من ربع قرن وأنا
أمارس الركوع والسجود
أمارس القيام والقعود
أمارس التشخيص خلف حضرة الإمام
يقول : ( اللهم امحق دولة اليهود )
أقول : ( اللهم امحق دولة اليهود )
...
يقول : ( اللهم شتت شملهم )
أقول : ( اللهم شتت شملهم )
يقول : ( اللهم اقطع نسلهم )
أقول : ( اللهم اقطع نسلهم )
يقول : ( احرق حرثهم وزرعهم )
أقول : ( احرق حرثهم وزرعهم )
و هكذا يا سادتي الكرام
قضيت عشرين سنة ..
أعيش في حضيرة الأغنام
أعلف كالأغنام
أنام كالأغنام
أبول كالأغنام
أدور كالحبة في مسبحة الإمام
أعيد كالببغاء
كل ما يقول حضرة الإمام
لا عقل لي .. لا رأس ..لا أقدام ..
أستنشق الزكام من لحيته
والسل في العظام
قضيت عشرين سنة
مكوما ..كرزمة القش على السجادة الحمراء
أُجلد كل جمعة بخطبة غراء
أبتلع البيان ، والبديع ، والقصائد العصماء
أبتلع الهراء ..
عشرين عاما ..
وأنا يا سادتي أسكن في طاحونة
ما طحنت ـ قط ـ سوى الهواء ..
يا سادتي !
بخنجري هذا الذي ترونه
طعنته ..
في صدره والرقبة
طعنته ..
في عقله المنخور مثل الخشبة
طعنته باسمي أنا
و اسم الملايين من الأغنام
يا سادتي
أعرف أن تهمتي عقابها الإعدام
لكنني قتلت إذ قتلته
كل الصراصير التي تنشد في الظلام
و المسترخين على أرصفة الأحلام
قتلتُ إذ قتلته
كل الطفيليات في حديقة الإسلام
كل الذين يطلبون الرزق ..
من دُكَّانَةِ الإسلام
قتلت إذ قتلته يا سادتي الكرام
كل الذين منذ ألف عام
يزنون بالكلام ..
نزار قباني