نشرت مقالي هذا بتاريخ ٢٠١١/٨/١٣ تحت عنوان ابن سينا ام الزرقاوي وزع المقال مرات عدة اخرها قبل فترة وجيزة
.
ابن تيمية شجرة الزقوم ومحمد بن عبد الوهاب وابن لادن والزرقاوي والبغدادي ثمارها،
لذلك غيرت اسم المقال. سيأتي بعد من ذكرناهم جيل يجعلوننا نترحم على معلميهم لفضاعة ما سيرتكبونه من مجازر ضد البشرية، ان لم
تتضافر جهود البشرية لدفن بؤرة الشر. إليكم المقال مختصرا مع إضافات بسيطة:
في العام 1951 وصل فريق بحث علمي من جامعة ايوا الأمريكية إلى جزيرة سيوارد في ألاسكا، ضم الفريق طالب دراسات عليا شاب وصل حديثا من السويد اسمه يوهان هولتين.
مهمة الفريق كانت البحث عن سلالة فيروس احدث وباء الأنفلونزا في العام 1918. قتل الفيروس حينها أكثر من خمسين مليون إنسان. بحث هولتن وفريقه في جثث موتى دفنوا في طبقات
الجليد، لكن مهمتهم فشلت.
في العام 1995 شرع فريق علمي أمريكي آخر في البحث عن الفيروس ذاته في مكان آخر، هو المتحف الطبي العسكري الذي تأسس سنة1862، والذي كان يحتفظ بأنسجة وعينات أخذت من جثث
ضحايا وباء 1918.
بعد عامين نجح الفريق في العثور على عينتين من جثتين مختلفتين.
نشر الفريق نتائج أبحاثه في مجلة علمية.أصاب الفريق القلق نتيجة ضالة الأنسجة المتبقية. ظلوا معلقين بالأمل ينتظرون حدوث معجزة. حصلت المعجزة بعد قراءة الشاب السويدي
يوهان هولتين نتائج أبحاثهم، لكن هولتين أصبح شيخا عمره 73 سنة.
عاد هولتين بعد 46 سنة إلى مكان بحثه الأول. تمكن من الحصول على أربع عينات عثر في واحد منها على الفيروس، مما سهل مهمة فريق البحث في رسم خارطة جينية كاملة لفيروس عام
1918. مكنت الخارطة الجينية العلماء من إنتاج لقاح ودواء لسلالات متطورة من فيروس الانفلونزا .
بالإصرار نفسه (الذي بدأه العالم السويدي يوهان) سار الانتحاريون من العرب ومن غيرهم. شكلوا فرقا للموت
والقتل والبحث عن اغرب وأقسى الطرق لإيذاء البشرية، تحايل بعضهم وكذبوا على أسرهم، زوروا الوثائق, عبروا الحدود سيرا على الأقدام يسلكون دروبا وعرة في الوصول إلى
مقاصدهم، قصة اي واحد منهم تكفي للمقارنة بينهم وبين العالم السويدي.
العالم يوهان جاء من وسط ثقافي يقدس الحياة والعلم ويحترم الإنسانية. وسط أنجب العالم نوبل,
بينما ينحدر الانتحاريون العرب من وسط أنجب ابن تيمة وابن لادن وأنجب من فخخ ابنته ذات التسعة اعوام وأقنعها بتفجير نفسها في
مركز شرطة في دمشق.
انحدر الانتحاريون من ثقافة تمقت الحياة والعلم وتناصب الإنسانية والسعادة العداء. الانتحاريون ينتمون الى مدرسة مذهبية كفرت كل
من اختلف معها في الرأي واستباحت دماءهم.مدرسة ناصب شيوخها الأوائل العلماء العداء.
قال ابن تيمية عن الطبيب والفيلسوف ابن سينا: "كان هو وأهل بيته وأتباعه معروفين عند المسلمين بالإلحاد" كتاب الرد على
المنطقيين ص141
قال ابن القيم الجوزيه عن ابن سينا: "إمام الملحدين الكافرين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر" إغاثة اللهفان
الجزء الثاني الصفحة 374.
قال ابن صلاح عن الفيلسوف ابن سينا: "ابن سينا كان شيطاناً من شياطين الإنس" فتاوى ابن الصـلاح الجزء الاول الصفحة209
قال ابن تيمية عن الكيمياوي جابر بن حيان: "كان ساحراً من كبار السحرة في هذه الملّة، اشتغل بالكيمياء والسيمياء والسحر
والطلسمات، وهو أول من نقل كتب السحر والطلسمات"!!.
قال ابن تيمية عن الخوارزمي : "أنه وإن كان عِلمه صحيحاً إلا أن العلوم الشرعية مستغنية عنه وعن غيره".
اتهموا الكندي والرازي وابن الهيثم بالزندقة وقالوا عنهم: "من الملاحدة الخارجين عن دين الإسلام، من أقران ابن سينا علماً وسفهاً وإلحاداً وضلالاً"
لماذا يمقتون العلم لهذه الدرجة ؟.
في مثل هذه البيئة الكارهة للعلم والعلماء لا غربة في ان يكون أتباع ومريدو ابن تيمية بالملايين، بينما لا نجد تابعا واحدا لابن سينا والرازي وجابر بن حيان والخوارزمي
وابن المقفع.!!
"الغرب الكافر" ما زال مهتما بعلمائنا، يدرس كتبهم في جامعاته المتخصصة ويشيد بمنجزاتهم التي قدموها لخدمة الإنسانية.
وفِي السعودية منحت جامعة الامام محمد بن سعود شهادة الماجستير للطالب صالح بن محمد بن علي الرزقان في فقه
الضراط.
انتشرت عشرات الفضائيات العربية "الدينية", التي تحرض على القتل والكراهية والفرقة، والتي تظهر رجال دين متخصصين بغلق نوافذ
الحياة وفتح نوافذ الموت، بعضهم اختصوا بفتاوى النكاح حيث صاغوها بحلة عصرية المسيار والمسفار وال.........
الأغرب خلو ساحة الإعلام العربي من فضائية عربية واحدة مختصة بالعلم والعلماء وتتبع سير وأثار العلماء الأقدمين والحاليين، مثلما تفننوا بمتابعة سير واخبار من اغرقوا
البشرية بالدماء، امثال ابن لادن وملا عمر الافغاني والزرقاوي والبغدادي والجولاني.
هذه البيئة الموبوءة لا تنتج علماء ومخترعين ومكتشفين مثل نوبل واينشتاين وأديسون وهولتن , ومن اليسير جدا ان نجد أشباه كثر للبغدادي. اهم منجزات هذه البيئة هي الفتاوى
البائسة والشعوذة والخزعبلات والتكفير والكراهية وقتل الاخر.
اغرب ما قرأته وشاهدته قضية قاضي سعودي تحولت قصته الى حلقة في مسلسل طاش ما طاش السعودي، القاضي اتهم باختلاس 100 مليون ريال، لكنه ادعى انه كان مسحورا، حينما كان يسرق،
الغريب انه خضع "للعلاج الشرعي" لإخراج الجن (الحرامي) !.في الهيئة شيوخ متخصصون بإخراج الجن وإبطال السحر !!.
"ذو العقل يشقى في النعيم بعقله واخو الجهالة في الشقاوة ينعم"
بعد كل هذا هل من عجب إذا أنجبت مثل هذه البيئة هذا العدد الكبير من الانتحاريين والقتلة؟ وعقمت عن إنجاب عالم واحد على الرغم
ما يتوفر لها من إمكانات مالية وبشرية هائلة !.
(إذا ما الجهل خيم في بلاد رأيت أسودها مسخت قرودا) الرصافي
"بلينا بقوم يظنون ان الله لم يهد سواهم " ابن سينا