Back Home Next 
 

 

ماذا لو انتقلتْ إيران للدوران في فلك المغناطيس الأمريكي أيها الأشقاء

الدور السعودي تحدّث عنه تشرشل وحاييم وايزمن ، وليس أنا أو غيري .. يقول الصهيوني حاييم وايزمان في مذكراته : (إنشاء الكيان السعودي هو مشروع بريطانيا الأول ؛ والمشروع الثاني من بعده إنشاء الكيان الصهيوني بواسطته ؛ ويضيف نقلا عن تشرشل الرئيس الأسبق للحكومة البريطانية , والذي كان له دور أساسي وبارز في قيام الدولة السعودية في 11/3/1932 قال تشرشل : أريدك أن تعلم يا وايزمان أنني وضعتُ مشروعا لكم يُنفّذ بعد نهاية الحرب ( الحرب العالمية الثانية) يبدأ بأن أرى ابن سعود سيِّدا على الشرق الأوسط وكبير كبرائه , علي شرط أن يتفق معكم أولا , ومتى قام هذا المشروع , عليكم أن تأخذوا منه ما أمكن وسنساعدكم في ذلك , وعليك كتمان هذا السر, ولكن انقِله إلي روزفلت , وليس هناك شيء يستحيل تحقيقه عندما اعمل لأجله أنا و روزفلت رئيس الولايات المتحدة الأمريكية..). هذا كلام حاييم وايزمان وليس ناصر السعيد ، ولا سواه ، وناقل الكفر ليس بكافر..

وحينما وقف الملك عبد العزيز ليشكر الضابط البريطاني ديكسون الذي سلّمَهُ الثوّار الثلاثة : ابن الدويش وابن حثلين وابن لامي ، ردَّ ديكسون بقوله : "إن بريطانيا عندما تدعمك يا عبد العزيز فإنما تدعمُ وجودها ، ولو لم تجد فيك الرجل المخلص لبريطانيا ما ضحَّتْ بأكثرِ أصحابها من أجلك ، ومنهم الأشراف" .. فالإنكليز يعرفون ماذا كانوا يفعلون ، والمعادلة اليوم واضحة .. النُخب الغربية هي من تصفُ نظام الحُكم في السعودية بالتيوقراطي والتوتاليتاري المطلق ولكن حكام الغرب يغضُّون الطرف خدمةً لمصالحهم التي تتجسّد في النفط ومستقبل إسرائيل .. وهذا أكبر فضيحة للغرب وعارٌ عليه حينما يتحدّث عن غيرته على الشعوب وأنه يريدها أن تعيش بحرية وديمقراطية وأنه صاحب رسالة ديمقراطية وحقوق إنسان ، وهم يرون كيف أن السعودية لم تتحمل انتقاد بسيط من مواطن سعودي(رائف بدوي) فسجنوه وحكموا عليه بألف جلدة ، ولم يتحملوا انتقاد بسيط من مقدِّم برامج مصري (إبراهيم عيسى) ففصلوه فورا من عمله في الفضائية المملوكة للسعودية .. ولم يتحمّلوا انتقادا بسيطا من وزيرة خارجية السويد فسحبوا سفيرهم منها فورا .. فهل يحق لأولئك الحديث عن حريةِ وكرامةِ الشعوب الأخرى ..وعن الأمن القومي العربي ..

لا أخترعُ شيئا من بنات أفكاري ، فالتاريخ يوضحُ بشكل مُفصَّل كيف تأسست المملكة العربية السعودية على بيادر من جماجم أبناء القبائل العربية في الجزيرة العربية وبمشاركة جوهرية وأساسية من ضباط إنكليز كانوا يقودون المعارك لقوات آل سعود.. لن أخوض في التفاصيل فهي موجودة في متناول الجميع على الشبكة العنكبوتية.. وأعتقد يعرفها جيدا أبناء القبائل العربية ، لاسيما آل الرشيد والدويش والمطير وعتيبة والعجمان ... الخ . وقتل 3500 شخص من ثُوّار عتيبة ومطير في معركة "السبلة" موثّقة في كتب التاريخ .. والحكايا عن "رقبان" ، وهو اسم سيف عبد العزيز آل سعود المضروب به المثل في قطع الرِقاب ما زالت من حكايات أبناء الجزيرة العربية .. وقد تحدّث عنه الكاتب والصحفي السعودي أحمد عبد الغفورعطّار في كتابه "صقر الجزيرة" ..

ومن هنا يمكن لنا أن نفهم اليوم الثقافة المتطرِّفة بقطع الرؤوس فهذه ثقافة مُكتَسَبة ولها مرجعيتها وما يقوم به تنظيم داعش هو تقليدٌ لما حصلَ في الماضي من هدم الأماكن المُقدّسة ومراقد الصحابة وآل البيت، وذبح أهل مكة والمدينة فور دخولهما ..فهذه ثقافة معروفة أصولها ومعروف أصحابها ومن أين جاؤوا بها ..

ونسمع فتاوى اليوم هي أشبه بفتوى (الحاج) فيلبي ، ضابط المخابرات البريطاني الذي ادّعى الإسلام وأصدر فتوى يقول فيها : من يقتل واحدا من آل الرشيد أو اثنين من أهل حائل فيدخل الجنة ..وتروي كتب التاريخ قتلُ أكثر من عشرة آلاف مسلم من قبيلة شمّر وأهل حائل في معارك كثيرة من قِبل قوات آل سعود التي كان (الحاج) فيلبي أحد قادتها..

هذا التاريخ لا يخفى على المهتمين والمؤرخين الذين وثّقوه باليوم والتاريخ والأدلة والبراهين والأرقام .. وجاء كثيرٌ منه في مذكرات تشرشل وحاييم وايزمن وجون فيلبي وبن غوريون ..الخ وليس فقط في كتاب ناصر السعيد .. وتكذيب هذا التاريخ لا يفيد بشيء ، فإسرائيل تُخفي تاريخها وتجدُ تبريرا لكل جرائمها .. وكما يقول المَثَل العامي : الشقي لا يقول عن نفسهِ شقي .. وهذه تركيا تبرِّر كل التاريخ العثماني الإجرامي بحق العرب الذين استعمرهم العثماني واستعبدهم 400 سنة وفرضَ عليهم خلالها كل أشكال الجهل والتخلُّف والظلم والتهميش للعنصر العربي في الوقت الذي كانت تنطلق أوروبا نحو المستقبل .. وأشكُّ بأن شخصا ينحدر من أصول عربية يمكن أن يدافع عن الاستعمار العثماني لبلاد العرب وهم من قضوا على الخلافة العباسية العربية ونقلوا مركز الخلافة من القاهرة لاستنبول .. غالبية المدافعين من أصول غير عربية ..

حينما كان نظام الشاه يحكم إيران كان يوجد في إيران البرنامج النووي ، وهو من بدأهُ وتم الاستمرار به بعد الثورة الإسلامية لخدمة أغراض التنمية والتطوير ..وحينها لم يكن موضع قلق لأحدٍ من بلدان الخليج ولا لإسرائيل ولا للدول الغربية ، لأن الشاه كان يدور في فلكهم ويأتمرُ بأمرهم إلى جانب الأشقاء بالخليج

 أما بعد أن فلتَتْ إيران من يد الولايات المتحدة وقرّرت أن تمتلك قرارها وسيادتها وتنطلق نحو المستقبل بإرادة شعبها بعيدا عن كل أشكال الهيمنة والوصاية الأجنبية ، فحينها قامت القيامة ضدها واستيقظُ حكّام الخليج فجأة بعد أن كانوا يغرقون بنومة أهل الكهف ليتذكّروا أن إيران فارسية وشيعية ..دون أن يتذكّروا أن أئمة الفرس الشيعة كلهم عربٌ من آل بيت الرسول ومن نسل عليٍّ وفاطمة بنتُ رسول الله(ص) بينما كل أئمة المذاهب الأخرى هم تقريبا من أصول فارسية 

 وحتى غالبية أئمة الشيعة في إيران اليوم وبعد الثورة الإسلامية هم من أصول عربية وليست فارسية .. وحتى إسماعيل الصفوي هو من أصول عربية هاشمية وليست فارسية .. ولكن مصيبة العقل العربي الذي لا يقرأ هو أنه لم يغادر الجاهلية وعصبيتها العمياء ..

يتحدّثون كثيرا عن التهديد الإيراني والتمدّد الإيراني والمشروع الإيراني ..الخ ، وأدقِّق كثيرا وأتابع كثيرا وأحلِّلُ بين نفسي كثيرا ولا أعثر على أثرٍ لما يتحدّثون به ، ولو اقتنعتُ للحظة أن هناك مشروع إيراني على حساب الأمن العر بي (طبعا وهو الأمن المنتهك من كل العالم ولا وجود له أصلا) لكنتُ أوّل من يقف ضد المشروع الإيراني بقلمي ولساني ، وهذا ما أملكهُ فقط .. النتيجة الوحيدة التي توصّلتُ إليها هو أن إيران خرجتْ من تحت العباءة الأمريكية وباتت حرّة طليقة تعتمدُ على ذاتها كاملا ومستقلة في قرارها وهذا ما أغضبَ الأمريكي فبدأ الهجوم المعاكس وحرّض كل أنظمة الخليج لتحذو حذوهُ ، ونقطة على السطر .. وقد زاد من الحقد الأمريكي والإسرائيلي إغلاق سفارة إسرائيل وسفارة أمريكا في طهران ودعم المقاومة في فلسطين وفي لبنان بوجه المعتدي الإسرائيلي ، وكل ذلك كان يؤجج المزيد من الأحقاد ضد إيران ويستدعي المزيد من التحريض الخليجي عليها .. هذا كل ما في الأمر

ولذا لم يغضب أحدٌ من الأحلام الأردوغانية بإعادة إحياء الهيمنة العثمانية على العرب والتي يتحدّثون علنا عنها ويتدخلون بشكل وقح في الشؤون العربية الداخلية من ليبيا وتونس وحتى سورية والعراق ..وهذا المشروع العثماني الجديد تحدّث عنه أحمد داوود أوغلو رئيس الوزراء التركي علنا في كتابه : العمق الاستراتيجي .. ولكن طالما تركيا عضو في حلف الناتو وحليفة استراتيجية في المنطقة لإسرائيل وتدور في الفلك الأمريكي ، فلا بأس ، فهذا لا يهدِّد الأمن القومي العربي المشترك الذي بات الحديثُ عنه مضحكة ومثار سخرية 

إن الأمر أشبهُ بحكاية ذاك الرجل الذي شاهد ثورا كبيرا شرسا يعبث بحقل القمح فتركهُ وذهب لينهال ضربا على عجلٍ صغيرٍ مسكين خارج الزرع ولا علاقة له بالموضوع ..وحينما قال لهُ صاحب العجل : لماذا تضرب هذا العجل المسكين وهو لم يدخل الزرع ؟ كان الجواب : لو دخل الزرع هذا العجل الصغير لتسبّب بضررٍ أكبر بكثير من ذاك الثور !. إذا العجل المسكين أكل (قتلة) من كعب الدست على النية فقط ..وهذا شأن العرب يتركون من يعبث بأمنهم ويشكِّل خطرا على شعوبهم وأطماعهِ نراها جهارا عيانا من خلال القواعد العسكرية ونهب ثروات المنطقة والتمدُّد الإسرائيلي منذ 60 عاما على حساب قضم الأراضي الفلسطينية والعربية وبناء المزيد من المستوطنات كل يوم ، وهذا ما تجسِّده سياسات وممارسات إسرائيل وأمريكا وتركيا، ويتّجهون نحو إيران ..ثم يحدِّثوننا عن أمن عربي قومي مشترك !. فما هو هذا الأمن القومي العربي في ظل القواعد العسكرية الأمريكية ؟ وما هو هذا الأمن القومي العربي الذي يتقاطع مع أمن إسرائيل ؟. يا جماعة بدها شوية خجَل !.

اليوم هناك مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة بعد اتفاق الإطار الغربي الأمريكي مع إيران حول المشروع الإيراني النووي السلمي ، ويمكن الحديث عن تاريخ المنطقة قبل هذا الاتفاق وبعد هذا الاتفاق .. قبل هذا الاتفاق عايشنا كل تاريخ الأحداث والتطورات ، ولكن ماذا بعد هذا الاتفاق وكيف سيكون تأثيره على الأحداث والتطورات ؟.

لا يوجد أمام العرب سوى خيار واحد وهو الحوار مع إيران على قاعدة الجوار والتاريخ والجغرافية.. فالولايات المتحدة قوة عظمى اليوم ولكن لا يوجد قوة عظمى للأبد وقد تنتهي في يومٍ ما وتنحسر ضمن حدودها بعيدا عن الخليج العربي آلاف الأميال .. أما إيران فمهما كانت فلا يمكن لنا أن نحملها بعيدا ونضعها على مسافة آلاف الأميال ..إننا محكومون معها بحكم الجغرافية والتاريخ كما نحنُ محكومون بالحياة والأمل.. ولذا لابُدَّ من الحوار ..

الحرب مع إيران ليست لعبة ولا مزحة ، إنها تعني عودة المنطقة الخليجية كلها ، وربما إيران أيضا، سبعين سنة للوراء وتدميرها بالكامل .. لقد عشتُ في أبو ظبي وأحبُّ الإمارات وكل شعوب الخليج العربي وهم أبناء قومي وأميِّزُ بين سياسات العائلات الحاكمة وبين الشعوب . فالسياسات تحكمها المصالح وليس العواطف والروابط العاطفية، التي رأيتها قوية لدى أبناء الإمارات، ولا أريد أن يتورّط أحدٌ في حرب قد تحرق الأخضر واليابس .. لا أريد أن أسمع أن برج العرب قد انهارَ بصاروخ أو برج خليفة أو قصر الإمارات ، أو محطة توليد كهرباء حيث الناس تختنق من الرطوبة بدون مُكيِّفات .. وذات الأمر ينطبق على كل بلدان الخليج .. كل الأجانب سيغادرون فورا بلدان الخليج إذا ما نشبت لا سمح الله حرب شاملة ولن يبقى منهم أحدٌ.. بل حتى أثرياء الخليج سيغادرون .. لا بدَّ من الحوار ولا خيارٌ أو بديلٌ عن الحوار ومنطق التبجُّح والغرور والتحدِّي الذي أسمعهُ من بعض المحللين الخليجيين ينمُّ عن قِصر بصر وبصيرة ومراهقة سياسية لا ترقى لمستوى الوعي المطلوب في هذه المرحلة .. وأما الإعلاميون من غير أبناء الخليج الذين يترزّقون من أموال الخليج ، فأرى سعارا لديهم غير مسبوق وتحريضٍ طائفيٍ رخيص قذر يشبهُ صلعاتهم القميئة .. وهؤلاء لا يمكن أن يقوم بدورهم التحريضي إلا عملاء صهاينة مكلّفين بهذا الدور لجرِّ الأمة نحو التناحر المذهبي وحينها يعودون إلى أوكارهم الأساسية لدى المخابرات التي منحتهم جنسياتهم البريطانية لمنحهم الأوسمة .. البعض يتحدّث عن مؤامرة أمريكية إيرانية ضد العرب لمجرّد أن الولايات المتحدة جلست مُرغَمةً على الطاولة لتتحاور وتتفاوض مع إيران بعد أن فشلت كل مخططاتها السابقة .. وأن إيران كاذبة في إدعائها العداء لأمريكا ورفع شعارات : تسقط أمريكا ، والشيطان الأكبر .. ولا أدري لماذا العرب يريدون أن يكون هناك عداء دائم بين إيران والولايات المتحدة !.هل هذا يخدم أمن الخليج ؟. لا يوجد بالتاريخ عداء دائم ولا حرب دائمة ولا سلام دائم .. وإن كان العرب يريدون من إيران معاداة أمريكا دوما فلماذا لا يقومون هم أنفسهم بمعاداة أمريكا ؟.

وحتى لو افترضنا أن إيران لم تكن معادية للولايات المتحدة وأن إغلاق السفارة الأمريكية بعد الثورة وأخذ طاقمها رهائن ومحاولةِ الولايات المتحدة لتحريرهم ثم فشل المحاولة .. لو افترضنا أن كل ذلك كانت مسرحيات متفقٌ عليها ، فهل يحقُّ لأنظمة الخليج وغيرها أن تنتقد إيران على ذلك ؟. أليسَ هذا شبيهٌ بتلك التي جاءت لتقول لزميلتها (يا عيبِكِ) البارحة أمي كانت تجلس في المحل الفلاني (سيء الصيت) وشاهدتْ من خلف البللور أمكِ تمرُّ من أمام المحل .. فأجابتها زميلتها : أمي كانت تمرُّ من أمام المحل ولكن ماذا كانت تفعل أمكِ بداخل المحل ؟.

لا أتحدّث مطلقا من باب التحيُّز لإيران .. وإنما من منطلق حبي لأبناء قومي من العرب .. فلستُ من المُغرمين بأي نظام إسلامي ، لا في إيران ولا غير إيران ، ولكن أتحدُّثُ بموضوعية .. فإيران تمكنّت من التوفيق والمُزاوجة بين القيم الإسلامية وبين الحداثة الغربية .. فلديهم انتخابات رئاسية شفافة ومتعددة كل أربع سنوات وتنافُس شديد .. ولديهم برلمان منتخَب وله دورهُ الفاعل ومن دون موافقته لا يمكن لرئيس الجمهورية تعيين أي وزير ولديهم حرية تعبير ومظاهرات .. وهناك حياة ديمقراطية ومحاسبة ومساءلة في البرلمان ، ولم نرى أي رئيس جمهورية في إيران يحكم مدى الحياة ومن القصر إلى القبر .. هناك في إيران اليوم على ما أعتقد أربع رؤساء يجلسون في بيوتهم بعد أن جاؤوا بصناديق الاقتراع ورحلوا بصناديق الاقتراع .. فهل يوجد شيء من كل ذلك في المملكة العربية السعودية التي تطبِّق كما يقولون الشريعة الإسلامية ؟. بإيران حكم إسلامي وفي السعودية حكم إسلامي ، ولكن هل هناك مجالٌ للمقارنة ؟.أريدُ كل الخير لشعب السعودية وكل الشعوب الخليجية والعربية ، ولكن ما هكذا تُورَدُ الإبل .. دعونا نبتعد عن ثقافة الكراهية والتحريض ونلتفتُ فقط نحو ما يفيد شعوبنا من تنمية وتطوُّر وديمقراطية وحقوق إنسان وحل كل المشاكل بالحوار والعقل والحكمة ، فركوب الرأس لا يؤدِي إلا إلى انكساره ..والحماقةُ أعيت من يداويها ..

وأقول لكل من ينتقد هذه التجربة الديمقراطية في إيران : بالتأكيد هذه لا تلبِّي كل طموحاتي كشخصٍ مؤمنٍ بالكامل بالديمقراطية على النمط الأوروبي، ولكن يا ليت الديمقراطية المُطبَقة في إيران موجودٌ مثلها مبدئيا لدى بلداننا العربية ، إذا ما استثنينا تونس التي وضعت أقدامها على الطريق الصحيح ونتمنى لها كل النجاح

وسؤالي الأخير للأشقاء العرب : ماذا لو انتقلت إيران نحو المجال المغناطيسي الأمريكي بعد أن خبِرتْ ضدها كل هذه الكراهية العربية تارةً باسم المذهب وتارة باسم القومية ،وكل هذا التحريض العربي والغدر العربي الذي قال عنه تشرشل ذات يوم (إذا انتهى العرب انتهى الغدر ) وهي من مدّت يدها لهم لتكون شريكة في معركتهم ضد الإسرائيلي من أجل فلسطين وشعب فلسطين ولكنهم رفضوا ذلك ؟. هل من مصلحتنا كعرب أن يعود الشاه بحلّةٍ جديدة بسبب حماقاتنا ومحدودية تفكيرنا أو ببّغائية بعض الإعلاميين العرب الذين يعيشون على حساب أهل الخليج ويحرضونهم على الخراب ليل نهار ؟. قال المثل : اِلحَق البُومة تدلّك على الخراب .. وإن لحقتم مُنظِّري وإعلاميي قناة الجزيرة القطرية وغيرها ، لاسيما من الغرباء فسوف يقودونكم فِعلا للخراب ..

أتمنى أن لا يطول الزمن حتى يجلس العرب والإيرانيين على طاولة المفاوضات كما جلست القوى الدولية العظمى ، وأعتقد حينها سيبوح قادة الخليج بالسر (الذي ليس بسرٍّ ) ويقولون علناً أن الولايات المتحدة هي من كانت تحرِّضهم على إيران ولم يكن لديهم من الأمر حيلة, وسوف يمتدحون حينها الوشائج التاريخية مع إيران أكثر مما شتموا إيران خلال العقود والسنين الأخيرة ..

تنويه : كل نجمة هي بداية لمقطع جديد .