Back Home Next 

 

 الحسين في كربلاء

مقتبس من كتاب شخصيات غير قلقلة في الاسلام لمؤلفه هادي العلوي
 بقلم د. رضا العطار مع التصرف

alattataronline.com

 

كربلاء، اسم موضع في العراق الاوسط، يقع على مسافة مئة كيلومترا من جنوب غرب بغداد. أصل الاسم آشوري، ويتألف من مقطعين : (كرب) ويعني قرب، أما المقطع (لا) هو تحريف آرامي للفظة أيل، اي إله. فسيكون معناها (قرب الإله) !

ويشير اسم الموقع الى احتمال نزول آشوريين فيه، بدليل وجود قرية ضمن الموقع تسمى نينوى، نسبة الى العاصمة الاشورية الشهيرة التي تقع اطلالها اليوم قرب الموصل شمال العراق. ويتردد اسم نينوى في بكائيات المسلمين الشيعة على الحسين. وللموضع اسمان آخران يترددان ايضا في المراثي الحسينية هما : الطف ويعني في اللغة ما اشرف من ارض العرب على ريف العراق. ويشير ذلك الى نقطة اتصال نهايات الهضبة العربية بسهل بلاد الرافدين. وهو موقع كربلاء الجغرافي. والاسم الاخر هو الغاضرية، وهذا الاسم ينسب الى غاضرة من بني اسد، كانوا يسكنون هناك. ولكربلا اسم آخر هو الحائر، وهو وصف لطوبوغرافية المدينة.

وكربلا مقصورة الالف، ويجعلها معظم اللغويين مهموزة، والهمزة ليست من اصل الكلمة التي ينبغي ان تعامل معاملة الأسماء الأرامية الشائعة مثل : براثا ومعولا وصحنايا.

دخلت كربلا تاريخ الاسلام من وراء المعركة الدامية التي استشهد فيها الأمام الحسين عليه السلام وحوالي المئة من اهله واصحابه في بداية عام 61 للهجرة. والحسين، هو الابن الثاني لخليفة المسلمين، الأمام علي بن ابي طالب من فاطمة الزهراء (س). واسمه مصغر لاسم اخيه الامام الحسن (ع)، وهما من الاسماء المستحدثة في الاسلام. وتقول المصادر الشيعية، انهما تعريب لأسمي ولدي هارون من موسى، اي ان الاسمين الحسن والحسين، كوزن شبّر وشبير.
وفي هذا السياق يصف الشاعر رضا الهندي خليفة المسلمين علي بن ابي طالب :

إن كنت لجهلك بالايام

 

 جحدت مقام ابي شبّر

فأسأل بدرا وأسأل احدا

 

وسل الاحزاب وسل خيبرا


والغرض من الحكاية وضع العلاقة بين الامام علي والنبي محمد في مستواها، كما هي الحال بين هارون وموسى.

ورغم نشأة الحسن والحسين في بيئة واحدة وخضوعهما لتربية واحدة فقد اختلف الحسنيين عن بعضهما كثيرا.
كان الحسين اكثر حزما وجدا واميل الى التحدي، ولم يفرط في الزهد، ولو ان معيشته كانت اقل ترفا من اخيه الحسن. وكذلك كان اقل ولعا بالنساء. واتسمت حياته الزوجية بالهدوء والاستقرار. وقد تزوج اربع نساء على العادة المتبعة في ذلك الزمان ولم يرزق اولادا كثيرين منهن. ولم يدفعه ذلك الى تطليقهن لتكثير اولاده. وكانت علاقته بهن متساوية، اذ يبدو انهن كن متكافئات في الجمال وسمو الشخصية. وكان اسم احدى زوجاتة، شهربانو، وهي احدى أميرات البلاط الساساني، بنت كسرى، ملك الفرس يزدجرد. جلبها الفتح الاسلامي ضمن سبايا معركة القادسية الى الجزيرة العربية، والتي انجبت علي بن الحسين الملقب بامام زين العابدين، ومن صلبه كان بقية الأئمًة المعصومين - - فكان هذا الزواج هو رابطة الفرس التاريخي بذريًة أمير المؤمنين الأمام علي بن ابي طالب عليه السلام.

توفّيت السيّدة شهربانو في الخامس من شعبان من سنة 38 هـ في المدينة المنوّرة، وذلك في نفاسها، أي حين ولادتها للإمام زين العابدين.

اما سياسيا، فقد ساير الحسين والده في شتى الادوار بدون تحسب، وفي معارك صفين كان الحسين اشد اندفاعا من اخيه الامام الحسن، خاصة عند احتدام القتال.

وبعد ان قُتل الامام علي بن ابي طالب غيلة في مسجد الكوفة اثناء الصلاة، انتقلت الخلافة شرعيا الى ابنه الحسن المجتبى عليه السلام، وبقى فيها لأكثر من ستة اشهر، بعدها بدأ معاوية يمارس ضغوطه السياسية العنفية والنفسية الملحاحة على الامام لتجبره على التنازل عن الخلافة الشرعية. ومن جهة اخرى فكر الحسن ان تمسكه بحق الخلافة ومخاصمة معاوية ستؤدي الى سفك دماء المسلمين دون جدوى، ولهذا السبب اضطر الامام (ع) ان يرضخ للامر الواقع، متحمًلا تداعياته بصبر واناة. لكن معارضة اخيه الحسين (ع) بموقفه السياسيى، كانت معارضة شديدة ومستدامة، مما اضطر الحسن اخيرا الى تهديد اخيه الحسين بالاعتقال، حتى الانتهاء من التوقيع على عقد التنازل عن الخلافة الاسلامية الشرعية الى صالح معاوية، هذا ما جاء في (مقتل الحسين لاخطب خوارزم) (1)

وفي المدة ما بين التنازل ووفاة الحسن كان الحسين ينفرد بأجهار معارضته لسياسة معاوية في الشام، واستمر على ذلك حتى وفاة الاخير. فصار الحسين الشخصية الابرز في زعامة بني هاشم والشيعة عموما بعد وفاة اخيه الحسن (ع)، وليس من شك في ان الحسين كان على صلة مباشرة بالنشاط السري للشيعة في العراق. ولم يكن في الهاشميين بمن فيهم اخوته معارض علني لسياسة بني أمية سواه. وفي (تحف العقول) لابن شعبة، خطبة للحسين القاها في موسم الحج بمكة، التي تشهد عادة نشاطات متنوعة بين المعارضين للدولة، فضلا عن التجار ورجال الدين. تحدث الحسين فيها عن مظالم الامويين، متهما اياهم بأستعباد الناس وقهرهم واغتصاب حقوقهم المعيشية، وقد تضمنت العبارة التالية نص خطبته :

(اسلمتم الضعفاء في ايديهم فمن بين مستعبد مقهور ومستضعف مغلوب على معيشته)،

وقد بدا الحسين وهو يستعرض هذه المظالم، مستعدا للمجاهرة بالعصيان لحكم بني أميًة لو كان له ما يكفي من الانصار.

ومما يجدر ذكره ان الامام زين العابدين (ع) وجد يوم عاشوراء بعض الخطوط الجلدية في ظهر والده، سبط الرسول، فلما سأله عنها، أجاب (ع)، هذا الاثر حدث من جراء حملي لجراب الماء، كنت احمله الى منازل الارامل واليتامى في الازمة الماضية.
لقد فرض معاوية على الامام الحسن، المعاهدة التالية تحت التهديد والوعيد، هذا نصها :
 

1- يمارس معاويه الخلافة الاسلامية طبقا لاحكام الدين الاسلامي.
2- يعود الامام الحسن بعد موت معاويه، خليفة للمسلمين.
3- يعامل معاوية جميع طبقات الرعية بالرفق والاحسان.

 

لكن الذي حدث ان معاويه خان العهد ونكث الوعد وقام بخرق اخلاقي صارخ في نصب ابنه يزيد خليفة من بعده، رغم انف كل المسلمين . مثلما شن حملة شعواء على العلويين اتباع الامام علي بن ابي طالب, فكان يلاحقهم يصلبهم على جذع النخيل .
كما ابعد الموالي وهم المسلمون من غير العرب من مناصب الدولة وجعلها حصرا على الامويين فقط .

فهنا يبرز جوهر الصراع الاخلاقي بشكل واضح, ففي الوقت الذي يريد الامام الحسن (س) ان يحكم في الناس بالعدل، يريدها معاوية دكتاتورية سوداء. وفي الوقت الذي يعتبر الامام الحسن الخلافة الاسلامية مسؤولية دينية، يعتبرها معاويه غنيمة وامتياز. وبينما ينظر الامام الى ادارة الدولة كمبدأ في نشر العدالة الاجتماعية وتطبيق الشريعة الاسلامية بشكلها السليم، يتصرف معاوية بأسلوب انتهازي. هذه بعضا من الخروقات والأستهتار بقيم السماء التي كان معظم خلفاء بني امية يمارسونها والتي كانت تتقاطع مع ثوابت القرأن الكريم.

 

وفي  يوم عاشوراء لما بلغ السيدة زينب، سلام الله عليها نبأ مقتل اخيها سبط الرسول، اضطرب المخيم بمن فيه من النساء والاطفال، وأصيبوا بموجة عارمة من الهلع والفزع، وتعالت اصوات الصراخ والنحيب للمنكوبات من الارامل والثكالى والايتام الصغار، ولفرط الفجيعة واللوعة، صحن: (واحسيناه، وامظلوما !)، و قد تضاعف الهياج وزاد، - عندما علمن ان عمر بن سعد يعتزم أخذهًن سبايا الى الكوفة و الشام، ليثبت ليزيد بما فعل – فغدون مرتعبات خائفات !

كانت تلك اللحظات رهيبة، جرت فيها احدات خطيرة، مرًت ثقلى بالمصائب والاحزان.
فقد عاد الاعراب يمارسون اعمالهم الارهابية ضد الانسانية، كما جُبلوا عليها منذ ازمان الجاهلية، هكذا اغاروا على الاسر النبوية الطاهرة، كالذئاب الجائعة، وهم يعلمون علم اليقين انهم ابناء عمومتهم، ومن صلب بني هاشم - - لكن لم يردعهم رادع، لا دين ولا اخلاق ولا ضمير، هجموا عليهم في وضح النهار، فقتلوا رجالهم وسبوا نسائهم ثم احرقوا خيامهم بعد ان اشعلوا النيران فيها - - حقا ان الفواجع التي ألمًت بآل البت يوم عاشوراء، كانت عصيبة لدرجة يتعذر تصورها.

كان رأس الحسين (ع) ورؤوس 72 من اصحابه (رضوان الله عليهم) محمولة على الرماح، يسير الجند بها في مقدمة السبايا، التي ضمت اكثر من ثمانين اسيرا، اثنتا واربعين منهم نساء، اغلبهن ينتمي الى اسرة آل البيت (ع)، والباقي اطفال يتامى. وكلهن هائجات نائحات باكيات، ومعهن نجل الشهيد الامام زين العابدين (ع)، الذي كان يأنً من هول المصيبة ووطأة الفاجعة، كان نحيلا عليلا ضعيفا.

وهنا بدأت مأساة السبي المريرة.
 

سار الجناة يقتادون قافلة اهل العترة، وسط صحراء، ذات ظروف جغرافية قاسية، تصهرهم الشمس وتسفي عليهم الرياح، يصعب تحملها، تاركين ورائهم اشلاء شهدائهم الابرار مكشوفة في العراء، مبعثرة في الدماء، بعد ان شوهت تحت حوافر الخيل - - وفي اليوم الثالث من الفجيعة، وصلت جماعة من عشائر بني اسد من قريتي الغاضرية ونينوى القريبتين من كربلاء، اكثريتهم كانوا يشايعون آل البيت، ثم اخذوا يحفرون للاجساد الطاهرة القبور اللازمة، دفنوا فيها اشلاءها الممزقة.

لكن لن يمر على السلطة الاموية الغشيمة، اكثر من عقود معدودة من الزمن، حتى انهارت وسقطت بجهود العلويين ومعاضدة الموالي عام 132 للهجرة، حينها أصبح المجال امام محبي آل البيت رحبا، لأقامة مراقد على قبور الشهداء اول مرة، ولا تزال هذه المراقد شاخصة وسط مدينة كربلاء المقدسة، بعد ان جُددت عدة مرات وطليت مآذنها وقبابها بالذهب. ومن يومها، يؤمّها المسلمون من مختلف الاقطار الاسلامية، وبأعداد كبيرة وبشكل دائم، طيلة ايام السنه لزيارة مرقدي الامام الحسين واخيه العباس عليهما السلام.

لقد قاد الجناة، سبايا احفاد رسول الله من ارض الطف الى الكوفة و من ثم الى حلب بمحاذات نهر الفرات، مارين بكثير من الامصار، ومن هناك الى دمشق عبر مدينتي حما وحمص - - وبعد مضي بضعة اسابيع من السير المتواصل المثقل بالمعاناة والمحن، وصل ركب السبايا الحزين الى الشام بتاريخ الرابع من صفر، وهم مثقلين بالاغلال منهكين، تغلبهم حالات اعياء شديدة، تتقدمهم رؤوس شهداء يوم عاشوراء، كان زحر بن قيس يحمل رأس الحسين فوق رمحه. كانت دمشق يومذاك مزينة باعلام (النصر) ! فقد اعتبر الامويون هذا اليوم عيدا.
كان (قصر الجبرون)، مقر اقامة يزيد، محاطا بمظاهر الزينة و البهرجة. وقبل ان تُدخل السبايا الى مجلس يزيد، طاف بهم الجند العاصمة الاموية، وافهموا الاهالي بأن الاسرى ما هم الا مجموعة من (الخوارج).

في الواقع لم يعلم الشعب السوري هوية السبايا، لكن عندما دفع الفضول بأحد المشاهدين في الطريق ان يسأل احد الاسرى، وكان هذا بالصدفة شخص الامام زين العابدين، قائلا له: من انتم ؟ - - فاخبره الامام بأنهم احفاد رسول الله، لكن الحارس السجان لم يمهل الامام ان يعطي الشرح، فصرخ الرجل عاليا: وا محمدا، وكرر هذه اللفظة، فتباغت الجمهور بما سمع وانتشر الخبر بين الناس كما تنتشر النار في الهشيم.

وجاء في (المجالس السنًية) ان بعض الفضلاء من اهالي الشام وهو خالد بن معدان، حينما شاهد راس الحسين (ع) صاح فزعا، وانطلق ينشد على السجية الابيات التالية :

مترملا بدمائه ترميلا

 

جاؤا براسك يا بن بنت محمد

  قتلوا جهارا عامدين رسولا

 

وكأنما بابن بنت محمد

 في قتلك التأويل والتنزيلا

 

قتلوك عطشانا ولما يرقبوا

 قتلوا بك التكبير والتهليلا

 

ويكبرون بان قتلك وانما

 

واخيرا ادخل سبايا احفاد النبي الكريم الى مجلس الطاغية يزيد (مدّعي الخلافة الاسلامية)، المحتشد بقواد جيشه، عرًف الامام زين العابدين جمع الحضور بهويته وجذوره ولمن يعود، ثم بيًن حقيقة يزيد وجذوره ومن يكون ؟ كما فعلت عمته زينب، الطوع الشامخ، المفجوعة بمصيبة اخيها الحسين، عبرخطبتها الشهيرة المدوية، التي افرغت الطاغية من كبريائه وهيبته الزائفة، 

اما يزيد، فقد جاء رد فعله صليفا، متمثلا في الابيات التالية لأبن الزعبري :

 رفعة الخزرج من وقع الاسل

 

ليت اشياخي ببدر شهدوا

 وعدلنا ميل بدر فأعتدل

 

قد قتلنا القوم من ساداتهم

خبر جاء ولا وحي نزل

 

لعبت هاشم بالملك فلا

من بني احمد ما كان فعل

 

لست من خندف ان لم انتقم


وفي هذا السياق يقول الطبري : (هذا هو المروق من الدين. وقول من لا يرجع الى الله ولا الى كتابه ولا الى رسوله ولا يؤمن بالله).

لقد خشي يزيد من انفلات الامور عليه، فسارع الى اخراج الموكب من الشام وتوجيههم الى المدينة المنورة، ولم يدرك ان صدى نداء (هيهات منا الذلًة) التي نطق بها الحسين ظهيرة يوم عاشوراء، قد نفخت الروح في الامة الاسلامية، فازالت منها حالة السبات، بل ايقظت فيها المشاعر الانسانية، تذكًرها بمسؤوليتها تجاه كرامتها وحريتها في الحياة.

يصرح الباحث الالماني، د. جينس بيكر، رئيس معهد الاستشراق في جامعة بون والمتخصص في العلوم الاسلامية، ما يلي: (ان ما حدث اثناء استعراض السبايا من الاسر الهاشمية والانصار اثناء مرورهم عبر المدن السورية، ان الاهالي عندما علموا ان هؤلاء السبايا ما هم الا احفاد رسول الله، نادوا على الناس سنة وشيعة ونصارى وبدأوا يهاجمون الجنود الامويين الذين كانوا يحيطون بالسبايا، يضربوهم ويرشقوهم بالحجارة، وكذلك ما جرى في حمص، حيث ان ساكنيها قاموا بضرب الحراس ومنعوا عنهم الماء، لأنهم اهتزًوا وجدانيا بالمشهد الاليم).

دام حكم يزيد ثلاث سنوات. ففي السنة الاولى ارتكب جريمة قتل احفاد رسول الله يوم عاشوراء، وفي السنة الثانية هاجم المدينة المنورة وسبي اهلها، وفي السنة الثالثة ارسل جيشه الى المكة المكرمة، فرماها بمنجنيق من نار حتى احرقها، ثم حاصرها شهور عدة حتى وصل الى الجند خبر هلاك يزيد، فانفكوا عنها راجعين الى الشام خائبين.

تختلف الروايات في مصير رأس الحسين (ع)، بعضها يقول انه اعيد الى كربلاء ودفن مع الجسد، (مردْ الرأس) وهو القول المقبول لدى المسلمين الشيعة، ففي مثل هذا اليوم من كل عام يتهافت المؤمنون، رجالا ونساء من مختلف افاق العالم الاسلامي بحشود غفيرة جدا، ليحيوا ذكرى شهادة الحسين عليه السلام في اربعينيته، هذا البطل التاريخي الذي ضحى بنفسه، في سبيل ان يهيًئ للأنسانية جمعاء، حياة ملئها الاخاء والمحبة.

لكن الاخرون من الرواة يعتقدون ان رأس الحسين دُفن في دمشق و في طرف من الجامع الاموي، تقوم اليوم فيه قبة صغيرة. يقال ان الراس مدفون فيها. وهناك رواية ثالثة تفيد ان الدولة الفاطمية في مصر عندما استولت على بلاد الشام بعد نشأتها، نقلت راس الحسين منها الى القاهرة القديمة ، والى هذه الرواية يستند المسجد الكبير في القاهرة والمعروف بمسجد سيدنا الحسين، اذ يفترض انه بُني على القبر الذي دُفن فيه الرأس. وهذه الرواية حظيت بالقبول، كون ان الفاطميين، شيعة اسماعيلية.

لقد احدث مقتل الحسين عليه السلام ردود فعل عنيفة في العالم الاسلامي، بعدما انتشرت اخبار فاجعة الطف عن طريق الجنود العائدين من ارض المعركة الى مناطق سكناهم. فعلم مسلمو العالم بان الجرائم الشنيعة الذي ارتكبها بنو أمية بحق أحفاد رسول الله، كانت حقيقة تاريخية مُرًة. مصبوغة بصبغ الجاهلية، معادية لقيم الاسلام، فكان الحسين هو اول من استنكر انحراف بني أمًية عن نهج الاسلام الصحيح الذي جاء به رسول الله محمد (ص) ونادى بتعديلها، لكن بأسلوبه الثوري المعهود.

Back Home Next