تحديات تواجه الانتفاضة المصرية
آراء الكاتب

http://www.abdulkhaliqhussein.com/news/342.html

 

إن ما يجري في العالم العربي من غليان شعبي، اجتاح كل من تونس ومصر والأردن واليمن...والبقية تأتي، يشبه إلى حد كبير، ما جرى في نهاية ثمانينات القرن الماضي في دول أوربا الشرقية (الاشتراكية سابقاً). وغرض الجماهير الشعبية من انتفاضاتها، واحد، وهو التخلص من الأنظمة المستبدة المتحجرة، وإقامة أنظمة ديمقراطية، تحترم التعددية، والتداول السلمي للسلطة، وحقوق الإنسان وحرية التعبير والتفكير، وحرية الفرد ومنظمات المجتمع المدني..الخ. وقد نجحت شعوب أوربا الشرقية في نضالها، والآن تتمتع بأنظمة ديمقراطية لا تختلف عن تلك التي في أوربا الغربية التي سبقتها في هذا المضمار. لذلك نعتقد أنه قد حان الوقت لشعوب العالم العربي أن تلعب ذات الدور ولا بد أنها ستنتصر.

وقد نجحت انتفاضة تونس بإسقاط نظام بن علي، فتشكلت حكومة انتقالية قامت بإصلاحات لا يستهان بها، منها مشاركة قادة المعارضة، وطرد وزراء من أعضاء الحزب الحاكم، وإلغاء حكم الإعدام، والتحضير لانتخابات رئاسية وبرلمانية، حرة ونزيهة، وإقامة نظام ديمقراطي...الخ.

وكذلك نجحت الانتفاضة المصرية بإرغام الرئيس حسني مبارك على تغيير حكومته، والوعد بعدم الترشح  لدورة رئاسية جديدة، أو توريث الرئاسة إلى نجله، وتعديل الدستور، والتحضير لانتخابات حرة ونزيهة في أيلول (سبتمبر) القادم، واحترام حكم القضاء، وتبديل قيادة حزبه الحاكم، ...الخ.

والجدير بالذكر أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، هو الآخر وعد بعدم الترشح  للرئاسة القادمة، وعدم التوريث، كذلك قام العاهل الأردني، الملك عبدالله بطرد حكومته، وتشكيل حكومة جديدة لامتصاص الغضب الجماهيري.

كل هذه الإجراءات تشير إلى أن عاصفة التغيير قد هبت على المنطقة العربية، وأن التحولات السياسية والديمقراطية والاجتماعية آتية لا ريب فيها، تماماً كما حصلت في دول أوربا الشرقية قبل عشرين عاماً.

التحديات والمخاطر

هناك نوعان من التحديات تواجه الانتفاضة المصرية، منها آنية، وأخرى ما بعد مبارك:

1. التحديات الآنية

فيما يخص التحديات الآنية، أي إثناء الانتفاضة، ذكرتها في مقالي الأخير الموسوم: (تكتيكات فدائيي مبارك لضرب الانتفاضة ). وقد حصلت مناوشات بين شباب الانتفاضة ومؤيدي النظام، كان معظمهم من رجال الأمن والشرطة والمنتفعين منه. ويبدو أن هذا الخطر قد زال بفضل التحذيرات التي وجهتها الحكومات الغربية وخاصة أمريكا والوحدة الأوربية، وكذلك صمود والتزام شباب الانتفاضة بالنظام.

ولكن مازالت هناك مخاطر آنية أخرى، منها دخول "الأخوان المسلمون" ومحاولتهم سرقة الانتفاضة.

فالانتفاضة بدأت عفوية يوم 25 كانون الثاني/يناير الماضي، قام بها الشباب المثقف بحماس منقطع النظير، ومن مختلف الطبقات الاجتماعية، والانتماءات الدينية والمذهبية، معظمهم مستقلون، و ليبراليون، خريجو الجامعات، ومن مستخدمي الانترنت، وغير مؤدلجين بأية أيديولوجية، دافعهم الرئيسي هو تغيير النظام، ونيل الحرية وتحقيق الديمقراطية، وتحسين أحوالهم المعيشية، لأن معظمهم يعانون من البطالة والفقر وغياب الحرية في ظل حكومة مستبدة فاسدة طال بقاؤها. فلأول مرة نشاهد مظاهرات تخلو من حرق الأعلام الأمريكية والإسرائيلية أو هتافات ضدهما، بل ونرى أمريكا والدول الغربية تقف إلى جانب الانتفاضة، وتنصح مبارك باحترام رأي الجماهير، والاستجابة لها وتجنب ضربها، كما ولم يتجرأ الإسلاميون برفع شعارات إسلامية مثل: (الحل في الإسلام)...الخ.

التحدي الآني الآخر الذي يواجه الانتفاضة، هو عدم وجود قيادة موحدة، وشخصية كارزماتية مؤثرة، تفاوض الحكومة نيابة عن الجماهير. فالأحزاب العلمانية الديمقراطية الليبرالية ضعيفة ومتشظية، بسبب محاربة السلطة لها خلال أكثر من نصف قرن، والحزب الوحيد القوي والمنظم هو حزب "الأخوان المسلون". والمؤسف حقاً أن الناشط السياسي محمد البرادعي، راح يتقرب من هذه الجماعة، وهذا ليس في صالحه ولا صالح الجماهير. ولما رفض الأخوان المسلمون دعوة الحوار مع الحكومة مؤكدين على رحيل الرئيس مبارك أولاً قبل أي حوار، اتخذ البرادعي نفس الموقف المتشنج. ولكن ما أن أصر مبارك على البقاء إلى نهاية دورة رئاسته في سبتمبر القادم، من أجل الانتقال السلمي للسلطة، ليجنب البلاد من السقوط في فوضى عارمة، ووافق كثيرون على ذلك، غيَّر الأخوان المسلمون موقفهم أيضاً، ووافقوا على الحوار خوفاً من العزلة. ولم نسمع عن موقف البرادعي لحد كتابة هذه السطور. 

الخطر الآخر، وكما يعتقد البعض أن ما يجري في مصر من انتفاضة ضد مبارك، يشبه إلى حد بعيد، ما جرى في إيران عام 1979 ضد الشاه، وأنها هزيمة لأمريكا!! ففي إيران قال المرشد الأعلى علي خامنئي، في خطبة الجمعة (4/2)، إن الانتفاضة الشعبية في مصر مؤشر على "نهضة إسلامية في المنطقة".

هذا القول غير دقيق، وناتج عن الرغبات والتمنيات wishful thinking. إذ كما بينا أعلاه، أن هذه الانتفاضة ليست مؤدلجة، ولا يقودها حزب معين، إسلامي أو علماني، كما وليس هناك شخصية مؤثرة في الثورة المصرية كشخصية الخميني في الثورة الإيرانية، والانتفاضة ليست ضد أمريكا كما يدعون. ولذلك فهذا الخطر غير وارد.   

2. تحديات ما بعد مبارك

قلنا في مناسبات سابقة أنه من الصعوبة الانتقال من حكم الاستبداد العسكري الذي دام نحو 60 سنة، إلى نظام ديمقراطي بمجرد تغيير النظام، وذلك للأسباب التالية:

أولاً، ضعف الأحزاب العلمانية الديمقراطية: إن الحكومات المستبدة المتعاقبة اضطهدت الأحزاب العلمانية الليبرالية، وأضعفتها، كما وطاردت المثقفين الليبراليين لعشرات السنين وأنهكتهم، لذلك فهذه الأحزاب مشتتة وضعيفة، وتحتاج إلى جهد استثنائي وفترة النقاهة! لتتعافى وتسترد قوتها، ولا بد أن تلتحم الأحزاب الصغيرة إما في تحالفات أو حتى الاندماج لتشكيل أحزاب أكبر ذات ثقل مؤثر على الساحة السياسية. ولذلك نتوقع بروز الكثير من المشاكل والصعوبات، ولكنها ليست عصية على الحل، فكل مشكلة تحمل حلها معها.

ثانياً، الخطر الأكبر هو قادم من حزب الأخوان المسلمين، لأنه الحزب الوحيد المنظم بشكل جيد وقوي، والسبب هو أن الراحل الرئيس السادات اعتمد على الإسلاميين في ضرب الأحزاب العلمانية والليبرالية المعارضة له، وكذلك بسبب الدعم المادي والمعنوي الذي يحصل عليه الحزب من الخارج، وخاصة من أثرياء وأمراء الخليج. ولكن وكما كشفتْ الانتفاضة، هناك مبالغة في قوة هذا الحزب، فمبادرة الانتفاضة لم تكن من عندهم ، بل وحتى أبعدوا أنفسهم عنها في البداية، ولم يركبوا الموجة إلا بعد تأكدهم من نجاحها، فانضموا إليها بذكاء وتحفظ، إذ تجنبوا رفع شعاراتهم الإسلاموية. فأكثر التقديرات في حالة إجراء انتخابات برلمانية، أن يفوز الحزب بنسبة 25-30% من الأصوات والمقاعد. هذه النسبة سمعتها من صديق وهو كاتب مصري ليبرالي مطلع، وكذلك من معظم المحللين الغربيين. وهذا يعنى أن نحو 70% إلى 75% على الأقل يريدون حكم مدني ديمقراطي.

ثالثاً، وحتى لو اضطر العلمانيون إشراك الإخوان المسلمين في الحكومة الديمقراطية ما بعد مبارك، فهذا لا يعني أن الإسلاميين سيطروا على السلطة، فعندنا التجربة العراقية، إذ رغم الضجيج العالي بأن أمريكا وإيران سلمتا السلطة إلى الإسلاميين، فهذا الكلام غير دقيق، القصد منه تضليل الرأي العام، وإفشال العملية السياسية، وتشويه سمعة الديمقراطية في العراق، فالوزراء الإسلاميون هم الأقلية في الحكومة العراقية، ومعظم الوزارات بأيدي العلمانيين من جميع الأطياف ومكونات الشعب، ففي حكومة المالكي الأولى كان هناك وزير شيوعي أيضاً، ولو كان قد حاز الشيوعيون حتى على مقعد برلماني واحد في الانتخابات الأخيرة، لكان من الممكن أن يحصلوا على حقيبة وزارية. صحيح أن رئيس الوزراء نوري المالكي هو إسلامي من حزب الدعوة، ولكنه معتدل، ولم يتم اختياره لولا دعم التحالفات العلمانية له، وهو (الملكي) يتصرف كعلماني، ويسعى لبناء نظام مدني ديمقراطي ودولة المواطنة. ويمكن أن يتكرر المشهد في مصر، ولو بشكل مخفف جداً وأفضل، لأن انقسام الشعب المصري على نفسه ليس كما هو عليه الشعب العراقي. كما وليست هناك أحزاب طائفية أو عرقية في مصر عدا حزب الأخوان المسلمين.

وبهذه المناسبة، أعتقد أن من مصلحة الأقباط المسيحيين أن ينضموا بكثافة إلى الأحزاب العلمانية، ويفرضوا وجودهم، لنيل حقوقهم السياسية، وتكون مشاركتهم في السلطة وفق كثافتهم السكانية. فالديمقراطية وحدها كفيلة بحل مشكلة الأقباط، وذلك بقيام نظام ديمقراطي على أساس دولة المواطنة، بدون تمييز عرقي أو ديني.

رابعاً، وكما حذرت في مقال سابق الأشقاء التونسيين من عدم التحليق في الآمال الخيالية في حل المشاكل المستعصية بعصا سحرية، كذلك أحذر شباب الانتفاضة المصرية، أن يعرفوا مسبقاً أن مشاكل الشعب المصري كثيرة وكبيرة بسبب الانفجار السكاني، لا يمكن حلها بين يوم وليلة. إذ يواجه هذا الشعب الذي بلغ تعداد نفوسه نحو 85 مليون نسمة، مع الفقر المدقع بين الملايين من خريجي الجامعات، والتدهور المزري للاقتصاد نتيجة تفشي الفساد الإداري، ونهب الحكام المستبدين ومساعديهم لثروات البلاد. كذلك تفيد الأرقام أن نحو 70% من الشعب دون 31 سنة من العمر، ونسبة البطالة نحو 25% من القوى العاملة. فليس بإمكان أية سلطة ومهما كانت مخلصة وذكية، حل هذه المشاكل بسرعة. كذلك سيحاول المنتفعون من النظام الحالي الانتقاص من الحكومة القادمة، وكيل الاتهامات لها، وبث الإشاعات ضدها، كما حصل في العراق، خاصة ونحن نعيش عصر الانترنت والفيسبوك والتويتر، والفضائيات، إذ من السهولة على أي شخص تأليف الإشاعات أو تلفيق التهم الباطلة ونشرها على العالم بثوان. فالثورة المعلوماتية، كأي اختراع آخر، هي سلاح ذو حدين، يمكن استخدامه للخير وللشر.

3.  الموقف من مبارك

لعل من أكبر أخطاء الرئيس حسني مبارك، وكمعظم الحكام العرب، هو تمسكه الشديد بالسلطة لمدة طويلة (ثلاثين سنة)، ومحاولته توريث السلطة لابنه جمال. إذ كان بإمكانه أن يدخل التاريخ كمصلح سياسي كبير، لو كان قد مهد للتحولات الديمقراطية التدريجية السلمية والانتقال إلى الديمقراطية الحقيقية منذ سنوات، لوفر على شعبه ونفسه كل هذه الهزات العنيفة، والخسائر المادية والبشرية. ولكن وكما تفيد الحكمة: "أن البشر لا يلجؤون إلى الوسائل الصحيحة لحل المشاكل إلا بعد أن يستنفدوا جميع الوسائل الخاطئة". وأخيراً وصل مبارك إلى الحل الصحيح، مجبراً لا مخيَّراً.

ولكن يجب أن نكون منصفين، فرغم أخطاء مبارك، إلا إنه ومقارنة بنظرائه مع معظم الحكام العرب، فهو أقلهم سوءً، بل قدم الكثير من المنجزات الجيدة للشعب المصري، ويجب أن لا يتنكر المواطن لهذه المنجزات في لحظة من لحظات الغضب الجماهيري، والانعطافات التاريخية. فمبارك لم يكن جزاراً لشعبه كصدام حسين، ولا مجنوناً مثل القذافي. لقد خدم شعبه بصدق نحو 62 سنة، منها 30 سنة في قمة السلطة، كما وشارك كضابط طيار مقاتل في معظم الحروب التي أشعلت في عهد سلفيه، عبد الناصر والسادات. واستمر على الحل السلمي مع إسرائيل خلال حكمه، ولم يزج بشعبه في أية حرب، داخلية أو خارجية. وتحسن الوضع الاقتصادي في عهده.

كذلك يجب أن لا ننكر أنه حقق هامشاً من الحرية للشعب، وللأحزاب السياسية والصحافة والتعبير والتفكير، بل سمح لمن ينتقده ونظامه، وحتى من يشتمه في وسائل الإعلام ودون محاسبة. وأكاد أجزم أنه لولا هذه الحرية التي وفرها مبارك لما حصلت هذه الانتفاضة. فالشعب المصري لا يعاني من نظام حسني مبارك أكثر مما يعانيه الشعب السوري من نظام البعث الحاكم الوراثي. ولكن الشعب السوري يعرف، وعن خبرة سابقة، كيف سيكون رد فعل السلطة الفاشية ضد الجماهير في حالة قيامها ولو بمظاهرة جماهيرية صغيرة، فمصيرها الإبادة التامة كما حصل في الماضي، وكما حصل في العراق على أيدي البعثيين العراقيين. ولكن المشكلة، وكما قال الإمام علي(ع): "إذا أقبلت الدنيا على أحد أعارته محاسن غيره، وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه".

لحد كتابة هذه السطور، حققت الانتفاضة الكثير من أهدافها إلى حد أن يمكن تسميتها بالثورة، ولكن هناك الخوف من إجهاضها إذا ما حاول المتطرفون الإسلاميون اختطافها وفرض شروط تعجيزية على مبارك ومحاولة طرده وإهانته. يجب أن يعرف شباب الانتفاضة، أن حسني مبارك محارب قديم، وليس إنهزامي مثل الرئيس بن علي، وكما يقول الانكليز (he is a fighter not a quitter)، إذ كما أوضح مبارك في مقابلة مع شبكة "ايه بي سي" الأمريكية، أنه مستاء جدا مما جرى في ميدان التحرير، "لقد فاض بي الكيل بعد 62 عاما في الخدمة العامة وأريد الرحيل". لكنه استدرك قائلا: "لا يمكنني ذلك خوفا من غرق البلاد في الفوضى"، حسب ما نقلت عنه الصحفية كريستيانا أمانبور. وردا على سؤال حول الدعوات الأمريكية الى انتقال سريع للسلطة قال مبارك انه ابلغ نظيره الأمريكي باراك اوباما قائلا: "انتم لا تدركون الثقافة المصرية ولا تعرفون ماذا سيحدث إن استقلت". وأكد مبارك مجددا على انه لا يعتزم الترشح للرئاسة مرة أخرى، أو أن يخلفه نجله جمال.]

أعتقد أن الرجل صادق في وهوده ونواياه هذه المرة، والانتخابات القادمة لا بد وأن تكون نزيهة وحرة، لأن ليست لأعضاء هذه الحكومة أية مصلحة في تزوير النتائج، فمعظم أعضائها سيتقاعدون، وأنها (الانتخابات) ستجرى تحت مراقبة دولية. لذا يجب أن يفسح لمبارك المجال لنقل السلطة بسلاسة خلال الستة أشهر الباقية له في الحكم، مع الحفاظ على كرامته وسلامته وسلامة عائلته، ليحقق الشعب المصري سابقة حضارية في التبادل السلمي للسلطة، وتجنبه للعنف، والرغبة في الانتقام. يجب كسر هذه الحلقة المفرغة من العنف في البلاد العربية، ومن الخطأ الإصرار على رحيل مبارك إلى خارج مصر بشكل مهين للكرامة بعد كل هذه الخدمات. فالرجل خدم مصر ويريد أن يموت على أرض مصر، كما قال.

وكما أفادت الأنباء "أن نائب الرئيس المصري، السيد عمر سليمان، التقى اليوم الأحد، 6/2/2011، بممثلين عن قوى المعارضة من بينها ممثلين عن جماعة الأخوان المسلمين، وبمشاركة ممثلين عن حزب الوفد وحزب التجمع وأعضاء من لجنة تم اختيارها من قبل الشباب المتظاهرين في ميدان التحرير، وعدد من الشخصيات السياسية المستقلة ورجال الأعمال. وهذه الأنباء مفرحة وتبشر بالخير. فالسلطة تلقت الرسالة من الشعب، وبدأت عملية الإصلاح والانتقال السلمي للديمقراطية، لذلك حان الوقت لتنفيذ أوامر الجيش الذي طلب من المتظاهرين مغادرة الميدان بسبب "تعطيلهم عجلة الاقتصاد والحياة في البلاد"، لاسيما مع الإعلان السبت عن تجاوز الخسائر الناجمة عن الاحتجاجات حاجز الثلاثة مليارات دولار. والشعب المصري أساساً يعاني من أزمة اقتصادية مزمنة، فلا يتحمل المزيد. وحتى لو افترضنا أن مبارك وطاقمه الجديد حنثوا بوعودهم، فميدان التحرير موجود لإعادة الانتفاضة حتى النصر. ولكن بعد كل هذه الثورة، والتعهدات أمام العالم، فلا بد وأن نصدق بما تعهد به مبارك وطاقمه، وأن يُسمح له بالخروج من هذا المأزق بالعزة والكرامة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقالات ذات علاقة:

د. عبدالخالق حسين: مرحى لانتفاضة الشعب المصري

http://www.abdulkhaliqhussein.com/news/434.html

 

د. عبدالخالق حسين: تكتيكات فدائيي مبارك لضرب الانتفاضة

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=244249

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العنوان الإلكتروني للكاتب: Abdulkhaliq.Hussein@btinternet.com

الموقع الشخصي للكاتب:  http://www.abdulkhaliqhussein.com/