي أعطيته من خلال طبيعة القواعد التاريخية التي تشكّك في حصول هذا.
الأئمة ومعرفة الغيب
• وطالما نحن في باب العقائد، سأستشرف رأيك سماحة السيد حيال من يقول بأن الإمام يعلم بالغيب ويعلم ما في السموات والأرض والجنة والنار وما في ضمائر الرجال وأصلابهم، بما هو شائع لديكم
في المذهب ويعتقد به كثير من العوام فضلا عن مرجعياتهم؟
الجواب:
نحن نقول إن الله نفى علم الغيب عن كل إنسان إلا فيما يتعلق بموقعه، مثلاً ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا • إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ﴾ فيما يتعلق
برسالته أو بحمايته وإلا فالله تحدث عن النبيّ ﴿وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ﴾ ﴿قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ
اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى﴾. إن الله لم يعط علم الغيب ولم يعط أيضاً الولاية التكوينية لأحد من خلقه بل هو
الذي يعطي أنبياءه بعض الغيب الذي يحتاجونه فالله هو يمنحه بعض معلومات الغيب لا انه يجعل في تكوينه قوة علم الغيب في نفسه بشكل مستقل.
• سأعترض سماحة السيد هنا وأسوق لك ما كتبه صاحب كتاب «الكافي»، فقد بوّب أبوابا منها: أن الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم
شيء و «باب أن الأئمة إذا شاؤا أن يعلموا علموا» وغيره. كيف تعلق سماحة السيد.
الجواب:
نحن نقول أن «الكافي» كتاب حديث فيه الصحيح وفيه الضعيف، حتى إن المجلسي عندما شرح الكافي في كتاب «مرآة العقول» قال لم يصح عندي من الكافي إلا خمسة آلاف حديث ونيف.
الحوار الإسلامي:
• سأعود سماحة السيد، وأسألك بخصوص التقارب الإسلامي
- الإسلامي هل تكرمني وتحدد لي مواطن الخلاف بنظرك بين السنة والشيعة؟
الجواب:
من الطبيعي أن أساس الخلاف هو الإمامة أو الخلافة، فإن الشيعة يعتقدون أن الإمامة بنص الله ورسوله للإمام علي ثم تمتد إلى بقية الأئمة أما السنة فإنهم يعتقدون أن الخلافة كانت لأبي بكر
ثم لعمر ثم لعثمان ثم لعلي ثم تمتد المواقف في مسألة الخلافة للعباس أو لبني أمية. في جدل فقهي..
هذا في الخط العام وهناك مسائل دخلت من خلال هذا الخط ومثلاً هناك خلاف بين الأشاعرة والعدلية المعتزلة والامامية في قضية الحسن والقبح وأنّه هل العقل يحكم في قضية الحسن والقبح أو لا
يحكم، فالامامية والمعتزلة يقولون إن العقل الذي رزقنا الله إياه يحكم بالحسن والقبح ولكن بالطريقة القطعية بينما الأشاعرة لا يقولون ذلك وهناك مثل بعض الجهات تأخذ بالظواهر القرآنية ﴿
كل شيء هالك الا وجهه ﴾ ﴿ بل يداه مبسوطتان ﴾.. بينما يرى المسلمون الشيعة بان الله سبحانه وتعالى ليس جسماً كالأجسام بحيث يرى وإنما ما ورد من اليد ومن الوجه على نحو الكناية
والاستعارة.
• لا أدري هل هذا اختزال للخلاف سماحة السيد، وأنا أسأل عن ما ترتب على هذا الخلاف الأساسي مما هو شائك بيننا، هناك قضية سبّ الصحابة، ومصحف فاطمة وجملة من المسائل المختلف فيها ربما يصل
بعضها للعقيدة؟
إن قضية توثيق السنة في أي حديث وارد عن رسول الله تخضع للموازين العلمية في أنّه لا بد أن نناقش السند فإذا كنت أنت تفهم من الحديث شيئا وأنا أفهم شيئا فلا يجوز لك أن تعتبرني مخالفاً
لرسول الله
الجواب:
لقد تحدثنا عن ذلك في حوارنا وقلنا لا بد من معالجة هذه المسائل بطريقة الحوار الموضوعي الهادئ ومن داخل الوحدة الإسلامية لأن طريقة المواجهة والعنف الكلامي خصوصاً التكفير هذه من
المسائل التي لا تؤدي إلى نتيجة. هناك نقطة لا تزال محل جدل بين السنة أنفسهم مثلاً قضية زيارة القبور بعض علماء السنة يرون أنها تمثل شركا ونحن نرفض بعض التقاليد كالزيارة التي تستعين
بالمزور بشكل مباشر، ونحن نؤكد أنّه ليس لنا أن نتوجه لأي نبي أو أي إمام بطلب أن يقضي حوائجنا أو لا لأن الله وحده الرزاق الذي يقضي الحوائج ولأن الأنبياء والأئمة هم يطلبون من الله أن
يقضي حوائجهم ونحن أيضاً لا نرى أن الله سبحانه وتعالى الولاية التكوينية وهذا أمر اجتهادي بل إن الأنبياء يمثلون الخط الرسالي ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا
وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا﴾. ونحن نعتقد أن النبي والأئمة لا يعلمون الغيب.
نحن نقول لإخواننا من أهل السنة أنه بالنسبة إلى زيارة القبور إنكم اعتمدتم إلى أحاديث صححتموها واردة عن رسول الله فتعتبرون أن من لا يلتزم بذلك مخالف لرسول الله. نحن نقول إن قضية
توثيق السنة في أي حديث وارد عن رسول الله تخضع للموازين العلمية في أنّه لا بد أن نناقش السند فإذا كنت أنت تفهم من الحديث شيئا وأنا أفهم شيئا فلا يجوز لك أن تعتبرني مخالفاً لرسول
الله وإذا كنت ترى وثاقة حديث وأنا لا أرى وثاقة حديث فلا تعتبرني أني مخالف لرسول الله. المسألة لا بد أن تنطلق من رؤية علمية في هذا المجال.
• سماحة السيد أود تصحيح فقرة في إجابتك الآن، فقد ذكرت أن من أهل السنة من يعتبر زيارة القبور شركاً!! لا أتذكر بحسب علمي أنه يوجد سنيا واحدا يقول بهذا. بل أهل السنة متفقون على مشروعية
واستحباب زيارة القبور.
الجواب:
نحن نرحّب بذلك؛ لكنّهم يعتبرون قضية التوسل غير مشروعة، ويعتبرون أن الزيارة في المدينة المنوّرة هي للمسجد النبوي، وليست للنبيّ؛ لأنهم يرفضون ذلك. وعلى كل حال فالقضية قد تنطلق من
قضية التوسل بهم بأن يشفّعهم ويكرمهم الله تعالى بالشفاعة؛ فقد يعتبرها البعض شركاً وقد لا يعتبرها البعض كذلك. وهذه المسألة لا تخص بالشيعة، فهناك من السنة من يتوسّل بالأنبياء
والأولياء.
الولاية التكوينية للأئمة
• سآتي لموضوع الولاية التكوينية، علماؤكم الشيعة في أعلى مرجعياتكم يقولون بها، وهذا نص قاله الخميني «الحكومة الإسلاميّة ص52» «وثبوت الولاية التكوينية للإمام لا يعني تجرّده عن منزلته
التي هي له عند الله، ولا يجعله مثل من عداه من الحكام، فإن للإمام مقاماً محموداً ودرجة سامية وخلافة تكوينيّة تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون». بودي سماع تعليقك.
الجواب:
إن البعض قد يعتمد على بعض الأحاديث والنصوص الواردة من الأئمة أو من النبي مما لا نؤمن بصحته أو بدلالته.
• في ذات الاطار، هناك قضية شائكة. يقول الشيعة بأن الأئمة هم أفضل من الأنبياء، وهاك القول المشهور لديكم للخميني: لأئمتنا منزلة لا يبلغها ملك مقرب ولا نبي مرسل.
الجواب:
نحن صرحنا في تفسير القرآن وفي أجوبتنا الفقهية أنه لم يثبت عندنا أن الأئمة أفضل من الأنبياء بل إن النبوة هي تعلو كل موقع آخر هذه عقيدتنا وهذا اجتهادنا.
• ولكن الإشكال هنا سماحة السيد أن العلماء لديكم ليس كلهم يعتقدون ذلك. ما يجعلني أسألك: هل هناك من العلماء الشيعة من سبقك في ذلك أو حتى من وافقك فيما بعد؟
الجواب:
- اطلعت على بعض المداخلات التي تؤكد ذلك.
• سماحة السيد اسمح لي أن أعبر عن ما يجول بنفسي بأنني إزاء عالم سلفي من مدرسة الإمام محمد بن عبدالوهاب، وليس أمام مرجعية شيعية.
الجواب:
«مبتسما» المسألة يا أخي عبدالعزيز أنني أقول عندما تدرس «الوهابية» كنظرية إسلامية في الاجتهاد الإسلامي من ناحية فكرية ويقابلها الجانب الآخر عند ذلك يمكن أن نجد ما نلتقي عليه خصوصاً
أن الله دعا أهل الكتاب إلى كلمة سواء فلماذا لا ندعو أهل الإسلام إلى كلمة سواء.
نحن نؤمن بالحوار الإسلامي - الإسلامي والحوار المسيحي والحوار الإسلامي العلماني. ونعتقد أن الحوار هو الوسيلة التي يمكن أن يفهم الناس بعضهم بعضاً يعني بعض الناس يحكمون على الآخر فيما
هم يفكرون ونحن علينا أن نحكم على الآخر بحسب ما هو.
أتلقى هجوم المرجعيات الشيعية عليّ بقلب بارد
• الرؤية التي طرحتها حيال حادثة الضلع سماحة السيد أثارت حفيظة كثير من علماء الشيعة وقد أصدروا بحقك الفتاوى المغرضة التي تشكك في علمك و..
الجواب:
- مقاطعا: ولا تزال.
• ما يجعلني هنا أتساءل عن السبب في محاولاتهم المستميتة في إثبات هذه الروايات من وجهة نظرك؟
الجواب:
قلنا مسالة الأحاسيس بالظلامة ربما من خلال بعض الأحاديث المروية هنا وهناك ربما كانت المسألة تثير المشاعر والأحاسيس والعواطف.
• سامحني ياسماحة السيد، ولكن أحاسيس الظلامة هذه، هل ستدفع البعض بأن يخصص موقعاً خاصاً اسماه «ضلال» وهو على اسمه مليء بالضلالات والأكاذيب والهجوم الحاقد عليك.. كيف تتلقى مثل هذا
الهجوم سماحة السيد؟
أن بعض الناس لا يطيقون الرأي الآخر وخصوصاً إذا كان الرأي الآخر يتصل بالمشاعر والأحاسيس العاطفية المتصلة بالمذهب
الجواب:
أنا شخصياً أتلقاها بعقل بارد، لقد تعلمت من رسول الله أن اصبر على ما يوجه إلي من بعض الكلمات السلبية التي اعرف أنها كاذبة.
• دعني أكن أكثر صراحة معك. الحملة التي استهدفتكم من قبل بعض المرجعيات الشيعية استنكاراً لآرائكم النقدية في المذهب، عندما يستكنه الباحث عن خلفياتها، فلربما يصل إلى أنها تكشف عن تطرف
مذهبي عميق في هذه الحوزات يرفض أي نقد حتى لو كان من قبل شخصية في مقامكم.
الجواب:
- أنا أتصور أن بعض الناس لا يطيقون الرأي الآخر وخصوصاً إذا كان الرأي الآخر يتصل بالمشاعر والأحاسيس العاطفية المتصلة بالمذهب.
• ولكن عدم قبول الرأي الآخر الذي تقول به، هل يعود للتربية في الحوزات؟
الجواب:
- ربما كانت الذهنية التي يغلب عليها جانب الأحاسيس وربما كان التخلف في النظرة إلى الآخرين.
الآراء المعتدلة سبب الهجوم
• لي تفسير آخر سماحة السيد، فالبعض من المراقبين المحايدين للحراك الشيعي يحيل هذا الهجوم الحاد عليك إلى تزايد شعبيتك بسب هذه الآراء المعتدلة في أوساط الشيعة الشباب والمستنيرين
والأكاديميين الذين يعملون عقولهم في النص. كيف تنظر أنت إلى ذلك؟
الجواب:
- ربما يكون ذلك أحد الأسباب.
•حدثني بعض الزملاء من الشيعة السعوديين المعتدلين بأن بعض من شيعة منطقة القطيف قادت الحملة ضدك لتحريك بعض المراجع ضد بعض آرائك، هل هذا صحيح؟ ولماذا القطيف بالذات؟
الجواب:
هؤلاء تابعون للذين الذين أثاروا الحملة المضادة؛ ولكن المسألة ليست شاملة.
رمينا بالتقية هي تهمة العاجز.. وكتبي تطبع بالآلاف فكيف تصبح تقية؟
• الإجابات الموضوعية والمعتدلة منك سماحة السيد والتي تؤكد حقيقة التقارب وتذلل كل العقبات، نفرح بها ولا شك، ولكنني أسوق إليك أيضاً أن كثيرا من علماء وباحثي أهل السنة عندما يسمعون هذا
الآراء الموضوعية منك يصرفونها إلى التقية التي هي جزء من عقيدتكم؟ وهذه إشكالية كبيرة في التقدم بالحوار السني-الشيعي الإسلامي.
الجواب:
نحن نقول التقية ربما كانت تمثل حالات جزئية تنطلق من خوف الإنسان على نفسه، في مجتمع سني فإنهم يضطرون إلى السير على فتاوى حسب أهل السنة، الشيعة لا يرون التكتف في الصلاة مستحباً ولا
يرون أيضاً السجود على ما يستعمل للبس كالسجاد ولكنهم لا يقبل منهم ذلك عندما يكونون في مساجد السنة كمسجد النبي بل إنهم يواجهون بالعنف في هذه المسألة، لذلك هناك حالات خاصة من التقية
التي انتشرت في العالم حتى إن هناك تقية سياسية.
أنا أتساءل في بعض بلدان الأخوة من المسلمين السنة هل يستطيعون أن يعبروا عن آرائهم السياسية ضد الحكم القائم اذاً هم يعملون بالتقية، ولكنها تقية سياسية في هذا المجال. أما بالنسبة إلى
الوضع الشيعي فقد انتشرت كتب الشيعة بالطريقة التي لا يرتضيها عقلاء الشيعة في كثير من الأمور التي تتحدث عن الصحابة أو بعض الخرافيات، إذا لم يعد هناك حالة شيعية على نحو التقية لكن من
يتهمون الشيعة بالتقية عندما يعطون رأياً اجتهادياً منفتحاً هم جهلة لأنهم لا يتابعون الآن آلاف أو عشرات الآلاف من الكتب عن التقية فإذا ليست هناك تقية.
أما بالنسبة إلينا نحن فعندما نعطي آراءنا في كتاب يطبع بالآلاف، فلا يعتبر هذا تقية، فانا مثلاً عندي كتاب تفسير القرآن «25 مجلدا» من وحي القرآن إضافة إلى كتب وآراء أصدرها في الإعلام،
لذلك اعتقد أن التهمة بالتقية هي تهمة العاجز وتهمة الإنسان الذي يبحث عن شيء.. أي شيء.
Muwaffaq Tikriti
1460 Dr. Penfield #1104
Montreal, Quebec
Canada H3G 1B8
R: 514 289 9220
O: 514 935 5593
C:514 726 6263
Back to Home Page