ألف ليلة وليلة
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
..
صفحة من النسخة
العربية لكتاب «ألف ليلة وليلة» وهي أقدم نسخة موجودة حتى الآن.[1]
ألف ليلة وليلة هو كتاب يتضمّن مجموعة من القصص التي وردت في غرب وجنوب
آسيا بالإضافة إلى الحكايات الشعبية التي جُمِعت وتُرجمت إلى العربية خلال العصر الذهبي للإسلام. يعرف الكتاب في اللغة الإنجليزية كذلك بمسمى الليالي العربية، منذ أن صدرت النسخة
الإنجليزية الأولى منه سنة 1706.
شهريار وزوجته
شهرزاد، بريشة الرسام فرديناند كيلر سنة
1880.
تم جمع العمل على مدى قرون، من قِبل مؤلفين ومترجمين وباحثين من غرب ووسط وجنوب آسيا وشمال أفريقيا. تعود الحكايات إلى القرون القديمة والوسطى لكل من الحضارات العربية والفارسية
والهندية والمصرية وبلاد الرافدين. معظم الحكايات كانت في الأساس قصصاً شعبية من عهد الخلافة، والبعض الآخر، وخاصة قصة الإطار، فعلى الأرجح تم استخلاصها من العمل البهلوي الفارسي
«ألف خرافة» (بالفارسية: هزار أفسان) والتي بدورها اعتمدت جزئياً على الأدب الهندي.
ما هو شائع في جميع النُّسخ الخاصة بالليالي هي البادئة، القصة الإطارية عن الحاكم شهريار وزوجته شهرزاد، التي أدرجت في جميع الحكايات. حيث أن القصص تنطلق أساساً من هذه القصة،
وبعض القصص مؤطرة داخل حكايات أخرى، في حين تبدأ أخرى وتنتهي من تلقاء نفسها. بعض النُّسخ المطبوعة لا تحتوي سوى على بضع مئات من الليالي، والبعض الآخر يتضمن ألف ليلة وليلة أو
أكثر. الجزء الأكبر من النص هو بأسلوب النثر، على الرغم من استخدام أسلوب الشعر أحياناً للتعبير عن العاطفة المتزايدة، وأحياناً تستخدم الأغاني والألغاز. معظم القصائد هي مقاطع
مفردة أو رباعيّة، كما أن بعضها يكون أطول من ذلك.
هناك بعض القصص المشهورة التي تحتويها ألف ليلة وليلة، مثل "علاء الدين والمصباح السحري"، "علي بابا والأربعون لصاً"، و"رحلات
السندباد البحري السبع"، كما أن هناك بعض الحكايات الشعبية في منطقة الشرق الأوسط التي تعتبر شبه مؤكدة تقريباً، وليست جزءاً من ألف ليلة وليلة الموجودة في الإصدارات العربية،
ولكنها أضيفت من قبل المستشرق الفرنسي أنطوان غالان ومترجمين أوروبيين آخرين، وكان أنطوان غالان قد عمل على ترجمة الكتاب إلى الفرنسية سنة 1704.
نبذة
القصة الإطارية الرئيسية لحكايات «ألف ليلة وليلة» تحكي قصة ملك يدعى شهريار، حيث بدأ الأمر عندما اكتشف الملك أن زوجة أخيه كانت خائنة وقد صُدم لذلك الأمر، وما زاد ذلك اكتشاف
خيانة زوجته له أيضاً، فقد كان أمراً لا يّحتمل بالنسبة إليه، لذا قرّر إعدامها، ورأى أن جميع النساء مخطئات. تزوج الملك شهريار من العذارى، يومياً، حيث يقتل العروس ليلة العرس،
قبل أن تأخذ الفرصة لتخونه. بعد فترة لم يجد الوزير الذي كان مكلفاً بتوفير عروس للملك، مزيداً من العذارى. عندها عرضت ابنته شهرزاد نفسها لتكون عروساً للملك، فوافق أبوها على مضض.
في ليلة زواجهما، بدأت شهرزاد تحكي حكاية للملك ولكن لا تنهيها، حيث أثار هذا فضول الملك لسماع نهاية الحكاية، مما دفعه إلى تأجيل إعدامها للاستماع إلى نهاية الحكاية. وفي الليلة
التالية، عندما تنتهي من حكاية ما تبدأ بحكاية جديدة، تشوق الملك لسماع نهايتها هي الأخرى وهكذا، حتى أكملت لديه ألف ليلة وليلة.
تختلف الحكايات فهي متنوّعة، وتشمل القصص التاريخية والغرامية والتراجيدية والكوميدية، والشعرية، والخيالية، والأسطورية، بالإضافة إلى عدة أنواع من القصص الجنسية. وهناك قصص عديدة
تصف الجن والغيلان والقردة، كما أن هناك قصصاً عن السحرة والمشعوذين والأماكن الأسطورية، والتي غالباً ما تتداخل مع أناس حقيقيين وأماكن موجودة على أرض الواقع، ولكنها ليست
دائما منطقية.
الشخصيات البارزة
وهي تشمل الخليفة العباسي هارون الرشيد ووزيره جعفر البرمكي والشاعر الشهير أبا نواس، فعلى الرغم من أن هذه الشخصيات ظهرت بعد نحو مئتي عام من سقوط الإمبراطورية الساسانية التي هي
في الظاهر أصل الحكاية إلا أنها تظهر في عدد من الحكايات الأخرى التي يتضمّنها الكتاب.
في بعض الأحيان تقوم بعض الشخصيات الموجودة في حكايات شهرزاد بسرد قصص تحتوي على شخصيات أخرى، وبعض تلك القصص تحتوي على قصص أخرى بداخلها، مما ينتج نسيجاً مترابطاً من السرد
الروائي.
تختلف عدد من الإصدارات في تفاصيل نهاية القصة، حيث أن بعضها يذكر بأن شهرزاد تطلب العفو، والبعض الآخر يذكر بأن الملك شهريار عندما يرى أطفالهما يقرر عدم إعدامها، بينما تذهب بعض
الإصدارات إلى أن الملك يبقي في حيرة من أمره، إلا أنها جميعاً تنتهي بعفو الملك شهريار عن زوجته وشهرزاد والتراجع عن عادته بقتل النساء.
أسلوب الراوي يعطي نهاية مشوّقة، وهي أوسع نطاقاً مما هي عليه في الأدب
الحديث. العديد من الحالات تقطع القصة فيها حينما يكون البطل في خطر، وفي بعض أجزاء النصوص تتوقف شهرزاد في منتصف الرواية لتبيّن بعض المبادئ الفلسفية المجردة أو بعضاً من الفلسفة
الإسلامية، وفي حالة واحدة قامت بوصف مفصل لعلم التشريح البشري وفقاً لجالينوس، وفي جميع هذه الحالات تريد زيادة الفضول لدى الملك لتسلسل القصص، وأملاً منها أن يبقيها على قيد
الحياة لفترة أطول.
تاريخ الإصدارات والترجمات
تُرجِم كتاب ألف ليلة وليلة إلى عدّة لغات، وقد طبع بالعربية لأول مرة في ألمانيا سنة 1825م بإشراف «المستشرق هايخت» فأنجز منه ثمانية أجزاء،
مع ترجمته إلى الألمانية، وتوفي قبل إتمام الكتاب، فأنجز الباقي تلميذه هاينريخ فلايشر المتوفي سنة 1888م ثم طبع مرات عدّة، أهمها طبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر سنة 1960م. وقد
عمِل محسن مهدي على توثيق النسخ العربية في عمل صدر له في ليدن سنة 1984م. هناك مجموعة من الرسومات صاحبت الترجمات الغربية لألف ليلة وليلة في كتاب (ألف ليلة وليلة: مقالات نقدية
وببلوغرافية) الصادر باللغة الإنجليزية، و(ديوان ألف ليلة وليلة) تحقيق عبد الصاحب العقابي: كتاب التراث الشعبي، ويقع الكتاب في 577 صفحة مزودة بلوحات فنية.
أما مؤلف الكتاب فلا يعرف حتى الآن من هو واضع كتاب "ألف ليلة وليلة"، وقد ذهب «الشرواني» في مقدمة الطبعة الإيرانية إلى أن واضع الكتاب شامي الأصل، جعله في لغة مبسطة متوخياً
تعليم اللغة العربية إلى الراغبين فيها أكثر ما توخى الاقتراب من إفهام الناس. وقد لحقه الرأي دي ساسي الذي لا يستبعد أن يكون قد زاد على الأصل السوري النقلة والحكاؤون، في كل زمان
ومكان أخباراً وحكايات من عندهم.
أصل الكتاب
طبعة فارسية لكتاب ألف ليلة وليلة بين سنتي 1849 - 1856.
يميل «جوناثان سكوت» في مقدمته للطبعة الإنجليزية إلى أن واضع الكتاب أكثر من شخص، فلا يعرف البادئ ولا المتأخرون ولا تعرف جنسياتهم. أما «لانجلس» فعلى رأي «المسعودي» الذي يردّ
الكتاب إلى الهند، في قوله:
«وإن سبيل الأخبار سبيل الكتب المنقولة إلينا والمترجمة لنا من الفارسية والهندية والرومية، سبيل تأليفها ما ذكرنا مثل كتاب "هزار افسانه" وتفسير ذلك من الفارسية إلى العربية ألف
خرافة، والخرافة بالفارسية يقال لها افسانه، والناس يسمون هذا الكتاب "ألف ليلة وليلة" وهو خبر الملك والوزير وابنته وجاريتها وهما شيرازاد ودنيازاد.»
كان «ابن النديم» صاحب الفهرست أول من عرف بالكتاب
قال: «كتاب هزار افسان ومعناه ألف خرافة وكان السبب في ذلك أن ملكاً من ملوكهم كان إذا تزوج امرأة وبات معها ليلة قتلها من الغد فتزوج بجارية من أولاد الملوك ممن لها عقل ودراية
يقال لها شهرزاد فلما حصلت معه ابتدأت تخرفه وتصل الحديث عند انقضاء الليل بما يحمل الملك على استبقائها ويسألها في الليلة الثانية عن تمام الحديث إلى أن أتى عليها ألف ليلة وهو مع
ذلك يطأها إلى أن رزقت منه ولداً أظهرته وأوقفته على حيلتها عليه فاستعقلها ومال إليها واستبقاها وكان للملك قهرمانة يقال لها دي نار زاد فكانت موافقة لها على ذلك. وقد قيل أن هذا
الكتاب ألِّف لحماني ابنة بهمن. وجاءوا فيه بخبر غير هذا»، وقال: «ويحتوي على ألف ليلة وعلى دون المائتي سمر لأن السمر ربما حدث به في عدة ليال وقد رأيته بتمامه دفعات وهو بالحقيقة
كتاب غث بارد الحديث»، كما قال: «ابتدأ أبو عبد الله محمد بن عبدوس الجهشياري صاحب كتاب الوزراء بتأليف كتاب اختار فيه ألف سمر من أسمار العرب والعجم والروم وغيرهم كل جزء قائم
بذاته لا يعلق بغيره وأحضر المسامرين فأخذ عنهم أحسن ما يعرفون ويحسنون واختار من الكتب المصنفة في الأسمار والخرافات ما يحلو بنفسه وكان فاضلاً فاجتمع له من ذلك أربعمائة ليلة
وثمانون ليلة كل ليلة سمر تام يحتوي على خمسين ورقة وأقل وأكثر ثم عاجلته المنية قبل استيفاء ما في نفسه من تتميمه ألف سمر ورأيت من ذلك عدة أجزاء بخط أبي الطيب أخي الشافعي».
لم تشتهر رواية في التراث الإنساني الأممي، كما اشتهرت "ألف ليلة وليلة" وارتبط اسمها للأبد باسمي "بغداد" و"هارون الرشيد" وباتا علامة حضارية كبرى في كل أرجاء المعمورة.
في الفارسية بعض الحكايات التي تقابل حكايات ألف ليلة وليلة، غير أن الدارسين اختلفوا في الأصل الفارسي لبعضها وأرجعوه إلى أصل هندي كقصة شهرزاد التي بنيت عليها الليالي، مستدلّين
على ذلك بقصص يشبه الباعث الأول لتأليفها، وهو اكتساب الوقت وثني المتهور عن عزمه، بقصص هندية تدور حول الباعث نفسه كقصة «سوكا سابتاتي». كما أن الحكايات الهندية تكوّن سلسلة
متماسكة الحلقات متعاقبة الخطوات، يتصل بعضها ببعض، فتستدعي الحكاية رواية حكاية أخرى، وهو يشبه الأسلوب المستخدم أحياناً في ألف ليلة وليلة.
بينما يرى آخرون خلاف ذلك ويرجعون أصل كتاب «ألف ليلة
وليلة» إلى أنه كتاب عربي، ومنهم الناقد والشاعر سامي مهدي الذي ألّف كتاباً سنة 1984 بعنوان "ألف ليلة وليلة.. كتاب عراقي أصيل"، وناقش فيه أصل «ألف ليلة وليلة» كما تضمّن محتواه
ردّاً على من نسبه إلى فارس أو الهند أو اليونان. كما يقول بأن فرضيّات المسعودي وابن النديم والتوحيدي الذي تبعهم، لو كانت صحيحة وكان الكتاب فارسيّاً لكان أبطال القصص من غير
المسلمين، ولتمّ استخدام أسماء الملوك الفرس بدل شخصيّات مثل شخصيّة الخليفة هارون الرشيد وغيرها من الشخصيّات، كما أن استخدام مدن فارسيّة سيكون أولى من المدن العربية، ويرى بأنّ
كتاب "هزار أفسانة" شيء وكتاب "ألف ليلة وليلة" شيء آخر مختلف عنه.
الإصدارات العربية
في منتصف القرن العشرين، وجدت الباحثة «نابية أبوط» وثيقة تحتوي على بضعة أسطر من عمل عربي يحمل عنوان «كتاب حكاية الألف ليلة» يعود تاريخها إلى القرن التاسع، والتي تعتبر أقدم
جزء متبقي لنسخة عربية موجودة من الكتاب حتى الآن.
وأول إشارة إلى النسخة العربية والتي تحمل العنوان الكامل «ألف ليلة وليلة» ظهرت في القاهرة في القرن الثاني عشر.
هناك عدد من الحكايات العربية المختلفة، والتي امتدّت ما بين القرنين الرابع والعاشر الهجريين، وفي هذه الحكايات أقسام واضحة تؤلف المجموعتين البغدادية والمصرية.
- المجموعة البغدادية
شخصية
هارون الرشيد إحدى أبرز شخصيات ألف ليلة وليلة.
المجموعة البغدادية تشمل حكايات شعبية عربية قديمة متوارثة كانت تتناقلها الأجيال بالإضافة إلى حكايات ألفها المسلمون في
العصر العباسي وحوادث وسيراً تاريخية.
ويذكر
ابن النديم أنّ
الجَهْشياري صاحب كتاب الوزراء: «ابتدأ بتأليف كتاب اختار فيه ألف سمر من أسمار العرب والعجم والروم وغيرهم. كل جزء قام بذاته، لا يعلق بغيره، وأحضر المسامرين وأخذ عنهم أحسن
ما يعرفون ويحسنون، واختار من الكتب المصنفة في الأسمار والخرافات ما يحلو بنفسه، فاجتمع له من ذلك أربعمئة ليلة وثمانون ليلة، كل ليلة سمر تام يحتوي على خمسين ورقة وأقل وأكثر، ثم
عاجلته المنية قبل استيفاء ما في نفسه من تتميمه ألف سمر»
ويضيف ابن النديم: «وكان قبل ذلك ممن يعمل الأسمار والخرافات على ألسنة الناس والطير والبهائم جماعة منهم
عبد الله بن المقفع
وسهل بن هارون وعلي بن داوود». كما يذكر ابن النديم كتباً كثيرة، مؤلفة أو مترجمة من كتب
الأسمار، عرفها العرب في أيام
خلفاء بني العباس،
ولاسيما في أيام
المقتدر
بالله حيث كانت الأسمار
والخرافات مرغوباً فيها، فصنّف
الورّاقون فيها وكذبوا. وقد تجمّعت هذه الحكايات في مدى القرنين
الرابع
والخامس للهجرة،
مما أثر عن الرواة ودوّن في الكتب، وأضيف إليها حوادث تاريخية دخلتها زيادات وتعديلات فضلاً عن كثير من سير
الشعراء
والأشخاص الذين عاشوا في زمن العباسيين
كأبي نواس
وأبي دلامة، واستغلت تلك الحكايات والأخبار استغلالاً متنوع الغايات. وأشهر حكايات هذا القسم،
حكاية "علي بن بكار وشمس النهار"، وحكاية "أنس الوجود والورد في الأكمام"، وغيرها من قصص الحب، كما تصوّر حياة النعيم والترف، وتبيّن ما وصلت إليه الحضارة في
بغداد
والبصرة من ترف، وتشهد على
الغنى في
الأسواق، وتمثل الجواري في المقاصير، وتجعل من
هارون الرشيد مثالاً في العدل والصلاح.
لوحة تصوّر حكاية "أبي قير وأبي صير"، رسمها المستشرق الفرنسي ليون كاري.
رسم لإحدى رحلات السندباد.
أما القسم الثاني من الحكايات المصرية فأكثره ركيك الأسلوب جريء العبارة، تدور أحداثه حول حيل المحتالين ومكايد العيّارين ومخاطر اللصوص، إلى جانب قصص
التصوف
والزهد السائدين في المجتمع المصري آنذاك، وأشهر حكايات هذا القسم حكاية "معروف الإسكافي". وحكاية "أبي قير وأبي صير" وحكاية "مدينة النحاس" وحكاية "علي
الزيبق ودليلة المحتالة" وحكاية "زينب النصابة" وحكاية "الرجل الصعيدي وامرأته الإفرنجية"
هناك مجموعة من القصص قد أضيفت كاملة إلى كتاب ألف ليلة وليلة، وهي ترد في نسخ دون الأخرى، وكان السبب في إضافتها ليبلغ عدد الليالي الألف، كما يدلّ على ذلك عنوان الكتاب، وأشهر
هذه القصص قصة "السندباد". بالإضافة إلى مجموعة الأخبار، وهي الأخبار المنتزعة
من التاريخ الماضي والتاريخ المعاصر لتلك القصص عن عجائب البلاد والخلق وأخبار الملوك وآدابهم.
الترجمات الحديثة
غلاف مصوَّر من النسخة الفرنسية (1704 - 1717) للمستشرق الفرنسي
أنطوان غالان،
والتي كانت قد أُصدِرت تحت عنوان «ألف ليلة وليلة، حكايات عربية تُرجِمت إلى الفرنسية».
تمت الرسوم بواسطة الفنان الهولندي ديفيد كوستر.
على الرغم من أن هناك إشارات على أن بداية دخول حكايات «ألف ليلة وليلة» إلى الأدب الأوروبي كانت في منتصف القرن الرابع عشر، إلا أن أول ترجمة
كاملة لحكايات «الف ليلة وليلة» ظهرت باللغة الفرنسية سنة 1704، والتي قام بها المستشرق أنطوان غالان.
وقد صدرت هذه الترجمة في اثني عشر مجلداً. لكن هذه الترجمة رغم تكاملها النسبي عانت الكثير من الحذف والبتر وخاصة للفقرات والمقاطع المنافية للأخلاق، كما أن ترجمة غالان لم تكن
مطابقة للنصوص الأصلية بل كان فيها نوعاً من التصرف لتناسب اللغة الفرنسية، بما في ذلك القصائد الشعرية. كان لظهور هذه الترجمة دور في انتعاش الحياة الأدبية هناك، ثم ترجمت إلى
الإنجليزية والألمانية والدنماركية.
حينما تُرجِمت «ألف ليلة وليلة» إلى اللغة الإنجليزية انعكس تأثيرها على الأدب والشعر الإنجليزي، فتأثر بها عدد من الشعراء الإنجليز،
منهم والتر سكوت، واللورد بايرون، وتوماس مور، وجون كيتس. ويبدو هذا واضحاً في ديوان اللورد بايرون "حكايات شرقية" وهو ديوان شعر رومانسي، وكذلك عند توماس مور في روايته "لالا
روخ". أما في فن التصوير فقد برز هذا التأثير في لوحات ديلاكروا ودي كامب وجيروم.
كذلك صدرت الترجمة الألمانية عن اللغة الفرنسية، والتي بدأت منذ عام 1710 على يد تالاندر، ولكن الألمان أصدروا ترجمة من اللغة العربية في النصف الأول من القرن التاسع عشر وذلك عن
النسخة العربية التي طُبِعت في كلكتا سنة 1814، وعن النسخة المصرية طبعة بولاق في العشرينات من نفس القرن. كان من ضمن مستشرقي ألمانيا اللذين اهتموا بهذا العمل، المستشرق فردريش
روكرت الذي قدم العديد من الدراسات التي تتناول هذا الموضوع مثل "مباهج وتأملات شرقية " و "سبعة كتب وأساطير وحكايات من الشرق"،
ومارست «ألف ليلة وليلة» تأثيرها على الأدب
الألماني، حيث أن لشتينبرج قد استعان بها في إخراج شعره الرومانسي، وكذلك جوته الشاعر الألماني الكبير الذي كان مهتماً بالشرق وآدابه وقبل «ألف ليلة وليلة» ظهر تأثره بالإسلام
وشخصية محمد، وقد قام بترجمة بعض النصوص القرآنية عن ترجمة ماركيوس إلى اللغة اللاتينية، وتوالت اهتماماته إلى أن أصدر روايته الشعرية "الديوان الشرقي الغربي" ويبدو فيها تأثره
بالشعر العربي والفارسي والقرآن وشعر المتصوفين خاصة جلال الدين الرومي وكذلك حكايات ألف ليلة وليلة. كما قام أوجست فون بلاتين بنظم ديوانه الشعري "العباسيون" مستوحياً إبداعه من
ألف ليلة وليلة.
تُرجِم العمل إلى البولندية في منتصف القرن الثامن عشر، وذلك سنة 1768 ويقع في اثني عشر مجلداً، وتمت عن ترجمة غالان،
أما فيما يتعلّق بالترجمة البوسنية، فقد بدأت الترجمة الأولى الكاملة في فترة حصار سراييفو، عن طريق أسعد دوراكوفيتش الذي كان قد انتخب لتوه كأول بوسنوي يكون عضواً في مجمع اللغة
العربية بالقاهرة، ونشرت تلك الترجمة سنة 1999،
وقد أراد لهذا العمل أن يشكل صلة للبوسنة مع العالم العربي والإسلامي بشكل خاص ليعيد إثبات الهوية البوسنية في وجه اللغة الصربو كرواتية.
المواضيع والأساليب الأدبية
يستخدم كتاب «ألف ليلة وليلة» أساليب مختلفة وهي تختلف باختلاف قصص الكتاب كما تختلف بحسب مجموعاته، ففي المقدمة والمجموعة البغدادية يتسم غالباً كونه
متين العبارة، حسن السبك، دقيق الوصف، كثير السجع، قليل الفضول، وإن كان يسفّ أحياناً ويتجرأ بالعبارة النابية عن الحشمة. وهو في المجموعة المصرية الأخيرة نسجه ضعيف، عاميّ اللفظ،
فيه تهويل ممجوج، شديد الوطأة على الحياء. لكن الأسلوب العام للكتاب يتميّز بالوضوح والتشويق،
ويتراوح بين الفصحى والعاميّة. كما يحتوي الكتاب على بعض الأشعار التي تتخلل بعض القصص، ولكنها تفتقر أحياناً إلى الوزن السليم، وقد استخدمت الأشعار أحياناً لغرض تطويل القصة أو
للتأثير في السامعين.
القصة الإطارية
شهرزاد وهي تروي حكاياتها للملك شهريار.
تتألف «ألف ليلة وليلة» من القصة الإطارية، والحكايات الفرعية التي تولدت عنها. فالقصة الإطارية الأساسية تدور حول ملك يدعى
شهريار الذي قرر أن يتزوج امرأة كل ليلة ثم يقتلها مع بزوغ الفجر
وذلك بعد أن عملت زوجته على خيانته، وظل على هذه الحال إلى أن تزوج من
شهرزاد ابنة
الوزير التي أخذت تروي له حكايات في كل ليلة طمعاً في أن يبقي على حياتها.
هناك عدد من الحكايات التي بدورها تتضمن حكايات أخرى، وبالتالي فهي تكون على شكل قصة إطارية للحكايات الضمنية، ويلاحظ بأن القصة الإطارية عبارة عن حكاية بسيطة تتضمّن القليل من
الأحداث والشخصيات، وهذا التركيب البسيط هو الذي جعلها تتصف بميزة القدرة على احتواء حكايات كثيرة فيها، إذ ما تتسم به
الحكاية الخرافية عامة هو وجود أجزاء رخوة في الفعل القصصي، يسمح باندراج أفعال قصصية
ثانوية في سياقها، تنشأ باستمرار. أما الحكايات الفرعية فهي التي روتها شهرزاد عن رواة آخرين، وهي حكايات عديدة ومتنوعة. كانت شهرزاد تتوقف عن رواية الحكاية في كل ليلة، لتكملها
للملك شهريار في الليلة المقبلة إذ أنه عفا عنها.
أسلوب السرد
يعمل أسلوب
سرد حكايات «ألف ليلة وليلة» على دفع المتلقي إلى زمنٍ قديم، لذلك كان
استخدام صيغة «يُحكى» والتي تعقبها عبارة «والله اعلم بغيبه وأحكم» تعتبر صيغة للتخلص من تبعات نقل النص
وسنده
ومتنه، بخلاف كتب
الحديث
والأدب
والتاريخ التي اعتنت بهذه الأمور. إذ أن العمل يعتبر نص أدبي متخيل ومصنوع حيث يحمل بين طياته الكثير من
الموقف والرؤى والاتجاهات، وباعتباره متخيلاً فإن هذه المواقف هي انعكاس لوجهة نظر منتج النص، لذلك كان الراوي المصطنع وسيلة للتخلص من هذه التبعية حيث يلقى له مهمة السرد والحكي،
فلذلك وجِدت صيغة «يحكى أن» التي تحيل إلى المجهول الذي يتحمل كافة المسؤولية عن كل ما سيقال ضمن النص المروي.
تبدأ حكاية «ألف ليلة وليلة» على المستوى السردي براوٍ مجهول، جرى
تحميله مسؤولية ما سيقال، لذلك كانت «يحكى أن» الأنسب للحيلولة دون أن تلقى المسؤولية على شخص ما. فالفعل يحكى عبارة عن
فعل مضارع مبني للمجهول
وفاعله غير معلوم، وهذا تمهيد ليتحول السرد إلى راوٍ آخر ولكن ضمن الإطار
الداخلي للنص أو القصة التي يعتبر ساردها الكلي غير معلوم.
فشهرزاد تتخذ على المستوى
السردي دورين، دور السارد الداخلي القائم بمهمة السرد، ودور الشخصية المشاركة في الحدث.
إذ أن الحكاية الأولى من حكايات شهرزاد، تتم عبر راوٍ خارجي وهو الراوي المجهول، حيث تبدأ
الحكاية بعبارة: "قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أنه كان تاجر من التجار ..."، فأسلوب السرد هذا يشير إلى أن هناك شخص آخر يتحدث، ولكنه سرعان ما يختفي عندما يظهر صوت شهرزاد
تقول: "بلغني أيها الملك السعيد" لينتقل السرد على المستوى العملي إلى شهرزاد. إن السرد الذي تمارسه شهرزاد بعناية وحذر شديدين يعتبر سرد خطير، لأنه يحمل بين طياته موتها الحتمي،
ما لم تتمكن من جذب انتباه
الملك شهريار إلى حديثها، لذلك فهي تلجأ
إلى عبارة «بلغني» وهذه العبارة تخلص شهرزاد من تبعات ما تقول إذ لم يعجب الملك حديثها.
النذير أو التكهّن
هناك بعض الشخصيات أو الأمور الواردة في «ألف ليلة وليلة» والتي تتم الإشارة إليها بشكل متكرر، حيث تبدو غير مهمة عند الإشارة إليها في أول مرة ولكنها فجأة تظهر لاحقاً في
السرد. كما أن هناك أسلوب آخر هو الشكل
والنمط العام وما يحتويه من تنظيم للوقائع والأفعال والإيماءات التي تشكل السرد وتعطي شكلاً للقصة، وهذا يعمل على جعل المتلقي يتمتع بالقصة ويتوقع كيفية سير الرواية. يعود تاريخ
هذه الأسلوب أيضا إلى «ألف ليلة وليلة».
شكل آخر من أشكال التكهّن هو أن النبوءة تحقق ذاتها، وهو أسلوب يعود تاريخه إلى قصة
«كريشنا» في الأدب
السنسكريتي القديم، وهناك اختلاف بينه وبين أسلوب أن الحلم نفسه يتحقق، والذي يعود
تاريخه إلى الأدب العربي في القرون الوسطى. العديد من حكايات «ألف ليلة وليلة» تستخدم هذا الأسلوب المتمثل بالتنبؤ بما سيحدث.
من أبرز الأمثلة على ذلك قصة "الرجل الذي أصبح
غنياً من خلال حلم"، وتدور أحداث القصة حول رجل يُطلب منه في حلمه مغادرة مدينته
بغداد والسفر إلى
القاهرة، حيث توجد بعض الكنوز المخبأة هناك. الرجل يسافر هناك ولكن لسوء حظه ينتهي به الأمر إلى السجن،
حيث يروي حلمه لضابط الشرطة، ولكن الضابط يسخر من فكرة هذه الأحلام، ويحكي للرجل بطل الرواية أنه هو نفسه كان يحلم بمنزل مع فناء ونافورة في بغداد، حيث أن الكنز مدفون تحت
النافورة. يتعرف الرجل على المكان كما أنه بيته، وبعد إطلاق سراحه من السجن يعود إلى منزله ويحفر من أجل الكنز. وبعبارة أخرى، فإن الحلم لم يكن توقع للمستقبل فحسب، بل إنه كان
سبباً في جعل الأمر حقيقياً.
التكرار والتجسيد الدرامي
أصبحت
الملكة شيرين شخصية بارزة لما عُرِفت عنه من صبر
وتفهُّم.
أسلوب التكرار في العمل الأدبي عادة ما يعبر عن فكرة أو موضوع مهم لقصة معينة، وهذا الأسلوب مستخدم في «ألف ليلة وليلة»، الذي يربط عدة حكايات في سياق القصة. حيث اعتمد رواة
القصص في حكاياتهم على ربط الشخصيات بشكل متماسك.
كما اعتمد الكتاب على أسلوب النمط الموضوعي الذي يعمل على توزيع المفاهيم الموضوعية المتكررة وعن القيم الأخلاقية بين مختلف الأحداث
والقصص الإطارية. في الحكايات التي تمت صياعتها بمهارة، وربما تم تنظيم النمط الموضوعي بغرض
التأكيد على توحيد الحجة أو الفكرة المتضمنة في الأحداث ولا سيما القصص الإطارية لها. يعود تاريخ هذا الأسلوب أيضا إلى ألف ليلة وليلة أو حتى قبل ذلك.
تظهر عدة قصص مختلفة بديلة عن قصة "سندريلا" والتي يرجع أصلها إلى
القصة المصرية القديمة "رادوبيس". حيث يحتوي الكتاب على عدد من القصص وكلها تتمحور حول
أخ صغير يلقى مضايقات من قبل أخوين غيورين يكبرانه سناً. في بعض القصص يكون الأشقاء من الإناث، بينما في قصص أخرى يكونون من الذكور. في واحدة من الحكايات والواردة تحت عنوان "جودر
التاجر وإخوته"، يختلف فيها الأمر وتحيد عن أسلوب النهايات السعيدة وتختلف عن سابقتها، فقد عُمِل على جعل
نهايتها مأساوية بدلاً من ذلك، حيث يتم
تسميم الأخ الأصغر من قِبل إخوته.
التجسيد أو التصوير الدرامي هو تقديم
شخصية أو شئ ما بوصف مفصّل، أو عن طريق إيماءات وحركات كطريقة من
شأنها أن تجعل المشهد وكأنه مرئي للمتلقي. هذه التقنية تعود إلى «ألف ليلة وليلة»، وتعتبر قصة «التفاحات الثلاث» إحدى الأمثلة على ذلك.
أدب الجريمة
احتوى كتاب «ألف ليلة وليلة» في بعض القصص على أسلوب
أدب الجريمة في الطرح، حيث يظهر ذلك
في قصة "الصبية المقتولة" (وتعرف كذلك بقصة "التفاحات الثلاث")،
فهي تعطي مثالاً على موضوع الإثارة والجريمة،
مع الكثير من
الحبكة القصصية،
والأدب البوليسي.
في هذه القصة، يحوز هارون الرشيد على صندوق وعندما يفتحه، يجد بأنه يحتوي على
جثة امرأة شابة. عندها يكلّف
هارون الرشيد وزيره
جعفر بمهمة العثور على الجاني، ويمهله ثلاثة أيام لذلك وإلا فإنه سوف يعدمه. بعد ذلك وفي
نهاية الأيام الثلاثة وعندما يكون جعفر على وشك الحكم عليه بالموت لفشله بتنفيذ المهمّة الموكلة إليه، يأتي شخصان ويدعيان بأنهما هما من قتلاها. في خلال روايتهما للقصة يتبين بأنه
على الرغم من كون الشخص الأصغر سناً منهما وهو نفسه زوج المرأة هو المتسبب في موتها، فهناك بعض اللوم يقع على العبد، الذي كان قد أخذ إحدى التفاحات الثلاث وتسبب في قتل المرأة.
عندها يعطي هارون الرشيد ثلاثة أيام أخرى جعفر لكي يعثر على ذلك العبد المذنب، ولكنه يفشل مرة أخرى في العثور على الجاني، عندها يقرر توديع عائلته قبل إعدامه، ولكنه عن طريق الصدفة
يلاحظ بأن ابنته لديها تفاحة كانت قد حصلت من العبد الخاص به "ريحان"، وهكذا يتم حل اللغز.
هناك حكاية أخرى يحتويها الكتاب في موضوع أدب الجريمة وهي حكاية "الخياط والأحدب واليهودي والمباشر والنصراني" حيث كانت مليئة بالإثارة والتشويق ولكن بقالب
كوميدي، على عكس حكاية "الصبية المقتولة"، التي كان يغلب عليها طابع لغز الجريمة أو الأدب البوليسي.
وملخص القصة التي تجري أحداثها في
الصين، تبدأ بالمهرّج المفضل لدى السلطان، الذي تمت
دعوته إلى عشاء من قبل
الخياط وزوجته. وفي أثناء العشاء يغصّ الأحدب بطعامه من كثرة الضحك، فيخشى الزوجين من غضب
السلطان، فيقرران أخذه إلى بيت الطبيب اليهودي وتركه هناك. هذا الأمر يؤدي إلى حكاية أخرى تتمثل بالطبيب اليهودي، حيث وأنه عن طريق الخطأ يتعثر بجثة الأحدب ويقع معه أسفل الدرج،
ويجده ميتاً، مما يجعله يعتقد بأن هذا السقوط هو الذي أدى إلى موت الأحدب. ثم تستمر الحكاية هكذا إلى تنتهي باثني عشرة حكاية في المجموع، مما يؤدي بجميع هؤلاء الأشخاص الذين شاركوا
في هذا الحادث يجدون أنفسهم في قاعة
المحكمة، كل منهم يروي قصته حول كيفية موت الأحدب.
أدب الرعب
تمت الإشارة إلى الغول في عدد من حكايات «ألف ليلة وليلة»،
ويرجح بأنه أقدم كتاب موجود يذكر هذا المخلوق الخرافي.
استخدمت الأرواح الشريرة كأداة في العديد من الأعمال الأدبية الخاصة
بالرعب وكذلك في
الأدب القوطي، إلا أن الأسلوب المستخدم في قصص الرعب ضمن حكايات «ألف ليلة
وليلة» يعتبر سابقاً في هذا المجال، فهناك العديد من قصص
الجن
والعفاريت والمساخيط والملاعين والموتى الأحياء وضحايا
تناسخ الأرواح والوحوش والمسوخ
والشياطين.
من القصص التي استخدمت هذا الأسلوب حكاية "علي المصري والكنز في بغداد" والتي تدور أحداثها حول منزل مسكون بالجن،
حيث يُطلق على ذلك المنزل اسم "بيت الأموات".
كما أنه من المرجّح أن «ألف ليلة وليلة» هو أقدم كتاب باقٍ حتى الآن تتم الإشارة فيه إلى الكائن الخرافي
الغول، حيث أن العديد من القصص الخاصة بالغول تكون الأحداث فيها إما بمقابلة الغول أو بمجرد
ذكره فقط. بالإضافة إلى وجود عدد من
العناصر الأخرى الخاصة بأدب الرعب التي تم استخدامها في حكايات الكتاب، منها ما هو على سبيل المثال في حكاية "مدينة النحاس" والتي تدور أحداثها حول
مدينة أشباح.
عملت الأساليب والعناصر الخاصة بأدب الرعب في ألف ليلة وليلة على التأثير في أعمال عدد من الكُتّاب، ومنهم
هوارد فيليبس لافكرافت الذي ينسب الفضل في بعض إبداعاته إلى
"ألف ليلة وليلة".
الفانتازيا والخيال العلمي
بساط الريح أحد الأمور الخيالية التي برزت في حكايات «ألف ليلة وليلة».
جنِّي المصباح يظهر لعلاء الدين ووالدته.
العديد من القصص الواردة في «ألف ليلة وليلة» تتميز بوجود عنصر
الخيال العلمي المتقدم. هناك
مثال على ذلك هو "حكاية بلوقيا" التي وردت في الليلة 486، حيث أن مساعي بطل الرواية بلوقيا في الحصول على
عشبة الخلود تقوده إلى استكشاف البحار، ورحلة إلى
الجنة
والجحيم، والسفر عبر
الكون إلى عوالم مختلفة أكبر بكثير من عالمه، وقد استخدم في الحكاية عدد من عناصر الخيال العلمي الخاص
بالمجرات.
كما أنه في طريقه يصادف مجتمعات خاصة
بالجن،
وحوريات البحر، والحيَّات الناطقة، وكذلك الأشجار الناطقة، وغيرها من أشكال الحياة.
وفي حكاية "أبي الحسن وجاريته تودّد"، تكون البطلة فيها تودّد التي تقوم فيها
بمناظرة عن عدد من الأمور،
ومن ضمنها الحديث عن
منازل القمر، والجوانب الخيرة والشريرة من
الكواكب.
في حكاية أخرى من حكايات «ألف ليلة وليلة» وبالتحديد حكاية "عبد الله البري مع عبد الله البحري"، يكتسب فيها بطل الرواية عبد الله البري القدرة على التنفس تحت الماء وهو ما
يساعده في اكتشاف المجتمع الموجود تحت الماء، حيث يجد بأن ذلك المجتمع مختلف تماماً عن الموجود على سطح الأرض، فهو لا يهتم بعدة مفاهيم مثل المال والملابس فهي لا وجود لها هناك.
كما أن هناك حكايات أخرى يتضمنها الكتاب تصوّر مجتمعات
أمازونيات التي تهيمن عليها النساء،
والتقنيات القديمة المفقودة، وكذلك الحضارات القديمة المتطورة التي ذهبت، والكوارث التي حلّت بها.
حكاية "مدينة النحاس" تضم مجموعة من الرحّالة الذي يقومون برحلة استكشافية
أثرية
عبر
الصحراء للعثور على المدينة القديمة المفقودة، كما أن تلك المنطقة كانت تستخدم
كمحبس للجن من عهد النبي
سليمان،
وفي طريقهم وجدوا سكاناً متحجرين،
وعدد من
الأمور الغريبة الأخرى،
المدينة التي أصبحت فيما بعد
مدينة أشباح.
أيضاً هناك حكاية "الحصان المسحور الأبنوسي" التي تتحدث عن حصان بإمكانه الطيران.
بعض التفسيرات الحديثة ترى بأن هذا الحصان هو عبارة عن روبوت.
وقد أثرت هذه القصة في عددا من الحكايات الأوروبية، منها ما ورد في
حكايات كانتربري
من تأليف
جيفري تشوسر.
تعتبر حكايتي "مدينة النحاس" و "الحصان المسحور الأبنوسي" من الأمثلة القديمة في أدب الخيال العلمي.
بالإضافة إلى أن أدب الخيال والفانتازيا في «ألف ليلة وليلة» استخدم عدد من العناصر والأدوات السحرية مثل «المصباح السحري أو مصباح
علاء الدين»، و«الخاتم السحري أو
خاتم سليمان»،
و«بساط الريح»، وغيرها من الأمور.
الشعر العربي في ألف ليلة وليلة
مخطوطة محفوظة من «ألف ليلة وليلة»، ذكرت فيها بعض الأبيات.
هناك العديد من
القصائد الشعرية في «ألف ليلة وليلة»، حيث أنها تتخلل عدداً من الأحداث في
الحكايات، وهي تغطي العديد من الأمور، ولكن أبرزها يكمن في حمد الله وتعظيم أصحاب النفوذ. بالإضافة إلى ذلك تستخدم في تقديم المشورة والتحذير وطرح الحلول، وكذلك التوسل من أجل
الرحمة والمغفرة، والتحسّر من القرارات الخاطئة أو سوء الحظ، وانتقاد أسلوب المعيشة، والتعبير عن المشاعر سواء للشخص ذاته أو الآخرين من حوله وتكون تلك المشاعر بجميع أشكالها من
سعادة وحزن ونحوها، كما يستخدم الشعر في طرح
الأحاجي
والألغاز ونحوها من الأسئلة والتحديات. لكن بعض الأشعار تفتقر أحياناً إلى
الوزن السليم، وقد استخدمت بعضها لغرض تطويل القصة أو للتأثير في السامعين.
هناك أحد الأمثلة التي يكون الشخص فيه معبّراً عن شعووره بالسعادة، هو ما يرد في الليلة الثالثة بعد المئتين في حكاية الأمير
قمر الزمان،
حيث يكون واقفاً خارج القلعة يريد إبلاغ الملكة بدر البدور بوصوله، فيلفّ خاتمه في ورقة ويسلمه للخادم الذي يعمل على إيصاله إلى بدر البدور، وعندما يصل إليها تفتحه وترى الخاتم،
فتفرح فرحاً شديداً، عندها تنشد هذه الأبيات: