Back Home Next

بغداد في تطورها العمراني : قرى تحولت مع العباسيين الى عاصمة

  د. رؤوف الناصري

مدينة بغداد هي العاصمة العراقية التأريخية الشهيرة وهي مركز محافظة بغداد.

وقد أظهرت التنقيبات الأثرية أن بغداد كانت في الفترات القديمة موطناً بشرياً مهماً يعود إلى العصر الأشوري قبل اختيارها لتكون عاصمة للخلافة العباسية. ومما جعل لهذا الموقع أهميته الجغرافية والاستراتيجية توسطه مدناً حضارية إنسانية كبرى تمتد من شمال العراق إلى جنوبه، وأولى هذه المدن العاصمة السومرية أور في جنوب العراق. وكانت مدينة بابل الشهيرة الواقعة في وسط العراق امتداداً تاريخياً لمدن أور، وأريدو، وأوروك (الوركاء) .

أما في شمال العراق فبرزت مدن كانت لها مكانة مميزة ولعبت دوراً حضارياً في بلاد وادي الرافدين ومن أشهرها: أشور، كالح (نمرود)، نينوى، والحضر.

إن هذا الموقع الجغرافي التأريخي جعل بغداد تتبوأ موقعاً متوسطاً بين تلك المدن الأمر الذي شكل بيئة ملائمة لتطور الإنسان وإنجازاته الحضارية والفكرية. وفي العصور التي سبقت الفتح الإسلامي وما بعده ، كانت المنطقة التي عرفت في بغداد في العهد العباسي تحيط بها مدن لها أهميتها الاستراتيجية والجغرافية وكانت تمثل حضارات مختلفة ترك بعضها أثره على عدد منها مثل: المدائن، الكوفة، البصرة، وواسط.

 

ومن المزايا المهمة لموقع بغداد الجغرافي والاستراتيجي أيضاً وقوعه على منتصف نهر دجلة الذي يمثل الشريان الحيوي لوسائط النقل النهري بين المدن القديمة في شمال العراق وجنوبه. وكذلك فإن موقع بغداد وقربه من حوض نهر ديالى وانتشار القنوات والجداول في هذه المنطقة أدت إلى أن تكون عامرة بريّها ومزارعها وكانت حينها في أوج ازدهارها، ويفهم مما ذكره بعض المصادر التأريخية أن كمية الخراج التي كانت تجبى من هذه المنطقة تعبر عن كثافة الاستيطان البشري في بغداد وما حولها.

 

وحظيت بغداد بإهتمام الرحالة والمؤرخين المسلمين وغيرهم – وكذلك عدد من المستشرقين الأوروبيين – الذين عنوا بتأريخ المدينة وجغرافيتها وأسهبوا في الحديث عن موقعها المتميز واعتدال هوائها وخصوبة تربتها وعذوبة مائها ، ودونوا عنها العديد من المصنفات والكتب  والخرائط.

 

.

 

ويعزى هذا الإهتمام إلى الدور الحضاري الذي لعبته بغداد على مسرح الأحداث منذ أن اختطها أبو جعفر المنصور وإلى يومنا هذا. ومن هؤلاء المؤرخين والرحالة : الجاحظ، الخطيب البغدادي ، ابن بطوطة ، حمد الله المستوفي ، أحمد بن واضح اليعقوبي ، الرحالة الأندلسي ابن جبير، مصطفى بن كمال الدين الدمشقي وآخرون غيرهم. وأما من الغربيين فمنهم : د.  ألفرت دابر، والرحالة الفرنسي جي. بي. تافرنييه، وهرزفيلد، وستريك، والمؤرخ البريطاني كي. لي. سترانج، والرحالة الدنماركي نيبور، والمستشرق الفرنسي لويس ماسنيون ... وغيرهم الكثير.

ولعبت مدينة بغداد في أحقاب زمنية مختلفة دوراً كبيراً في التأريخ الإسلامي، فكانت مركزاً للتمدن الإسلامي والازدهار العمراني ، وتعتبر حالياً إحدى أهم مدن العالم الإسلامي على الرغم مما لحق بها وبقية مدن العراق من خراب خلال العقود الأخيرة.

تسمية بغداد

 

اختلف المؤرخون في تسمية بغداد وتعيين معناه. ويذكر الدكتور مصطفى جواد المؤرخ واللغوي العراقي المعروف والدكتور أحمد سوسة في كتاب « بغداد » في بحثهمـا المشـترك « تخطيط بغداد في مختلف عصورها »، وفي فقرة أولى تحمل عنوان « بغداد في أدوارها الأولى » أن هناك مَن قال: أصل كلمة بغداد هو « بعل جاد » باللغة البابلية، ومعناه « معسكر بعل » ومنهم مَن قال أنه « بعل جاد » أي الإله الشمس، ومنهم مَن قال أيضاً أنه كلداني، وأن أصله « بلداد » و« بل » اسم الإله الكلداني، و« داد » كلمة أرامية معناها « الفتك ». ويذهب هؤلاء إلى أنه حدث على عهد بختنصر (604 – 562 قبل الميلاد) أن انتصر على أعدائه في هذه المنطقة، فأنشأ هذه القرية تخليداً لانتصاره.

ومنهم مَن يقول إن اسم بغداد بابلي من عهد حمورابي في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، وأن أصله « بيت كدادا » أي بيت الغنم. ويرى بعض الباحثين أن كلمة بغداد آرية الأصل، وأن الكيشيين استعملوها أول مرة في مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، ومعناها «عطية الإله». ومنهم مَن قال أن اسم بغداد فارسي هو «باغ داد» وباغ بالفارسية معناها بستان، وداد اسم لشخص، ومعنى الكلمتين بستان داد.

وقيل أيضاً: كان اسم ملك الصين « بغ » فكان تجار الصين إذ انصرفوا إلى بلادهم بأرباحهم الوافرة من سوق بغداد، قالوا «بغ داد» أي هذا الربح من عطية الملك، وهو أضعف الأقوال وأبعدها عن الاحتمال.

وورد اسم بغداد في أخبار الفتح الإسلامي للعراق في العام 15هـ (636م). وأطلق المنصور على المدينة التي شيّدها العام 145هـ (763م) اسم « مدينة السلام » وكان هذا الاسم الرسمي لها، غير أن الناس كانوا يسمونها في الغالب « مدينة المنصور »، كما أنهم أطلقوا عليها وما شملته من أبنية أخرى عند توسعتها اسم « بغداد » الذي كان يطلق على هذه المنطقة قبل بناء المنصور مدينته.

 

الاختيار والتخطيط

اختار أبو جعفر المنصور موقع بغداد على رقعة مرتفعة من الأرض على الجانب الغربي من نهر دجلة عند مصب نهر الرفيل فيه. وكانت تحيط بهذا الموقع قرى مأهولة السكان مزدهرة أهمها: بغداد البالية القديمة، وسونيا الآرامية، والخطابية، وشرفانية، وبناورا، وورثاه، وبراثا، وقطغتا، والوردانية. وكان هناك جسر على دجلة، ودير للنصارى. والأرض التي تحيطها سهلة زراعية تسقيها مياه ترع تتفرع من نهر الرفيل الواسع الذي يأخذ من نهر الفرات ويبعد عن بغداد نحو 30 كيلومتراً، ومن نهر دجيل الذي يأخذ مياهه من دجلة في شماليها . وهذه الأراضي المزروعة كانت واسعة تنتج محاصيل زراعية وافرة، ويقابلها في شرقي دجلة أراض منبسطة أيضاً تروي مزارعها أنهار وترع عدة.

واشترك أبو جعفر المنصور مع عدد من المهندسين بتخطيط مدينة بغداد، وكانت مدورة ويبلغ طول قطرها نحو 2615 متراً، وأحيطت بخندق وسورين بينهما ساحة واسعة. والسور الداخلي أعرض سمكاً وأعلى ارتفاعاً وأحكم بناء وتتوزع فيه الأبراج. وجعل لها أربعة مداخل (أبواب) ضخمة سمي كل باب باسم الإقليم الذي يواجهه: باب الشام، وباب الكوفة، وباب البصرة، وباب خراسان. وفوق كل باب قبة، وحصّن كل مدخل بباب ضخم من حديد يمكن إقفاله بإحكام. ورسم في داخلها سكك (شوارع أو أزقة) عديدة على كل منها عدد من الطاقات، وكل هذه السكك مستقيمة تمتد من السور إلى رحبة واسعة في وسط المدينة المدورة.

 

 

وشيّد المنصور في وسط الرحبة قصراً كبيراً خطط على شكل مربع طول كل ضلع من أضلاعه 400 ذراع أي ما يعادل 240 متراً. وشيّد في طرف القصر إيواناً فخماً تعلوه قبه شاهقة الارتفاع، كُسيت من الخارج باللون الأخضر وكانت تشاهد من مسافات بعيدة. وتم إكساء وتزيين القصر من الداخل بالخشب الصاج تتخلله زخارف ذهبية رائعة، ولذلك كان يسمى بقصر الذهب، وكان هذا القصر مقام الخليفة ومقر عمله.

وشيّد بجانب القصر من جهته الشرقية جامع واسع مربع الشكل، طول كل ضلع من أضلاعه 200 ذراع أي ما يعادل 120 متراً، وكان في حينه يعتبر من أكبر جوامع بغداد.

كانت بغداد عند تشييدها من أمنع الحصون العظيمة، وتتسم أبنيتها بالفخامة والضخامة، ولم يسمح المنصور لأحد من رجال حاشيته بأن يبني فيها، ما عدا المقربين إليه وصاحب الشرطة وبعض الدواوين، أما الحرس فأسكنهم على طرفي السكك وعند الطاقات. وكانت المدينة خالية من الحدائق والمتنزهات، حتى أن الخلفاء الذين جاءوا بعد المنصور أقاموا في قصور بنوها خارج المدينة المدورة.

وانتقلت العاصمة العباسية في زمن المعتصم العام 221هـ (837م) من بغداد إلى سامراء، ولما عاد الخليفة العباسي المعتمد العام 279هـ (893م) إلى بغداد أقام في دار الخلافة بالجانب الشرقي من نهر دجلة.

 

الأرباض

والأرباض هي المناطق الواقعة خارج المدينة المدورة والتي أسكن فيها المنصور أتباعه وجيشه، حيث وزع عليهم الأراضي لبناء القصور والبيوت. ففي الأطراف الشرقية من المدينة، وهي منطقة ضيقة من الأرض محصورة بينها وبين دجلة، شيّد أبناء المنصور وبعض أقاربه قصوراً، كما بنى له هناك قصر الخلد، ولزوجته قصر أم جعفر. أما في جنوبي المدينة، فقد سكن عدد من رجال الأسرة العباسية وهم من حاشيته والمقربين إليه. وسكن في هذه المنطقة أيضاً ابنه محمد المهدي قبل أن تشيد الرصافة، وكذلك بنى في هذه المنطقة مسجداً جامعاً اسمه « مسجد الشرقية ».

أما الأطراف الغربية والشمالية فقد سكن فيها كبار رجال المسلمين من العرب والإيرانيين وما وراء النهر. وكانت تتوزع الحوانيت في الأرباض التي كان أغلب سكانها من الجند المقاتلين، ولم يكن لها أسوار مما ساعد في امتدادها

 

منطقة الكرخ

وبعد أن ازدهرت مدينة المنصور توافد إليها الناس بإعداد كبيرة من أماكن مختلفة لأغراض اقتصادية وتجارية، وهدد تكاثرهم بتبديل الطابع العسكري الإداري الذي اتسمت بها مدينة المنصور، وبذلك أصبحوا ، بمرور الأيام ، خطراً على المدينة ونظامها. لذلك أمر المنصور سنة 157هـ (774م) ، بنقل الأسواق وأهلها إلى الكرخ الواقعة جنوبي نهر الصراة. وسرعان ما أتسعت الكرخ وازداد عدد سكانها وكثرت أسواقها وأصبحت من أغنى وأكبر مناطق بغداد. واستوطنها عدد كبير من العلماء والمفكرين وشيّدت فيها المساجد والقصور وامتدت عمائرها حتى وصلت إلى نهر عيسى الذي كان يصب في نهر دجلة بالقرب من جسر الشهداء الحالي.

 

منطقة الرصافة

وعندما استوعبت مدينة المنصور المدورة وأرباضها حاشية الخليفة وجنده، وعند قدوم ابنه محمد المهدي، وكان ولياً للعهد، مع جيشه من الري (طهران حالياً)، أدرك المنصور أن المدينة المدورة وأرباضها لا تتسع لهم ، فأمر ببناء الرصافة في الجانب الشرقي من نهر دجلة مقابل المدينة المدورة، وعمل لها سوراً وخندقاً وميداناً وأجرى لها الماء، وشيّدت فيها لابنه المهدي قصراً شامخاً وجامعاً كبيراً، وأقام حولها القصور والبيوت لكبار رجال الدولة العباسية وقادتها، وشقت لها الأنهار وعمرت فيها الأسواق. ونمت الرصافة في حينها وازدهرت فيها الحياة الفكرية والاقتصادية والعمرانية، ولكنها لم تصل إلى الحد الذي بلغه الجانب الغربي «الكرخ».

 

دار الخلافة

في بداية حكم الخليفة العباسي المأمون اشتهرت بغداد بـ « دار الخلافة » التي كانت تقع في القسم الجنوبي من الجانب الشرقي من نهر دجلة، وكانت تشمل أهم قصور الخلفاء وملحقاتها. ثم عمرت من حولها، مع الزمن، البيوت والأسواق والمساجد والمدارس، وأحيطت بسور على شكل نصف دائرة له أبواب عدة، وقدم إليها العلماء والمفكرون وبذلك أصبحت واحدة من أعرق حواضر العالم الإسلامي في حينها.

ومن أهم المعالم الدينية والتاريخية والسياحية في بغداد وضواحيها هي :

جامع الإمام الأعظم

يقع جامع ومرقد الإمام أبي حنيفة (جامع الإمام الأعظم) في منطقة الأعظمية، وهي من أقدم وأشهر ضواحي مدينة بغداد في جانب الرصافة، ويمتد على ضفة نهر دجلة ويضم مرقد الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت (80 – 150هـ/ 700 – 767م)، أحد تلاميذ الإمام جعفر الصادق (ع)، وهو مؤسس المذهب الحنفي الذي عرف باسمه.

الحضرة القادرية

يعتبر جامع ومرقد الشيخ عبد القادر الگيلاني (الحضرة القادرية) من المراقد التأريخية المهمة في بغداد، ويعود تأريخ بنائه إلى القرن الثالث عشر الميلادي، ويقع في محلة باب الشيخ في جانب الرصافة من بغداد، ويمتاز بطرازه المعماري الإسلامي ويعد من أوسع جوامع بغداد القديمة.

جامع الخلفاء

تعد مئذنة جامع الخلفاء إحدى ابرز المآذن القديمة في بغداد، ويقع الجامع الذي تعود إليه في شارع الجمهورية ـ جانب الرصافة من بغداد، وشيّد في عهد الخليفة العباسي المكتفي بالله الذي استمر ما بين 289 – 295هـ (902 – 908م) ليكون خاصاً بصلاة الجمعة في شرق القصر الحسيني. وكان المسجد يعرف بجامع القصر، ثم أطلق عليه اسم جامع الخليفة ثم جامع الخلفاء بعد ذلك، وكان أحد ثلاثة جوامع كبيرة شيّدت في بغداد، إذ كان قد بني قبله جامع المنصور وجامع الرصافة، لكن معالم الجامعين الأخيرين اندثرت ولم يبق من آثارهما شيء.

جامع براثا

يقع هذا الجامع على الطريق المؤدي من بغداد إلى مدينة الكاظمية، وتعد منطقة براثا من أقدم معالم بغداد في تاريخ الإسلام وقبل تأسيس مدينة السلام (بغداد) بـ108 سنوات، إذ كانت ديراً نصرانياً .. وبراثا هو اسم باني الدير ومعنى براثا بالسريانية (ابن العجائب) وفي اللغة العربية تعني (الأرض الرخوة الحمراء).

 

ومن الجوامع والمساجد الأخرى المعروفة في بغداد هي:

·         جامع الأحمدي : ويقع في منطقة الميدان بالقرب من وزارة الدفاع في جانب الرصافة من بغداد.

·         جامع الحيدرخانة : ويقع في محلة الحيدرخانة ـ جانب الرصافة من بغداد بمحاذاة شارع الرشيد.

·         جامع المرادية : ويقع بجانب الرصافة في الجهة المقابلة لمبنى وزارة الدفاع ويطل على شارع الرشيد.

·         جامع العاقولي : ويقع في محلة العاقولية ـ جانب الرصافة بالقرب من جامع الحيدرخانة.

·         جامع الشيخ معروف : ويقع في المقبرة المعروفة باسمه في الجانب الغربي من بغداد إلى الشرق قليلاً من مرقد السيدة زمرد خاتون.

·         جامع قمرية : ويقع في محلة الشيخ بشار في جانب الكرخ من بغداد على الضفة الغربية من نهر دجلة.

·         جامع الآصفية : يقع إلى جانب المدرسة المستنصرية، ويضم مرقد الشيخ أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي البغدادي (صاحب كتاب الكافي).

·         جامع الخلاني : يطل على ساحة الخلاني في شارع الجمهورية – جانب الرصافة ، ويضم مرقد الشيخ أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري الأسدي المعروف بالشيخ الخلاني.

·         مشهد النذور : ويقع في الأعظمية ـ محلة النصّة قريباً من جامع الإمام الأعظم.

·         مرقد الشيخ السمّري : يقع في سوق السراي داخل جامع القبلانية.

·         مرقد الحسين بن روح النوبختي : يقع في منطقة سوق الشورجة.

·         مرقد الشيخ عثمان بن سعيد العمري: يقع في سوق الميدان ـ جانب الرصافة.

 

المدرسة المستنصرية

تعد المدرسة المستنصرية الواقعة في جانب الرصافة من بغداد بالقرب من جسر الشهداء وتطل على نهر دجلة أول جامعة أو مدرسة في العالم الإسلامي ، وهي منسوبة إلى الخليفة العباسي المستنصر بالله، وقد شيّدت سنة 631هـ (1234م) في أواخر الدولة العباسية. وتشكل من الوجهة الفنية والتاريخية والمعمارية نموذجاً رائعاً من الأمثلة المعمارية خصوصاً بما ينطوي تكوين البناء على خصائص مميزة في العمارة الإسلامية.

 

المدرسة الشرابية (القصر العباسي)

تقع المدرسة الشرابية (القصر العباسي) أو دار المسناة الناصرية على نهر دجلة في جانب الرصافة من بغداد، وبالقرب من ساحة الميدان، ويعتبر هذا المبنى التأريخي نموذجاً مهماً من الريازة العباسية في عصرها المتأخر. واستخدم الطابوق (الآجر) في تحلية العقود بهيئة فصوص ومقرنصات ذات تكوين هندسي ينحدر إلى الأسفل، فيكون مجاميع لنحوت هندسية تتميز بها العمارة الإسلامية في العراق بصورة خاصة.

ويقول بعض المؤرخين إنّ الخليفة الناصر لدين الله هو الذي بنى هذه المدرسة، وينسب آخرون هذا البناء إلى شرف الدين إقبال الشرابي الذي بنى ثلاث مدارس أخرى تحمل اسمه، في بغداد والكوت ومكة المكرمة  . شيّد هذا المبنى سنة 622هـ (1225م).

 

المدرسة المرجانية

تقع المدرسة المرجانية في جانب الرصافة من بغداد بالقرب من المدرسة المستنصرية وكذلك بالقرب من أحد أسواق بغداد القديمة المشهورة وهو سوق الشورجة.

شيّدت المدرسة من قبل حاكم بغداد أمين الدين بن عبد الله مرجان سنة 758هـ (1357م)  وسميّت باسمه، وقام بتمويل هذا البناء الشيخ حسن الجلائري مؤسس الدولة الجلائرية وتحولت المدرسة في ما بعد إلى مسجد جامع يعرف اليوم بجامع مرجان.

قبة مرقد زمرد خاتون

تعتبر قبة مرقد زمرد خاتون الواقعة في مقبرة الشيخ معروف الكرخي في جانب الكرخ من بغداد، وتعرف خطأ عند الناس بقبر الست زبيدة زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد، من الأمثلة المعمارية الفريدة الباقية من العصور العباسية المتأخرة.

والسيدة زمرد خاتون هي زوجة الخليفة العباسي المستضيء بالله وأم الخليفة الناصر لدين الله، وتوفيت سنة 599هـ (1203م).

 

قبة مرقد الشيخ عمر السهروردي

يقع مرقد الشيخ عمر السهروردي بجوار الباب الوسطاني أو ما يسمى بباب الظفرية، وهو من أبواب سور بغداد الشرقية. وشيّد في المقبرة الوردية المعروفة حالياً بمقبرة الشيخ عمر في جانب الرصافة من بغداد.

خان مرجان

يعتبر خان مرجان من أهم خانات بغداد التأريخية، ويتميز بفخامة بنائه وطرازه الفريد الذي عرفته الهندسة المعمارية الإسلامية خلال القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي)، يقع بالقرب من المدرسة المرجانية، بين شارع السموأل وسوق البزازين، قرب شارع الرشيد في جانب الرصافة، وكان شيّد العام 760هـ (1359م)، بأمر من أمين الدين مرجان الذي كان حاكماً على بغداد في عهد السلطان أويس بن الشيخ حسن الجلائري، أحد الأمراء البارزين في العهد المغولي (الأيلخاني).

السراي والقشلة

تعتبر بنايتا السراي والقشلة من أهم المباني التأريخية والمعمارية العثمانية في بغداد التي ما تزال عمارتها قائمة حتى الآن، على رغم ما تعرضتا له من تخريب وإهمال بعد سقوط النظام البائد مباشرة.

تقع البنايتان الى جانب الرصافة على الضفة الشرقية لنهر دجلة في المنطقة المعروفة بمحلة السراي مقابل جامع السراي وبجوار سوق المكتبات، ومساحتهما مستطيلة الشكل طولها 50 متراً وعرضها 25 متراً تمتد على الضفة الشرقية لنهر دجلة جنوب بناية وزارة الدفاع الحالية.

وكانت تشغل بناية السراي وزارة المعارف سابقاً ومديرية الشرطة العامة ووزارة الداخلية وتلاصقها القشلة التي كانت وزارة المالية سابقاً.

والسراي تسمية تطلق على مبنى تجمع دوائر الحكومة العثمانية، ومن أقسامه المهمة التي حافظت على أصالتها المعمارية والزخرفية بوابة السراي المعروفة بإيوان السراي .

باب بغداد الوسطاني

يقع باب بغداد الوسطاني بالقرب من مرقد الشيخ عمر السهروردي في جانب الرصافة من بغداد، وهو أحد الأبواب الأربعه لمدينة بغداد، التي كان يحيطها سور مبنى بالطابوق (الآجر)، وله أبراج كبيرة دائرية تقع في الزوايا الرئيسية للسور، وأبراج أخرى تنتشر عليه وتقع على مسافات قصيرة فيما بينها، ويحيط به خندق عميق.

وتم تشييد هذا السور وملحقاته في زمن عدد من الخلفاء العباسيين، فأول مَن بدأ ببنائه الخليفة المستظهرعام 487هـ (1094م)، وآخرهم كان الخليفة الناصر لدين الله عام 618هـ (1221م). وقد تم تهديم السور من قبل الوالي العثماني مدحت باشا، باستثناء أبوابه الأربعة وأبراجه المتصلة به.

وأبواب السور هي:

باب السلطان: ويقع في القسم الشمالي منه، وكان موقعه عند باب المعظم الحالي.

الباب الوسطاني: ولا يزال هذا الباب قائماً وكان يعرف سابقاً باسم باب المظفرية.

باب الحلبة: وعرف هذا الباب في العهود المتأخرة باسم باب الطلسم.

باب البصلية: وكان يدعى أيضاً باب كلواذا وموقعه قرب شاطئ دجلة عند الباب الشرقي الحالي.

لقد تهدمت جميع أبواب سور بغداد الشرقية، ولم يبق منها في الوقت الحاضر، سوى الباب الوسطاني، الذي  ظل يحتفظ بأبرز عناصره المعمارية والزخرفية.

 

زقورة عقرقوف:

تقع هذه الزقورة على بعد 30 كلم إلى الغرب من مدينة بغداد، وهي من أبرز المعالم الأثرية المتبقية في مدينة عقرقوف أو (دوركوريكالزو).

 

كنائس بغداد:

تنتشر في مدينة بغداد عدداً من الكنائس المعروفة لدى معظم عامة الناس، ومن هذه الكنائس هي:

·         كنيسة مريم العذراء (كنيسة مريم انّا)

تقع هذه الكنيسة بساحة الميدان في باب المعظم، وتُعد من أقدم الكنائس القائمة في بغداد، إذ يعود تاريخ تشييدها إلى عام 1610م، شيّدها الأرمن على قطعة أرض وهبها السلطان العثماني مراد الرابع لأبناء هذه الطائفة، ثم انتقلت إلى النساطرة قبل أن تؤول إلى الأرمن الأرثودكس.

وتُعرف هذه الكنيسة أيضاً عند العامة باسم « كنيسة مسكنته » نسبة إلى امرأة بذات الاسم تُوفيت في القرن الخامس الميلادي. جدّد بناء هذه الكنيسة سنة 1967م ثم توالت عليها أعمال الصيانة والتوسيع خلال السنوات الماضية.

·         كنيسة الكلدان (كنيسة أم الأحزان)

تقع في محلة رأس القرية، إحدى المناطق الواقعة على شارع الرشيد، وتعتبر من أكبر الكنائس القديمة القائمة في بغداد، وهي كاتدرائية الكلدان ومركز الكرسي البطريكي الكلداني، قامت على أعقاب كنيسة صغيرة تعود إلى سنة 1938م. وقد شيّدت على الطراز البازيليكي، وأكمل بناؤها سنة 1898م، وألحقت بها شرفات فسيحة بديعة التكوين. وتكسي جدران الكنيسة الخارجية زخارف من الطابوق (الآجر) الجميلة.

·         كنيسة اللاتين

تقع هذه الكنيسة قرب سوق الشورجة الشهير من جهة شارع الجمهورية في جانب الرصافة من بغداد، شيّدت عام 1866م في الموضع الذي اتخذه الآباء الكرمليون عام 1737م مكاناً لإقامة المراسيم الدينية، وسمي آنذاك بمعبد أو دير مار توما.

·         كنيسة السريان الكاثوليك

تقع هذه الكنيسة في رأس القرية بين كنيستي اللاتين والكلدان. سميت على اسم السيدة مريم العذراء تيمناً بها، وافتتحت عام 1863م. وتوجد في داخلها زخارف ومقرنصات تزين هياكل جميع مذابحها. ويزين الباب الرئيسي الكبير نقوش من الخشب تعتبر آية من آيات الاتقان والدقة.

·         كنيسة القديس كريكور لوسافوريج

وتقع في ساحة الطيران في الباب الشرقي، وتعتبر الكنيسة الرئيسية لطائفة الأرمن الأرثوذكس في بغداد.

 

ومن المواقع والمنتجعات السياحية الجميلة في بغداد والتي نأمل أن يتم تأهيلها وتطويرها في المستقبل هي:

1.  جزيرة بغداد السياحية وتقع في بغداد – شمال شرق بغداد –.

2.  مدينة الأعراس السياحية وتقع في بغداد – جنوب بغداد –.

3.  بحيرة الجادرية وتقع بالقرب من مدينة الأعراس وبجانب جامعة بغداد.

4.  مجمع الخضراء السياحي ويقع في بغداد – جنوب بغداد أيضاً –.

 

الأسواق المهمة في بغداد

1.  الأسواق القديمة في بغداد تحتل مركز هذه المدينة، وتخصصت كل منها بنوع خاص من البضاعة ومن أهم هذه الأسواق هي:

2.  سوق الشورجة: ويقع بين شارع الرشيد وشارع الجمهورية، ويختص ببيع المواد الغذائية والمنزلية والملابس بأنواعها وخصوصاً البيع بالجملة.

3.  السوق العربي: ويقع في شارع الرشيد بالقرب من سوق الشورجة، ويختص ببيع الملابس الرجالية والنسائية والأطفال.

4.  سوق الصفافير: ويقع في شارع الرشيد، ويختص ببيع النحاسيات الجميلة وأعمال الزينة والديكورات والصناعات والحرف اليدوية والأعمال التراثية.

5.  سوق البزازين: ويقع بالقرب من شارع النهر، ويختص ببيع الأقمشة الرجالية والنسائية بأنواعها خصوصاً البيع بالجملة.

6.  سوق شارع النهر: ويختص ببيع الذهب والفضة والصناعات والحرف اليدوية وكذلك الأقمشة والأحذية والملابس الجاهزة.

7.  سوق الغزل: يقع عند شارع الجمهورية بالقرب من جامع الخلفاء، ويختص ببيع أنواع الطيور والأسماك والحيوانات الأليفة.

8.  سوق السراي: ويقع بالقرب من جسر الشهداء الى جانب الرصافة، ويختص ببيع الكتب واللوازم المدرسية.

9.  شارع المتنبي: ويقع بالقرب من ساحة الرصافي في شارع الرشيد، ويختص ببيع الكتب وطباعتها وتجليدها وبيع اللوازم المدرسية.

 

المتاحف

1.  المتحف العراقي للآثار ـ بغداد ـ ساحة المتحف.

2.  المتحف الوطني للفن الحديث ـ بغداد.

3.  المتحف الحربي.

4.  متحف التراث الشعبي ـ حي الإسكان ـ بغداد.

5.  المتحف البغدادي ـ شارع المأمون ـ بغداد

6.  متحف التأريخ الطبيعي ـ باب المعظم ـ بغداد.

 

المتنزهات والأماكن العامة

1.  متنزه الزوراء ـ الكرخ ـ بغداد.

2.  متنزه الألعاب ـ الرصافة ـ بغداد.

3.  شارع أبو نؤاس ـ الرصافة ـ بغداد، على نهر دجلة.

4.  القبة الفلكية ـ تقع في متنزه الزوراء.

5.  معرض بغداد الدولي ـ المنصور ـ بغداد.

6.  المكتبة الوطنية ـ ساحة الميدان ـ الرصافة ـ بغداد.

7.  نصب الجندي المجهول ـ بغداد.

8.  نصب الشهيد ـ شارع فلسطين ـ الرصافة ـ بغداد.