مرت الذكرى الأليمة عليك يا وطني العراق العزيز
عبد الجبار العبيدي
jabbarmansi@yahoo.com
لمضيع ذهب بسوك الذهب يلكاه |
لكن لمضيع وطن وين الوطن يلكاه...؟ |
البارحة 9 نيسان الاسود مرت عليك الذكرى يا وطني،ذكرى الخيانة من ابنائك واقاربك وجيرانك،
الذين باعوك بثمن بخس ،للذة في الدنيا عقيمة، وجاه سياسي مزيف، ومال حرام مسروق، وعار لبسوه في نفوسهم وألقابهم
الى يوم يبعثون، فأنزووا في سجنهم الآبدي خائفين .
يقول القرآن الكريم كتاب عقيدة المسلمين :*ان الله لا يحب من كان خواناً آثيما،النساء106* فكيف تجاوزوك يا الله
وخانوا الوطن والشعب أجمعين.
سُئل ابو رغال خائن مكة وهو يُستجوب من قبيلته لخيانته مكة للاحباش حين
سلمهم خارطة طريق مكة لتهديمها من قبل أبرهه وجيش الحبشيين: فقال طاوعتني نفسي على الخيانة ففعلتها؟ فحكمت عليه
محكمة مجلس الملأ – قبل الاسلام
–
بالاعدام بالخيانة العظمى، فمات خائنا، وامرت القبيلة شبابها ان يرموا قبره بالحجر في كل عام،
ولا زال قبره يرمى بالحجر من قبل الناس والحجيج في المغمس من طريق مكة الى اليوم، جزاءً لما خان وغدر، انظر كتاب
الاررقي، اخبار مكة.
أما الأحباش فكان نصيهم غضب الرب بطير أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصفٍ مأكول الفيل
1-5. لأن الله لا يحب المعتدين.
وفي قصة يوسف وكيف ان أمرأة العزيز راودته عن نفسها فأبى الخيانة، وحين عرف العزيز الحقيقة باعترافها بنفسها،
قال: (لو فعلت فعلت)؟ فبقي الكثيرمن المؤرخين حائرين في التفسير، الى ان وجدوا التفسير قد كُتبهُ العزيز بنفسه
في احدى وثائقه، حيث قال: لو خانت بك امك وخنت وطنك لعملتها، لكنك كنت صالحا أنت وأمك فأبيت؟ وهنا يقول احد
الحكماء في حادثة النبي يوسف: كل خائن لشرفه ووطنه وقيمه لابد ان تعود خيانته على نفسه، ولا بد ان ينكشف أمره؟
فالخيانة أمر مرفوض.
وحين خسر المسلمون معركة مؤتة وانسحب الجيش باتجاه المدينة المنورة بعد ان قتل جعفر الطيار بن ابي طالب ورفاقة
الشهداء الاربعة، اصبحت الروم تهدد شمال المدينة، فأستنفر الرسول (ص) الناس لنصرة المسلمين، فمنهم من تطوع ومنهم
من ابى، فقبل الرسول رأي المخالفين في التخلي عن القتال بحجة الحر الشديد، فنزلت الآية الكريمة على رسول الله
مباشرة بالتعنيف، يقول الحق :* عفا الله عنك لمَ أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين،التوبة 43*.
والعفو لا يأتي الا بعد التقصير، وحاشى رسول الله من التقصير؟ فالوطن لا يمس ولا يباع، والشرف لا يمس، والكرامة
لا تمس، فماذا يبقى للانسان لو أستذلت كرامته، واحتل وطنه، واستبيحت الأعراض؟
نعم ان خيانة الأوطان أصحابها من المتمردين على الله، وهم في الدرك الاسفل من النار.
يقول الامام علي (ع) الغدر بالأوطان أقبح الخيانتين. ويقول: اياك وغدر الخيانة، ويقول: مع الانصاف تدوم الاخوة، ولا تجتمع الخيانة والاخوة ابدا، لا أخوة
لملول؟
ويقول عز من قائل: يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وأنتم تعلمون؟
فخيانة الاوطان أثم كبير لا يبرر، والتزكي منه مستحيل مهما كانت الاسباب، فكيف اذا برجال الدين والقادة يخونون
الله والوطن؟.
قال رسول الله (ص): اللهم أعوذ بك من الخيانة، فأنها بئس الطاعة.
فهل يعقل ان الانسان من اجل مال زائل، وجاه ناقص، وشرف مهان ،وكرامة مستذلة ،يخون الوطن؟.
اناديك يا وطني من قلبي الحزين، ان اراك بهذه الحالة
المزرية وقد استفرد بك الطغاة والغرباء، والحاقدين من اعراب البادية، فترملت النساء، وتيتم الأطفال، وسرق
المال، وقتل العلماء والرجال، وبيعت الأعراض في سوق النخاسة امام أعينهم وهم راضون. انك ستبقى يا وطني في قلبي
لن أنساك، ولن تموت، ولن اخونك لو ملكوني الدنيا كلها، وسأبكيك في كل نيسان، فأين هولاكوا والمغول؟ واين
البويهيين والسلاجقة؟ واين العثمانيين والانجليز؟ كلهم تاريخ في مزبلة التاريخ هم ومن ساندهم من اوغاد المسلمين.
وهم سيموتون جيفاً لا تدفنهم حتى الغِربان السود.
ورغم الخيانة والفشل الذريع والتدمير، فلا زالوا مصرين على الحكم الناقص والتدمير كلهم بعربهم واكرادهم
واقلياتهم الا الذين صدقوا وهم قلة اليوم، وبعد ان أدخلوا الشعب في نظرية الخطأ وهم متعمدون.
فلم يستغفروا رباً، ولن يتنازلوا عن باطل، فهم وقانون القوة اقران متلبسين؟ يا آلهي الذي اودعت
محمد (ص) الرسالة، واهل البيت (ع) الأمانة، والصحابة الأخيار (رض) الوفاء لله والناس، فهل هؤلاء حقا من اتباعهم؟
لا والله مستحيل؟ وها نراهم اليوم ينثرون اموال الفقراء واليتامى والمساكين على دعاياتهم وصورهم القبيحة في كل
صحيفة وحين، لا يستحون من العيب، ويضمون في كيانتهم كل الفاشلين المنهزمين من واجب الشرعية،اصرارا على التدمير.
فأين صُورك المكين يا آله الناس كل الناس من الفاسدين؟ أنفخ فيه يا رب
العالمين لتريهم جهنم في اسفل سافلين ؟.
تحية للمخلصين الذين ما باعوا الأوطان، ولا غدروا بالمواطنين، ولا قبلوا مالا حراما؟ تحية لكل الشرفاء في وطني
العزيز.
ندائي الى العراقيين جميعاً ان لا تنتخبوهم غداً بحق السماء فهم قاتليكم أجمعين ...؟